"فقاعات بحر البلطيق" تعكس حجم الاضطراب والمخاوف في أوروبا

مشاركة
آثار تسرب الغاز من خط نورد ستريم آثار تسرب الغاز من خط نورد ستريم
موسكو - الحياة واشنطن 06:15 م، 27 سبتمبر 2022

ساعات عصيبة تعيشها أوروبا في تلك الأثناء جراء ما اتفقت عليه كل الأطراف تقريبا بخصوص السبب وراء تسرب الغاز الذي رُصد في موقعين من خط أنابيب "نورد ستريم 1" الذي يربط روسيا بألمانيا في بحر البلطيق، بعد الإعلان عن تسرب غاز في "نورد ستريم 2".
الدنمارك والسويد والنرويج القريبة من موقع التسريب في بحر البطليق، وروسيا منبع الخط وألمانيا حيث المصب، وأوكرانيا التي تدور أوروبا كلها في فلك أحداثها، الكل متفق على أن تلك التسريبات يقف خلفها عمل تخريبي متعمد، وأجهزة الأمن والاستخبارات ومراكز البحوث وعلماء الفضاء منشغلون بالبحث عن الفاعل، في ظل اضطراب كبير يضرب أسواق الغاز في أوروبا.
و"نورد ستريم" هو خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من مدينة "فيبورغ" في روسيا إلى مدينة "غرايفسفالد" في ألمانيا، ويتكون من خطين متوازيين؛ وهو أطول خط أنابيب تحت البحر في العالم، ويمر في أعماق بحر البلطيق.
وذكر المركز الوطني السويدي لعلوم الزلازل، إنه "تم تسجيل انفجارين تحت الماء قبل تسرب الغاز"، في وقت أوضح الجيش الدنماركي أن التسريبات الثلاثة الكبيرة من خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم" ظهرت على سطح بحر البلطيق، مُشكلة دوائر يتراوح قطرها ما بين 200 وألف متر.
وقال الجيش الدنماركي، في بيان، بشأن التسريبات الواقعة قبالة سواحل جزيرة بورنهولم الدنماركية: إن "التسريب الذي يشكل الفقاعة الأكبر يؤدي إلى تشكيل دوائر على السطح يصل قطرها إلى كيلومتر واحد، أما الأصغر فيشكل دائرة يبلغ قطرها حوالي 200 متر".
وأعلنت شركة "جازبروم" الروسية وقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر "نورد ستريم" بشكل تام، ما انعكس ارتفاعا لحظيا في أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية بأكثر من 12 في المئة، بعد سلسلةمن التراجعات.
وفيما اتهمت أوكرانيا روسيا، بتنفيذ "هجوم إرهابي مُخطط" لوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا، أعلنت الرئاسة الروسية أن خطي الغاز ربما تعرضا لـ "أعمال تخريبية".
وعزا رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، تلك التسريبات إلى "أعمال تخريب"، وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، إن بلادها تعتبر التسريب "إجراءات متعمدة"، وكذلك أكد وزير النفط والطاقة النرويجي، تاريه أوسلاند، أن المعلومات الأولية حول التسريب "تشير إلى أعمال تخريبية"، وقال وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود، "هذه ساعات حرجة، وندعو إلى تعاون دولي وثيق".
وأكد وزير الطاقة الدنماركي دان يورغنسن، أن "التسريبات لم يكن سببها حوادث بل انفجارات"، لافتا إلى أن خطوط الأنابيب المتضررة يتراوح عمقها بين 70 و80 مترا، وتوقع أن يستمر تسرب الغاز "أسبوع على الأقل".
وأتى تسرب الغاز في خط "نورد ستريم"، فيما تبحث دول القارة العجوز، في خطط للطوارئ لمجابهة الشتاء القادم، في ظل أزمة الطاقة التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، وزاد الحادث من مخاوف مواجهة الأوروبيين ظُلام ليالي الشتاء وبرودتها القارسة بلا وقود ينير منازلهم ويُشعل مدافئهم.