خاص"صورة وتذكار" معرض فني متنقل يُصور أجواء الجمال في غزة

مشاركة
"صورة وتذكار" معرض فني متنقل يُصور أجواء الجمال في غزة "صورة وتذكار" معرض فني متنقل يُصور أجواء الجمال في غزة
غزة-دار الحياة 01:12 م، 11 يونيو 2020

تزيِّن ساحة الشهداء بمدينة رفح جنوب قطاع غزة لوحات فنية وضعت على باص متوقف على قارعة الطريق، يُمثل مشهداً فنياً بعنوان (صورة وتذكار)، أقامه عامر أبو شمالة "32عاماً" وزوجته "أروى" (32عاماً) وأصدقاؤهم من فناني القطاع، وتُصور اللوحات الفنية أجواء الجمال في أحياء قطاع غزة.

ودفعت الظروف المادية الصعبة التي يعيشها "أبو شمالة" المعيل لستة أبناء وتوقف المعارض الفنية منذ أشهر بسبب جائحة كورونا، إلى تنفيذ فكرة المعرض المتنقل، أملاً في بيع تلك اللوحات وتحسين وضعه المعيشي بعض الشيء.

اقرأ ايضا: صحفيات من غزة واجهن الرعب.. روايات لا تُصدق من قلب الحرب

وتمارس (أروى) خريجة "جيولوجيا" هوايتها في الرسم داخل غرفة مسقوفة بـ"الاسبست" لا تزيد مساحتها عن (6أمتار) منذ نحو عقد من الزمن، ويعاونها في ذلك زوجها (عمار) خرّيج "خدمة اجتماعية"، إضافة لطباعتهما صوراً جميلة موجودة على الإنترنت وتحويلها إلى لوحات تقدر بمبلغ 30- 50 شيكل (8-14 دولار تقريباً).

يقول (عمار) عن زوجته: "زوجتي موهوبة في الرسم التشكيلي، وأنا لدي خبرة في طباعة الصورة وصناعة البراويز، وطاقات الورد، ولم يخطر ببالنا يومًا فكرة بيع وتسويق اللوحات".

ويضيف: "في البداية كان الأمر مجرد هواية، لكن منذ أزمة كورونا، وتعطيل كثير من مرافق الحياة والأعمال، باشرت مع زوجتي وأصدقائي التفكير في عمل شيء غير تقليدي لنستفيد منها ماديًا في ظل عدم وجود عمل دائم لنا؛ فكانت فكرة معرض متنقل يحمل اسم (صورة وتذكار)."

ولتنفيذ الفكرة؛ استأجر "عمار" باص أحد أصدقائه الخريجين، وأخذ يجوب المحافظات برفقة صديق ثالث، للترويج للوحات في الأماكن الحيوية.

وأكد عمار بأن: "الفكرة قد لاقت استحسان الناس، فكثير منهم يأتون للسؤال عن ثمن اللوحات، ويلتقطون صورًا مع الباص واللوحات، لكن حركة الشراء ليست كبيرة ويرجع سبب انخفاض الإقبال على شراء اللوحات إلى العامل المادي، وعدم انتشار ثقافة اقتناء اللوحات لدى سكان القطاع ووضعها في المنازل".

ويتابع عمار: "بعض الزبائن طلبوا منا رسم صور شخصية "بورتريه"، وقد بدأت زوجته بانجازها، ويتكفل هو بإيصالها لهم عبر الباص".

أما (أروى) فتقول: "نعمل على تنفيذ الرسومات التي يطلبها الزبائن، في محاولة لتوفير ما يعيلنا في حياتنا اليومية، في ظل المعاناة التي نعيشها".

وتضيف: "أنا لستُ فنانة، لكن الفن موهبتي، ومارسته في منزلي عندما لم أجد فرصة عمل، ومؤخرًا شجعني زوجي على فكرة الخروج وعرض اللوحات التي أرسمها بنفسي، أو التي ترسمها صديقاتي معي أحيانًا عندما نجتمع سويةً".

وتتطلع الزوجة (أروى) من خلال معرضها للفت أنظار المسئولين إلى معاناة الخريجين، وتسليط الضوء على الأفكار الإبداعية التي بإمكان كل فرد أو أسرة تنفيذها لتحسين واقعهم المعيشي.

 

 

 

 

اقرأ ايضا: "أفخاخ الموت في غزة".. رصاص إسرائيل يشق طوابير الجوعى