معركة أم محكمة؟!

"ثعلب السياسة الأمريكية".. دونالد ترامب يختار استراتيجية "الشاشة المقسمة"!

مشاركة
دونالد ترامب دونالد ترامب
دار الحياة - واشنطن 01:35 م، 22 يناير 2020

انطلقت إجراءات محاكمة عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مجلس الشيوخ بواشنطن، غير أن ترامب المعروف بدهائه السياسي وجرأته في التعامل مع المواقف التي يتعرض لها، اختار متابعة المحاكمة التي تمس حياته السياسية على بعد آلاف الأميال وهو يشارك في منتدى دافوس بسويسرا برفقة زعماء دوليين وكبار رجال الأعمال والمستثمرين، في خطوة يرى مراقبون أنها "مدروسة بامتياز".

لا يخفي مسؤولو البيت الأبيض أنها لم تأت عبثاً بل تندرج ضمن استراتيجية متعمدة لإظهار الرئيس وهو "يمارس عمله كالمعتاد"، إذ ترى ستيفاتي غريشام أنَّ الهدف من "تقسيم الشاشة" بين تغطية محاكمة ترامب ونشاطاته الاقتصادية في دافوس، هو التقليل من أهمية ما يحدث في واشنطن مقارنة مع حرص ترامب على جلب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات للولايات المتحدة الأمريكية، مع الإشارة المهمة أن غريشام تعتبر "أن التهم الموجهة لترامب زائفة تماماً".

اقرأ ايضا: 3 مطالب رئيسية.. صحيفة تكشف تفاصيل المفاوضات الأمريكية الإيرانية

الجدير بالذكر أن البيت الأبيض حرص الأسبوع الماضي على تنظيم مراسم خاصة لتوقيع وثيقة المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية مع الصين، ومن المقرر بعد عودة ترامب من دافوس توقيع اتفاقية التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وتقول مستشارة الرئيس الأميركي كليان كونوي "إنَّ الرئيس ترامب يحظى بمنبر قادر على الاستحواذ على التغطية الإعلامية سواء بكلمة متلفزة أو تغريدة عبر تويتر".

نصيحة من خصم

ووجه الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي تعرض لنفس موقف ترامب، نصيحة لسلفه بالتركيز على عمله في "خدمة الشعب الأميركي وترك فريقه القانوني لمعارك العزل"، وادلى كلينتون بتلك التصريحات خلال المراحل الأولى من إجراءات عزل ترامب في مجلس النواب التي جاءت في معرض الحديث عن مقاربتين مختلفتين بين الرئيسين الوحيدين اللذين واجها محاكم العزل.

واختار كلينتون في عام 1998 "عزل" نفسه كلياً عن تفاصيل المجريات اليومية لمحاكمته في زمن ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي والتغطيات الإخبارية على مدار الساعة، غير أن ترامب يختلف عن سابقه في استخدامه لموقع تويتر في الرد على خصومه.

بدوره، قال المستشار السابق في البيت الأبيض، براد بلايكمان، "إن ترامب رفض أن يترك الديمقراطيين يهيمنون على التغطية الإعلامية ويؤمن بأن "ما لن يقتله سيجعله أكثر قوة".

رهانات الولاية الثانية

المختلف أيضا أن محاولة عزل كلينتون جرت في ولايته الثانية فيما يواجها ترامب قبل أقل من سنة من إعادة انتخابه، وهو واقع يدفع الرئيس ترامب للتفكير جيداً في التداعيات السياسية قبل التداعيات القانونية.

وتؤكد كونوي أن منتدى دافوس يمنح ترامب فرصة لتسليط الضوء على شعارات حملته الانتخابية وانجازاته في السياسة الدولية كنجاحه في إقناع منظمة حلف شمال الأطلسي- الناتو- بزيادة الانفاق الدفاعي مثلاً.

ولم يكتف ترامب بتعيين فريق من المحامين يتضمن شخصيات ذات حضور إعلامي بارز لخوض المعركة القانونية في مجلس الشيوخ، بل كلف أعضاء من الحزب الجمهوري الأكثر تأييداً له للتفرغ لتلك المعركة.

 

اقرأ ايضا: "صحة ترامب تحت المجهر" .. ماذا عن نتائج أول فحص لسيد البيت الأبيض؟