أجرى الرئيسان الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، مساء اليوم الاثنين، اتّصالاً هاتفياً، ركز على الحرب الأوكرانية.
نتائج الاتصال، التي تركّزت نحوها الأنظار خلال الأيام الأخيرة، أظهرت تقدّماً ملموساً في الموقف الروسي، إذ أبدى بوتين موافقة مشروطة على إعلان وقف مؤقت للقتال في أوكرانيا، ليستجيب بذلك لطلب أميركي وأوروبي مُلحّ ظلت موسكو تعارضه طويلاً.
اقرأ ايضا: حرب غزة.. التفاؤل يسود المفاوضات و"هدنة 60 يومًا" تلوح في الأفق
لكن الرئيس الروسي اشترط لذلك التوصل إلى "تفاهمات حول الهدنة"، ما يمثل خطوة إضافية للاقتراب مع الموقف الأميركي حيال ضرورة تسريع وتيرة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع.
بوتين أكد ضرورة التوصل إلى "حلول وسط"، لافتًا إلى أن بلاده تؤيد "تسوية سلمية تُلبّي مصالح الطرفين الروسي والأوكراني".
من جانبه، أشاد الرئيس الأميركي بمكالمته مع بوتين، وقال إن روسيا وأوكرانيا ستبدآن فوراً مفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار.
وأكد إبلاغ كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، وزعماء فرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا بهذا التطور هاتفياً.
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب "إن الفاتيكان مُمثّلاً في البابا، أبدى اهتمامه باستضافة المفاوضات. فلتبدأ العملية!".
وأضاف أن موسكو ترغب في إقامة تجارة واسعة النطاق مع أمريكا بعد انتهاء الحرب مع أوكرانيا، مؤكداً وجود فرصة هائلة لروسيا لخلق فرص عمل وثروات كبيرة.
وسمع ترامب أخيراً الكلمة الذهبية التي طالما أراد أن يسمعها من نظيره الروسي مباشرة؛ إذ قال بوتين إنه أبلغ نظيره الأميركي باستعداد روسيا للعمل على مذكرة تفاهم مع أوكرانيا، تتضمن وقفاً لإطلاق النار.
وبعد مكالمة استمرت نحو ساعتين، ووصفها بوتين بأنها كانت "مفيدة للغاية وصريحة للغاية"، خرج بوتين من القاعة التي كان يجري مكالمته منها وخاطب الصحفيين بعبارات موجزة، لكنها مليئة بتطورات في الموقف الروسي.
وقال إن ترامب شدد في المكالمة على موقفه المتعلق بضرورة إعلان وقف لإطلاق النار في أسرع وقت، وأن الجواب الروسي كان واضحاً ومباشراً: "نحن مستعدون للعمل على مذكرة تفاهم في هذا الشأن".
وأضاف بوتين أن بلاده تؤيد وقفاً لإطلاق النار، لكن لا بد من العمل بشكل سريع لبلورة طرق أكثر فاعلية لدفع عملية سلام.
وذهب بوتين أبعد قليلاً في موقفه المتطور، مؤكداً أنه أبلغ نظيره الأميركي أنه "لا بد من إيجاد حلول وسط تلبي مصالح الطرفين الروسي والأوكراني".
وكان لافتاً أن الرئيس الروسي تجنب استخدام مصطلحات مثل الصراع أو الحرب في أوكرانيا، وردد أكثر من مرة كلمة "الأزمة" في إشارته للوضع حول أوكرانيا.
لكن التطور في الخطاب الروسي خلال المكالمة لا يعني تخلي بوتين عن الخطوط الحمراء التي كان قد وضعها وتمسك بها بقوة في الفترة الماضية.
فهو أكد على ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار مرتبطاً بتفاهمات تلبي المطالب الروسية، وشدد أيضاً على ثبات موقفه تجاه "أولوية روسيا؛ وهي إنهاء كل الأسباب الجذرية التي أسفرت عن اندلاع هذه الأزمة".
اقرأ ايضا: اتصال بين ترامب ونتنياهو.. وإسرائيل ترسل وفدًا إلى الدوحة للتفاوض
كما بدا لافتاً أن المكالمة لم تتطرق لأي عناوين أخرى عدا الصراع في أوكرانيا، خلافاً لرغبة الكرملين السابقة بأن تكون الاتصالات بين الطرفين شاملة وتتناول كل الملفات المطروحة على الأجندة الثنائية. أيضاً، بدا أن الرئيسين لم يتطرقا لموضوع ترتيب القمة الروسية-الأميركية التي طال انتظارها وتكرر الحديث عنها أكثر من مرة.
