"شهيد العدسة والكلمة".. "أحمد منصور" احترق جسده لينير ضمير العالم

مشاركة
أحمد منصصور أحمد منصصور
حياة واشنطن-تقرير 11:47 ص، 29 ابريل 2025

في واحدة من أكثر لحظات الحرب على غزة قسوة ووحشية، استشهد المتطوع مع مؤسسة "حياة واشنطن" الإغاثية الصحفي والمصور أحمد منصور، إثر تعرضه لحروق بالغة نتيجة قصف مباشر استهدف خيمة الصحفيين بجوار مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

تداولت شبكات التواصل الاجتماعي لقطات توثق اللحظات الأخيرة لمنصور وهو يحترق حيًّا أمام العالم، في جريمة وحشية لم تفرّق بين مدني وإعلامي، أصيب على إثرها بحروق بالغة، ورغم محاولات إنقاذه، ارتقى شهيداً وهو يؤدي واجبه المهني والإنساني، ليبقى شاهداً حياً حتى بعد رحيله.

كان أحمد منصور أباً لثلاثة أطفال، يحمل حلماً بوطنٍ لا يُقتل فيه الصحفي لأنه ينقل الحقيقة، حلمه ذاك لم يتحقق، لكنه ظل حاضراً فيما وثّقه بعدسته، وفي القيم التي تمسّك بها حتى لحظاته الأخيرة

عمل الشهيد الراحل في وكالة “فلسطين اليوم”، وغطى العديد من الأحداث والمجازر التي شهدها قطاع غزة بكل شجاعة وصدق،لم يتخلّف يوماً عن ميادين الخطر، وكان دائم الحضور في الصفوف الأمامية.

استهداف أحمد لم يكن عشوائياً، بل كان جزءاً من سياسة ممنهجة ينتهجها الاحتلال لاستهداف الإعلاميين الفلسطينيين، إذ تهدف هذه الجرائم المتكررة إلى اغتيال الصحفي الفلسطيني الذي يُعدّ شاهداً حياً على حرب الإبادة الجماعية.

عرفناه نحن في مؤسسة “حياة واشنطن”، متطوعاً متواضعاً، لا يتردد في مدّ يد العون كلما سنحت له الفرصة، ساهم في توزيع المساعدات، وحرص دائماً على الوصول إلى العائلات الأكثر احتياجاً، لم يكن يبحث عن تقدير، بل كان يعتبر المساهمة واجباً طبيعياً.

بعد استشهاده، اجتاحت مشاهد رحيله المؤلمة وسائل التواصل الاجتماعي، ونعاه الآلاف باعتباره “الشهيد الحيّ”، الذي وإن احترق جسده، فقد أنار بدمه عدسة الحقيقة، وأحيا ضمير العالم.