لا تزال الأوساط الإسرائيلية تعبر عن قلقها من التقارب بين مصر والصين على مدار السنوات الأخيرة وأهدافه المستقبلية، والذي تجسد مؤخرًا في إجراء مناورات جوية لأول مرة على الأراضي المصرية.
ولعل أحدث فصول هذا القلق؛ ما حدث من هبوط طائرة إنذار مبكر صينية في مطار بني سويف العسكري في صعيد مصر، ما دفع العديد من وسائل الإعلام العبرية للتساؤل حول طبيعة نشاطها في مصر، وسبب هبوطها في هذا المطار بالتحديد.
اقرأ ايضا: "تابوت موسى وقبر المسيح".. عين إسرائيل على أهرامات الجيزة في مصر
وفي السياق، أوضح موقع “ناتسيف.نت” العبري أن هذه الطائرة، المحملة ببعض أحدث التقنيات العالمية في مجال الحرب الإلكترونية، لم تطير قط لمسافة طويلة خارج حدود الصين من قبل، مما دفع دولاً كثيرة بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة للتساؤل عن خلفيات إحضار الطائرة إلى مصر.
ووفقًا لتقرير نشره الموقع الإسرائيلي، فإن بعض المحللين رجحوا أن الطائرة جاءت للمشاركة في المناورات الجوية المشتركة فقط، بينما رأى آخرون أن الصين قد تكون تهدف إلى عرض الطائرة للبيع للجيش المصري، كما فعلت سابقاً عندما أحضرت طائرة مقاتلة متطورة إلى معرض عسكري في القاهرة قبل عدة أشهر.
وتساءل التقرير عن سبب اختيار مطار بني سويف العسكري بالتحديد، مشيراً إلى أن الإجابة قد تكمن في هوية المسؤول عن هذا المطار.
وقال المحلل العسكري وضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق إيلي ديكل - في تصريحات للموقع - إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن مصر تعمل على توسعة المطار العسكري في بني سويف منذ أوائل 2022، حيث يشمل التطوير، بناء تسعة هناجر مزدوجة قادرة على استيعاب ست طائرات مقاتلة من طراز رافال أو إف-16 في كل زوج من الشقق.
ويشمل أيضًا مدرجين بطول 3000 و3600 متر مع توسعة ممرات الطيران، توسيع احتياطيات الوقود في المطار، بحسب ما ورد في التقرير العبري.
وأضاف ديكل أن الصين قد تسعى من خلال هذه التدريبات إلى تزويد مصر بصورة جوية كاملة لمنطقة سيناء وإسرائيل، خاصة أن ساحة المعركة المحتملة بين مصر وإسرائيل ستكون في سيناء.
وأشار إلى أن الصين تدرك أن إسرائيل ستحاول إسقاط هذه الطائرة في أي حرب محتملة لتعمية الأنظمة المصرية، لذا أوصت بوضع الطائرة في بني سويف البعيدة عن الحدود ولكن ضمن مدى أنظمة جمع المعلومات.
اقرأ ايضا: إسرائيل: مصر هي من اشترطت نزع سلاح "حماس" لإنهاء حرب غزة
وخلص التقرير إلى أن مطار بني سويف يعد الأنسب لتخزين طائرة إنذار مبكر بهذا الحجم فيما يتعلق بحملة محتملة مع إسرائيل، نظراً لتطور بنيته التحتية وموقعه الاستراتيجي.
