تطبيع السعودية والجزائر مع إسرائيل.. "شرط وحيد" لإتمام المسار

مشاركة
حياة واشنطن-تقرير 04:46 م، 03 فبراير 2025

تحدث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن التطبيع مع إسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية.

وفي في مقابلة له مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، الأحد، تطرق الرئيس الجزائري إلى عدة قضايا تهم بلاده، من بينها الموقف من العلاقات مع إسرائيل.

وقال تبون إن الجزائر "ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم ذاته الذي تكون فيه دولة فلسطينية كاملة".

حديث تبون أثار تساؤلات بشأن معاني ودلالات التوقيت، الذي يأتي وسط ظروف دولية وإقليمية مشحونة سياسيًا وعسكريًا.

وأثارت تصريحه بشأن التطبيع المشروط مع إسرائيل ردودًا مختلفة، كان أبرزها من حركة مجتمع السلم (تيار الإخوان)، التي عادت للتذكير بتصريح سابق لتبون وصف فيه اتفاقيات إبراهيم بـ"الهرولة المرفوضة نحو التطبيع".

وفي بيان له، اعتبر الحزب الإخواني، أن الجزائر "تتعرض لمحاولات مشبوهة وضغوط" من حلفاء إسرائيل لجرّها نحو التطبيع.

كما حفلت منصات التواصل بتحليلات متباينة، أرجعت موقف تبون إلى قمة بيروت عام 2002، التي طرحت فيها السعودية المبادرة العربية تحت شعار "الأرض مقابل السلام".

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، زهير بوعمامة، فإن الجزائر "ثابتة على موقفها (ليس ما قاله جديدًا، لأننا نلتزم بمبادرة السلام العربية منذ 2002) ولن تتنازل ولن تخضع لأي ابتزاز أو ضغط أو مساومة قد تأتي في المرحلة القادمة".

في المقابل، رأى الحقوقي ساسي هاشم أن موقف الجزائر "أبعد ما يكون عن موقف إيران من القضية الفلسطينية، وأقرب ما يكون إلى موقف أيرلندا، إسبانيا، والنرويج".

ولا يعد حديث التطبيع الجزائري مع إسرائيل جديدًا، فقد صافح الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، في الرباط، على هامش جنازة ملك المغرب الحسن الثاني، في يوليو 1999.

المصافحة اعتبرت بمثابة تقارب حذر، لكن بوتفليقة قال إنه لقاء "بمحض الصدفة"، كما زار بعدها وفد من الصحفيين الجزائريين إسرائيل عبر باريس.

وسمحت الحكومة الجزائرية، في ربيع 2005، لعشرات اليهود القادمين من بلدان مختلفة بالحج إلى ضريح الحاخام الأكبر إفرايم بن كاوا بمدينة تلمسان (غرب الجزائر)، التي تضم مقبرة ليهود الجزائر.

وإفرايم بن كاوا هو الطبيب، والحاخام، والكاتب اللاهوتي، ومؤسس الطائفة اليهودية في تلمسان وشمال أفريقيا، توفي عام 1442، وفرّ من محاكم التفتيش الإسبانية، وهناك فقد والده وأمه"، وفق الموسوعة اليهودية.

وفي 2017، ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن صحفيين جزائريين رافقوا زملاء لهم من تونس والمغرب، بدعوة من إسرائيل، للتعرف على "إسرائيل الحقيقية"، وفق ما كشف عنه، آنذاك، عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

(السعودية والتطبيع)

في السياق، نقل مراسل قناة كان العبرية، اليوم الأحد، عن مسؤول في الوفد المرافق لنتنياهو حول كواليس المفاوضات التي تجري مع السعودية بشأن التطبيع مع "إسرائيل" القول: "نستعد لتلقي مقترح لتعزيز التطبيع مع السعودية غدًا، خلال اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل".

وأضاف: "الرئيس ترامب والمبعوث الامريكي للشرق الأوسط )ستيف ويتكوف) مصممان على استكمال اتفاق إطلاق سراح بقية الاسرى لدى المقاومة في غزة حتى النهاية وإنهاء الحرب".

وتابع: "مقابل ذلك من المتوقع أن يحصل نتنياهو على الترويج لاتفاق تطبيع مع السعودية وربما حتى على وعد يتعلق بالحرب ضد المشروع النووي الإيراني".