"فشلنا في 7 أكتوبر".. حالة انهزامية واستقالات بالجملة تضرب الجيش الإسرائيلي

مشاركة
حياة واشنطن-تقرير 02:33 م، 21 يناير 2025

تحت ضغوطات متزايدة على مختلف الأصعدة، شهدت الساحة الإسرائيلية سلسلة استقالات داخل جيش الاحتلال، إلى جانب تصريحات من بعض المسؤولين الحكوميين التي تؤكد حالة من التراجع والانهزام. 

الإعلام الإسرائيلي يؤكد أن هذا الوضع يعكس واقعًا صعبًا يواجهه جيش الاحتلال الإسرائيلي في ضوء الفشل في 7 أكتوبر وما بعده، الذي ألقى بظلاله على المستوى السياسي والأمني في إسرائيل.

واليوم الثلاثاء، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، استقالته، كما استقال كذلك قائد القيادة الجنوبية يارون فنكلمان من منصبه، معلنًا تحمله فشل الجيش في حماية النقب الغربي خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. 

وأوضح أن استقالته كانت نتيجة إخفاق الجيش في الدفاع عن إسرائيل، مما أدى إلى تكبد خسائر فادحة.

من جانبه، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو  هاليفي على خدمته، مشيرًا إلى أنهما اتفقا على الاجتماع قريبًا.

واعترف هاليفي - وفي بيان استقالته - بفشل الجيش تحت إدارته في مواجهة الهجوم الذي وقع في أكتوبر، مؤكدًا أن استقالته ستدخل حيز التنفيذ في السادس من مارس المقبل.

وقال إنه رغم الخسائر الفادحة، خاض الجيش حربًا صعبة على عدة جبهات وحقق إنجازات غيرت موازين المنطقة، مشيرًا إلى أن الحرب تركت آثارًا نفسية وجسدية عميقة على الجنود وعائلاتهم.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن استقالة رئيس الأركان هرتسي هليفي لم تكن مفاجئة لأحد. 

وأفادت بأن الطريق إلى استقالة هليفي شهد العديد من الاضطرابات وفقدان الثقة بينه وبين المستوى السياسي، ووصل إلى ذروته في تصريحات وتوترات كان من الممكن أن تكون موجهة إلى ملاعب كرة القدم. 

وبينت أن الأمر أصبح أكثر تعقيدًا عندما تولى وزير الدفاع كاتس منصبه، ما أدى إلى أزمة ثقة داخل الجيش، حيث أثيرت أصوات مجهولة من هيئة الأركان العامة، تؤكد أن تحمل المسؤولية لا يعني بالضرورة الاستقالة، بل يعكس استمرار الأجندة العسكرية في جوانب مختلفة مثل التوظيف والتحقيقات.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن مسألة ما إذا كانت استقالة هليفي قد حدثت في الوقت المناسب أم لا أصبحت الآن غير ذات أهمية، خاصة بعد إعلان قائد المنطقة الجنوبية عن القرار الذي كان متوقعاً، مشيرة إلى أن هذا ربما ليس القرار الأخير، حيث أن هناك العديد من القادة الآخرين الذين يتحملون مسؤولية الفشل في الجيش الإسرائيلي، وقد يرافق هذا التغيير خطوة أخرى تشمل رئيس الشاباك، رونين بار.

 وفي أعقاب استقالة رئيس الأركان وقائد المنطقة الجنوبية، أعد حزب معسكر الدولة، مشروع قانون يطالب بإنشاء لجنة تحقيق حكومية للتصويت في الهيئة العامة للكنيست.

ووفقًا لوسائل الإعلام فإن الاقتراح قدمه عضو الكنيست أوريت فركاش هكوهين من معسكر الدولة.

وأضاف: "أعلن رئيس الأركان انتهاء مهامه وكذلك قائد المنطقة الجنوبية". 

وقال عضو الكنيست فركاش هكوهين: "لقد انتهت الأعذار. هذا واجب أخلاقي تجاه المختطفين والمرحلين والجنود وكل شعب إسرائيل.. أتوقع من جميع أعضاء الكنيست، الذين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، أن يصوتوا لصالح مشروع القانون - إنشاء لجنة تحقيق حكومية، والتي ستحقق بشكل متعمق وبأدق الطرق في الإخفاقات التي حدثت وأدت إلى 7 أكتوبر".

 وبعد إعلان هاليفي استقالته، عبر أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة عن مواقفهم.

إيتمار بن غفير، رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، وصف الاستقالة بأنها متوقعة ورحب بها، مشيرًا إلى ضرورة تعيين رئيس أركان هجومي قادر على هزيمة حماس.

فيما قال يائير لابيد، رئيس المعارضة، إن استقالة هليفي تعكس فشل الحكومة، ودعا إلى استقالة رئيس الوزراء.

أما بيني غانتس، رئيس معسكر الدولة، فقد أشاد بهاليفي كقائد مخلص وحمل الحكومة مسؤولية ما حدث في 10/07 وطالب بتشكيل لجنة تحقيق وإجراء انتخابات جديدة لاستعادة الثقة.

في حين دعا أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، الحكومة إلى تحمل المسؤولية بعد استقالة هليفي. آفي ماعوز، رئيس حزب نعوم، أبدى ترحيبه بالاستقالة بعد دعوات متكررة لإقالته.