أعلنت الحكومة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، أنها قررت تسليم الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، استجابة لطلب الاسترداد الذي تقدمت السلطات الإماراتية.
القرار اللبناني جاء تنفيذاً لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن مجلس وزراء الداخلية العرب، بناءً على فيديو سجله القرضاوي خلال جولة له في باحة المسجد الأموي بدمشق، هاجم فيه دولاً عربية، بينها الإمارات ومصر والمملكة العربية السعودية، وعدت الإمارات أن ما أدلى به القرضاوي "يشكل تحريضاً ضدها، ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد".
اقرأ ايضا: "خرق جديد".. فيديو يوثق قصفًا إسرائيليًا على مواقع جنوب لبنان
وفاجأ قرار التسليم كل المتابعين لهذا الملف، لكونه صدر بعد ساعات قليلة جداً على تلقي مجلس الوزراء اللبناني مرسوماً أعده وزير العدل، هنري الخوري، بهذا الخصوص.
وأكد مصدر وزاري مطلع أن مرسوم التسليم مبني على مطالعة قانونية للنيابة العامة التمييزية في لبنان، أبدت فيها الأخيرة موافقتها التسليم باعتبار أن الجرم المسند إلى القرضاوي الابن ليس جرماً سياسياً.
وكشف المصدر أن تركيا التي حذرت لبنان من تسليمه "طلبت ضمانات مسبقة حال استرداده، وهذا ما حصل"، مستبعداً أن "يؤدي هذا القرار إلى أزمة سياسية أو دبلوماسية بين بيروت وأنقرة".
وطرح قرار التسليم أسئلة حول خلفيات موافقة لبنان على تسليم القرضاوي للإمارات، رغم عدم وجود اتفاق قضائي لتبادل المطلوبين بين البلدين، غير أن المصدر الوزاري أكد أن القرار "يستند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يلزم لبنان بتلبية الطلب الإماراتي، لكون لبنان عضواً في هذا المجلس وموقعاً على اتفاقياته".
وأشار إلى أن القرضاوي "سيُسلَّم مجدداً إلى جهاز الأمن العام اللبناني، المكلف بالتنسيق مع الجهات الأمنية في الإمارات للاتفاق على موعد التسليم".
يذكر أن القرضاوي أوقف فور وصوله إلى لبنان عبر معبر المصنع الحدودي عائداً من سوريا في 29 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تنفيذاً لمذكرة توقيف معممة عبر الإنتربول، بموجب حكم غيابي صادر بحقه عن القضاء المصري، يقضي بسجنه 5 سنوات، ويدينه بجرائم «إذاعة أخبار كاذبة، والتحريض على العنف والإرهاب، والتشجيع على قلب النظام.
وباءت كل الضغوط التي مارستها عائلة القرضاوي وناشطون، للحؤول دون تسليمه إلى مصر أو الإمارات، بالفشل؛ حيث نفّذ قبل، ظهر الثلاثاء، اعتصام أمام قصر العدل في بيروت، شارك العشرات، بينهم رجال دين يمثلون جمعيات إسلامية لبنانية، في حضور وكيلي القرضاوي، المحامين هلا حمزة ومحمد صبلوح، وألقيت كلمات طالبت الدولة اللبنانية بـ"عدم تسليمه إلى مصر أو الإمارات"، مطالبين بـ"ترحيله إلى بلده تركيا التي تهتمّ بأمره"، وحذر المشاركون بالاعتصام من أنهم "سيقاضون الحكومة اللبنانية أمام المحاكم الدولية في حال وافقت على تسليمه".
اقرأ ايضا: مطلوب لدى السلطات المصرية.. تفاصيل ضبط نجل القرضاوي في لبنان
وكانت عائلة القرضاوي قد وجهت يوم الأحد الماضي خطاباً رسمياً إلى رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، تطالبه بالتدخل الفوري للإفراج عنه فوراً.