غزة في أول يوم رمضان: أصوات القصف تتقاطع مع الآذان.. والجوع مستمر

مشاركة
طفل من غزة طفل من غزة
غزة-حياة واشنطن 02:55 م، 11 مارس 2024

تقاطعت أصوات القصف المدفعي والغارات الجوية الإسرائيلية التي لم تهدأ حتى، في وقت السحور لأول يوم من شهر رمضان، مع آذان فجر اليوم الاثنين، في قطاع غزة المحاصر والمهدد بالمجاعة.

إذ استمر جيش الاحتلال في عدوانه على القطاع ما أدى لاستشهاد العشرات مو المواطنين الفلسطينيين، وصول عدد منهم إلى المستشفيات، وفق وزارة الصحة غزة.

اقرأ ايضا: "وسط القصف وأزيز الرصاص".. إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح من حي الشجاعية

وقبيل الشهر الفضيل، ازدادت الدعوات الرامية إلى وقف الحرب خلال رمضان، ولكن قوبلت تلك الدعوات بتعنت إسرائيلي، كون الاحتلال متمسكًا بخطته لاجتياح مدينة رفح الجنوبية، حيث يتكدس 1.5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.

وقال شهود عيان إن "مع وقت السحور، فجأة سمعت دوي القصف. ضربوا منزلًا بحي الجنينة، وكانت سيارات الإسعاف تنقل شهداء وجرحى".

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن غارة استهدفت، وقت السحور، منزل عائلة بركات في حي الجنبية برفح خلفت 4 شهداء بينهم 3 نساء وعدد من الجرحى. 

وفيما يخيم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمر، أعلنت وزارة الصحة إن عدد الذين توفوا نتيجة "سوء التغذية والجفاف" ارتفع إلى 25.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، الاثنين، إن "عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات".

ووفقًا لروايات النازحين في رفح: "لا يوجد أصلًا طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟، كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في خيام النازحين المنكوبين".

وسيُحرم "مئات آلاف" الفلسطينيين من أداء صلاة التراويح، بحسب وزارة الأوقاف في غزة، إذ قال المكتب الإعلامي في غزة إن الجيش الإسرائيلي استهدف "أكثر من 500 مسجد، بينها 220 مسجدًا هدمها بشكل كلي، و290 مسجدًا بشكل جزئي وصارت غير صالحة للصلاة".

وتحذر الأمم المتحدة من أن 2.2 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون، مهددون بالمجاعة. وقد نزح 1.7 مليون من السكان بسبب الحرب، يتكدس 1.5 مليون منهم في مدينة رفح في أقصى الجنوب قرب الحدود المغلقة مع مصر.

وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المئة للحرب، أفادت وزارة الصحة في القطاع، باستشهاد 67 فلسطينيًا و106 جرحى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وفي بيانها، قالت الوزارة إن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرق، واتهمت الجيش الإسرائيلي بمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم.

وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي "شن أكثر من 40 غارة جوية" ليلًا طالت مناطق في خان يونس (في جنوب القطاع) وحي الزيتون وتل الهوى بمدينة غزة..

واستهدف القصف المدفعي المكثف مناطق في شرق رفح في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر.

في المقابل، قال جيش الاحتلال، إن قواته تخوض "وسط قطاع غزة مواجهات قريبة وتستعين بالقناصة وبالضربات الجوية".

وأضاف: "نفذت القوات مداهمات مستهدفة عددًا من المساكن المستخدمة في أنشطة إرهابية"، مشيرًا إلى "اعتقالات والعثور على أسلحة وذخائر".

وكانت مفاوضات التهدئة قد فشلت قبل شهر رمضان، وزعمت إسرائيل بأن حماس تشبثت بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال رمضان.

في المقابل، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن إسرائيل مسؤولة عن الفشل.

وفي كلمة ألقاها لمناسبة حلول رمضان، أضاف هنية: "أي اتفاق يجب أن يكون شاملًا وبضمانات دولية.. إذا تسلمنا من الإخوة الوسطاء موقفًا واضحًا من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، فنحن جاهزون لاستكمال حلقات الاتفاق وأن نبدي مرونة في قضية التبادل".

فيما قال مصدر مطلع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، إنه "سيتم تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة؛ بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان".

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.