يسرقون الأرض وجثامين أهلها.. إسرائيل تنهش أعضاء الشهداء الفلسطينيين المحتجزين لديها

مشاركة
إسرائيل تنبش قبور الشهداء الفلسطينيين إسرائيل تنبش قبور الشهداء الفلسطينيين
حياة واشنطن-تقرير 11:14 ص، 30 يناير 2024

لم تكتف إسرائيل بسلب أرض فلسطين وحسب، بل امتد الجرم إلى ما هو أبعد، إذ أن دولة الاحتلال دأبت على استغلال جثامين أهل الأرض، من خلال سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين المحتجزة لديها.

وفي السياق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الثلاثاء، بدفن مئات الجثامين العائدة لمواطنين فلسطينيين في مقبرة جماعية في مدينة رفح، وذلك بعدما "قامت إسرائيل بسرقتها من مناطق متفرقة من قطاع غزة".

اقرأ ايضا: قرار الجنائية الدولية.. "هستريا" في إسرائيل و"ضغوط" أمريكية تلوح في الأفق

وقال مراسل الوكالة الفلسطينية إن عملية الدفن شملت "100 جثة بعضها كان متحللًا ومجهول الهوية قام الجيش الاحتلال الإسرائيلي بسرقتها من المستشفيات والمقابر خلال اقتحامه مناطق مختلفة من قطاع غزة، وجرى تسليمها صباح اليوم عبر معبر كرم أبو سالم".

وأوضحت مصادر طبية للوكالة أن المعاينة الطبية "أظهرت علامات سحب بعض الأعضاء من الجثامين المسروقة من قبل الجيش الإسرائيلي".

من جانبه، أفاد المكتب الإعلامي في وزارة الصحة بقطاع غزة، بأن الجيش الإسرائيلي نبش آلاف المقابر في التفاح شرق غزة وسرق منها 150 جثمانًا.

وفي بيان له، قال المكتب: "جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال خلال حربه للإبادة الجماعية التي يشنها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وهذه الجريمة هي نبش جيش الاحتلال لقرابة 1,100 قبر في مقبرة حي التفاح شرق مدينة غزة".

وأضاف: "حيث قامت آليات الاحتلال بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء والأموات منها، وداستها، وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر".

البيان أشار كذلك إلى أنه "بعد نبش القبور وتجريف المقبرة قام جيش الاحتلال بسرقة قرابة 150 جثمانًا من جثامين الشهداء التي دُفنت حديثًا، حيث أخرجها من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة، ما يثير الشكوك مجددًا نحو جريمة أخرى وهي جريمة سرقة أعضاء الشهداء التي أشرنا لها في بيانات سابقة".

وكانت تقارير عدة أثارت الأمر خلال السنوات الأخيرة، ولفتت إلى الاستغلال غير القانوني لجثامين الفلسطينيين محتجزة لدى إسرائيل يشمل سرقة أعضاء منها واستخدامها في مختبرات كليات الطب في الجامعات الإسرائيلية فضلًا عن زرعها في أجساد مرضى يهود.

(ما هو بنك الجلود)

الجدير ذكره أن "بنك الجلود" هو نظام تخزين عينات من "الجلد البشري" من متبرعين، يتم استخدامها في عمليات ترقيع أو زراعة الجلد.

وفي عام 2014 ، أثار تحقيق تلفزيوني عرضته القناة العاشرة الإسرائيلية، جدلًا واسعًا، بعدما قالت مديرة "بنك الجلد" الإسرائيلي إن احتياطي إسرائيل من "الجلد البشري" وصل إلى 17 مترًا مربعًا، وهو عدد هائل نسبة لعدد سكان البلاد.

وتضمن التحقيق كذلك اعترافات من مسؤولين رفيعي المستوى حول أخد أعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين والعمال الأفارقة، واستخدامها في علاج الإسرائيليين.

(سارقو الجثامين)

وفي تقرير له منذ نحو شهرين، قال المرصد الأورومتوسطي إن لدى إسرائيل تاريخًا حافلًا باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، إذ تحتجز في ثلاجات خاصة جثامين 145 فلسطينيًا على الأقل، إضافة إلى حوالي 255 في مقابر الأرقام و75 مفقودًا ترفض الاعتراف باحتجاز جثامينهم.

وأوضح التقرير كذلك أنه سبق ورصد المرصد الأورومتوسطي، تعمد السلطات الإسرائيلية الإفراج عن جثامين لشهداء فلسطينيين، لذويها من سكان الضفة الغربية بعد مدة من احتجازها، وهي متجمدة بدرجة قد تصل إلى أربعين تحت الصفر، مع اشتراط عدم تشريح الجثامين وهو قد يخفي خلفه سرقة بعض الأعضاء.

المرصد أكد أيضًا أن إسرائيل التي تعد الدولة الوحيدة التي تحتجز جثامين الشهداء وتمارس ذلك بوصفه سياسة ممنهجة، وتصنف كأكبر مركز عالمي لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانوني، تكتفي بتبرير سياسة احتجاز الجثامين بأنه "محاولة للردع الأمني" متجاهلة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحظر ذلك.

(إسرائيل أكبر مركز لتجارة الأعضاء)

في عام 2008، نشرت شبكة (CNN) الأمريكية تحقيقًا يظهر أن إسرائيل تعتبر أكبر مركز عالمي لتجارة الأعضاء البشرية بشكل غير قانوني، وأنها تورطت بسرقة أعضاء داخلية لشهداء فلسطينيين بغرض الاستفادة منها بشكل غير شرعي.

ولكن الأخطر من ذلك هو ما أقر به "يهودا هس" المدير السابق لمعهد "أبو كبير للطب الشرعي" الإسرائيلي، بشأن سرقة أعضاء بشرية وأنسجة وجلود لشهداء فلسطينيين في فترات زمنية مختلفة، دون علم أو موافقة ذويهم.

وبعنوان "على جثثهم الميتة"، قالت الطبيبة الإسرائيلية "مئيرة فايس"، في كتابها الذي كشف عن سرقة أعضاء من جثامين شهداء فلسطينيين لزرعها في أجساد مرضى يهود، واستعمالها في كليات الطب في الجامعات الإسرائيلية لإجراء الأبحاث عليها.

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 26 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

اقرأ ايضا: "المستوطنون يختبئون في الملاجئ".. "حزب الله" ينفذ "أعنف قصف" على إسرائيل

ويعاني النظام الصحي في قطاع غزة من وضع صعب للغاية، بداية من جهاز الإسعاف شبه المنهار، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي نحو 108 مركبات إسعاف، وهناك 11 مُستشفى من أصل 36 تعمل بشكل جزئي.