مع بدء سريان الهدنة الإنسانية في قطاع غزة والتي حددت حمـ.اس وإسرائيل لمدة أربعة أيام، بدءًا من اليوم الجمعة، ظهر المشهد في شوارع المدينة وكأنه "جحيم على الأرض".
ففي الساعات الأولى، عثر فلسطينيون وسط الرماد والنار الذي خلفه القصف الإسرائيلي، على عشرات الجثث في "شارع الرشيد" بمدينة غزة، أثناء عودتهم لمنازلهم، حسبما أفادت رويات شهود عيان لوسائل إعلام محلية وعربية.
وقال مواطنون فلسطينيون، إنه أثناء عودتهم لتفقد منازلهم بالمناطق الغربية لمدينة غزة، عثروا على جثث لعشرات الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال في الشوارع.
الشهود أضافوا أن جبالًا من الجثث كانت متحللة، ما يشير إلى مقتلهم قبل عدة أسابيع أثناء حركة النزوح من مدينة غزة إلى جنوب القطاع.
إذ أن جيش الاحتلال أقدم، خلال الأسابيع الماضية، على قتل عشرات الفلسطينيين أثناء نزوحهم إلى الجنوب عبر شارعي "الرشيد" و"صلاح الدين"، وتركهم في أماكنهم قبل أن يتم نقل بعض الجثث تدريجيًا عبر عربات تجرها حيوانات إلى مناطق الجنوب.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي، النازحين الفلسطينيين، وارتكب العديد من المجازر في الجنوب، بالتزامن مع ترويجه أن الجنوب "منطقة آمنة" لإجبار العدد الأكبر من أهالي الشمال على مغادرته.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، هناك نحو 1.7 مليون من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم ونزحوا داخل القطاع.
في وقت لم تصل أي مساعدات خارجية لأجزاء من شمال قطاع غزة منذ أسابيع، ووصف متحدث باسم الأمم المتحدة، الوضع هناك بأنه "جحيم على الأرض".
أما عن الأحياء في القطاع، فينام أغلب الرجال والشبان والفتية من النازحين في العراء قرب الجدران الخارجية للملاجئ، ووفقًا للمكتب الأممي فإن بعض الأسر نصبت خيامًا خارج ملجأ في خان يونس.
ومع شن قوات الاحتلال حربًا ضارية على مستشفيات القطاع بحجة البحث عن "أنفاق حماس"، خرجت جميع مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة.
فيما يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن ثماني من أصل 11 منشأة في الجنوب ما زالت تعمل وواحدة فقط منها متاح فيها إجراء عمليات جراحية معقدة، وفقًا لما تقوله منظمة الصحة العالمية.
يأتي ذلك على وقع حرب ضروس شنها جيش الاحتلال على مدار 49 يومًا في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
وخلال الحرب، استهدفت قوات الاحتلال، المنازل الآهلة بالسكان المدنيين والعديد من المؤسسات الحكومية بشكل مباشر في قطاع غزة، إضافة لاستهداف المستشفيات المساجد ومدارس الإيواء.
فيما ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة - في بيان - أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر ارتفع منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 14854 شهيدًا بينهم 6150 طفلًا وأكثر من 4 آلاف امرأة، موضحًا أن 69% من الشهداء هم من الأطفال والنساء.
وأضاف المكتب أن إجمالي عدد المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1400 مجزرة، وبلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.
ودخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 من صباح اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي.
ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كافة مناطق القطاع.