أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الثلاثاء، عن أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على مراحل.
وفي أعقاب اجتماع الحكومة الإسرائيلية، رصدت "حياة واشنطن" عددًا من التقارير الإخبارية التي تحدثت عن تسريبات لبنود الصفقة المرتقبة بين إسرائيل و"حماس" بشأن الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى.
إذ أنه وخلال انعقاد الحكومة للتصويت على اتفاق الرهائن، لم يفصح نتنياهو عن بنود تلك الصفقة واكتفى بالقول إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ساعد في تحسين الاتفاق ليشمل المزيد من الرهائن المحتجزين لدى "حماس".
وتابع: "الحكومة الإسرائيلية تواجه قرارًا صعبًا الليلة لكنه القرار الصحيح"، مضيفًا: "الحرب مستمرة وستستمر حتى نحقق جميع أهدافنا".
يأتي ذلك في وقت طالبت عائلات الرهائن، إسرائيل بأن تشدد على عودة جميع هؤلاء، فيما اعترض الحزب الصهيوني الديني المشارك في الائتلاف الحكومي على الاتفاق، معتبرًا أنه "سيء" لأمن اسرائيل والرهائن والجنود.
وفي غضون ذلك، نقلت "فرانس برس" عن مصدرين مطلعين على مفاوضات الاتفاق قولهما: "تتضمن الصفقة هدنة لخمسة أيام تشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفًا تامًا لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ست ساعات يوميًا فقط".
وبحسب "فرانس برس"، قال المصدران إن "الصفقة تتضمن إطلاق سراح ما بين 50 و100 رهينة محتجزين في قطاع غزة لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحملة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية".
وأضاف المصدران أن الإفراج عن هؤلاء "سيتم على مراحل، بمعدل عشرة أسرى من الإسرائيليين يوميًا مقابل ثلاثين أسيرًا فلسطينيًا، على أن يتم الإفراج عمن يتبقى في اليوم الأخير من الهدنة".
وخلال اجتماع الحكومة، قال نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لجيش الدفاع الإسرائيلي بالاستعداد لمواصلة القتال، مؤكدًا على استمرار الحرب حتى تحقيق كل أهدافها "تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن".
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن الوزراء المشاركين في الاجتماع المخصص لمناقشة صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، قولهم إنه من المتوقع إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين، بعد غد الخميس.
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إن القتال سيتواصل بكل قوة بعد الصفقة، فيما اعتبر الوزير في مجلس الحرب بني غانتس أن "العمليات العسكرية هي التي دفعت باتجاه الوصول إلى الاتفاق".
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال تصريحات للصحفيين من البيت الأبيض، إن اتفاقًا بشأن تبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بات قريبًا جدًا.
وأضاف بايدن: "نحن قريبون جدًا، قريبون جدًا من اتفاق، وسنتمكن من إعادة بعض من هؤلاء الرهائن إلى عائلاتهم قريبًا جدًا".
وتشير المعلومات التي يتم تداولها في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفاصيل صفقة الأسرى أن "الاتفاق يقضي بأن تفرج إسرائيل عن نحو 150 امرأة وطفلًا فلسطينيًا أسرى لديها، مقابل 53 من المخطوفين النساء والأطفال الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، سيتم تنفيذ ذلك على 4 دفعات على مدار 4 أيام هدنة تبدأ من بعد غد الخميس، بحيث يتم كل يوم الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين تحصل إسرائيل على قائمة بأسمائهم قبل يوم من الإفراج عنهم، وسيتسلمهم الجيش ثم ينقلون إلى 4 مستشفيات تم تحديدها، ومقابل ذلك تطلق إسرائيل سراح نحو 30 امرأة وطفلًا فلسطينيًا أسرى يوميًا.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على قطاع غزة، لليوم السادس والأربعين، مستهدفًا بطائراته الحربية والزوارق والمدفعية، المنازل الآهلة بالسكان المدنيين والعديد من المؤسسات الحكومية بشكل مباشر، إضافة لاستهداف المستشفيات والمساجد ومدارس الإيواء.
وفي آخر إحصائية نشرها المكتب الحكومي في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 14128 شهيدًا بينهم أكثر من 5840 طفلاً و3920 امرأة.
وفي بيانه اليومي، قال المكتب إن عدد الإصابات جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 33 ألف إصابة أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.
وأضاف البيان أن عدد المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى أكثر من 6800 مفقود بينهم أكثر من 4500 طفل وامرأة في غزة.
