في ظل الحرب المستعرة في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، والتي راح ضحيتها قرابة 12 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، تمارس إسرائيل حربًا واسعة على مستشفيات غزة، وتحاصر بدباباتها المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في وقت خرجت فيه مستشفى الإندونيسي عن الخدمة.
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أكدت اليوم الخميس، أن الدبابات الإسرائيلية تحاصر المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة وسط "هجوم عنيف"، في الوقت الذي تكرر فيه إسرائيل قولها إن حركة حماس تستخدم المنشآت الصحية كقواعد لها.
وفي بيان لها، أوضحت الجمعية أن "طواقم إسعاف الهلال الأحمر تعجز عن الحركة للوصول للمصابين والجرحى".
بموازاة ذلك، كتب الطبيب في المستشفى غسان أبو ستة - على موقع "إكس" - : "المستشفى أصبح بمثابة محطة إسعاف أولي، مئات الجرحى يتلقون العلاج في المستشفيات دون إمكانية إجراء عمليات جراحية لهم، سيموتون متأثرين بجروحهم".
ويعد مستشفى المعمداني هو الوحيد الذي يعمل حاليًا من بين 24 مستشفى في شمال قطاع غزة، وذلك حسبما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، والذي أشار إلى أن 5 مستشفيات أخرى تعمل بشكل "محدود" للغاية وغير قادرة على استيعاب مرضى جدد.
"أوتشا" قال: "تم إغلاق 18 مستشفى وإجلاء المرضى منها منذ بدء الأعمال القتالية، من بينها 3 هي النصر والرنتيسي والقدس، في الأيام الثلاثة الماضية".
وقصفت ساحة المستشفى الأهلي العربي، في 17 أكتوبر، الأمر الذي أسفر عن استشهاد العشرات، وتوالت بعدها التنديدات والاحتجاجات دولية والعربية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن الجيش الإسرائيلي قصف عدة أقسام في مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في قطاع غزة.
وتستقبل المستشفيات في القطاع الفلسطيني آلاف النازحين الذين ظنوا أنهم سيكونون فيها بمنأى عن القصف الإسرائيلي المتواصل، نظرًا لأن المؤسسات الصحية تحظى بحصانة بموجب القانون الإنساني الدولي، فيما تصر إسرائيل على أن حركة حماس تستخدم المنشآت الصحية كقواعد لها، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
في غضون ذلك، تحدثت تقارير إعلامية محلية عن توقف مستشفى الإندونيسي بالقطاع عن العمل، فيما نقلت وسائل إعلام عن مدير المستشفى قوله إن المؤسسة الصحية توقفت عن الخدمة بشكل كامل.
أما مستشفى الشفاء، فلا تزال الجثث تتكس في جميع أنحائه وبمحيطه، وأصبح المجمع محورًا للعملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل وتقول إن "حماس" تستخدم المستشفى كمركز قيادة، وهو ما تنفيه الحركة.
وأعلن مسؤول في الجيش الإسرائيلي الخميس العثور على لقطات مصورة على صلة بالرهائن لدى حماس على أجهزة حاسوب في مستشفى الشفاء، مضيفًا أن الجيش يفتش "كل طابق بينما ما زال مئات المرضى والطاقم الطبي في المجمع".