بدد الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة "حماس" الفلسطينية، جهود الولايات المتحدة التي كانت تسعى إلى إبقاء الشرق الأوسط هاديًا نسبيًا، وتهيئته إلى تحقيق اتفاق بين إسرائيل والسعودية.
وفي أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، أصيب مساعدو الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بخيبة أمل بسبب عدم إدانة السعوديين لهجوم "حماس" على إسرائيل بشكل مباشر، وضغطت واشنطن للحصول على إدانة من السعودية، لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لم يستجب لمطالبهم.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض - في تصريحات صحفية - إنه لن يذهب إلى حد القول إن محادثات التطبيع توقفت موقتًا أو أنها أصبحت في مرتبة متأخرة، لكن تركيز واشنطن في الوقت الحالي ينصب على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
من جهته، أكد جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات الوطنية الأمريكية - في تصريحات صحفية - "الشارع العربي لن يدعم التطبيع بعد حرب واسعة النطاق دمرت فيها الضربات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من غزة".
وذكر مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، أن بعض مساعدي بايدن أصيبوا بخيبة أمل بسبب عدم إدانة السعوديين لهجوم حماس بشكل مباشر، وفقًا لوسائل إعلام غربية.
وضغطت واشنطن للحصول على إدانة من السعودية، وكان ذلك على الأرجح خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والأمير فيصل بن فرحان، لكن وزير الخارجية السعودي لم يستجب لهذا الطلب، وفقًا للمصدر المطلع على التفكير السعودي.
وقال المصدر إنه سيكون من الصعب "الحديث عن التطبيع خلال حرب عربية-إسرائيلية أخرى".
ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن محاولات إقامة علاقات بين العدوين القديمين إسرائيل والسعودية يمكن أن تنجو من الأزمة دون أن يصيبها أذى، لكن خبراء كثيرون يتبنون وجهة نظر أكثر تشاؤمًا.
وأرادت حماس أن تبعث برسالة مضمونها أنه لا يمكن تجاهل الفلسطينيين إذا كانت إسرائيل تريد الأمن، وأن أي صفقة سعودية من شأنها أن تعرقل التقارب الذي حدث في الآونة الأخيرة بين المملكة وإيران، حسبما قال مسؤولون فلسطينيون.
وأكد مسؤولون أمريكيون، في وقت سابق، أن الوقت غير مناسب لمحاولة استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة بسبب تعنت الجانبين.
وقال مصدر إقليمي إن "السعودية ليست قريبة من حماس لكن لا يمكنها تجاهل كيف حاصرت إسرائيل غزة لسنوات وما تفعله في الضفة الغربية".