حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من أنه إذا استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين سيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي، مشددا على أن الأردن يواصل التزامه بالمحافظة على هوية القدس بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وسأل ملك الأردن، في كلمته أمام الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: "كيف يمكن للناس أن يثقوا بالعدالة العالمية بينما يستمر بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتدمير البيوت؟".
وتحدث ملك الأردن، عن الأزمة السورية، مؤكدا أن مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم، وليس في البلدان المستضيفة، وأشار إلى أن الأردن لن تكون لديه القدرة ولا الموارد اللازمة لاستضافة المزيد من اللاجئين ورعايتهم.
وشدد على ضرورة إيجاد حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، ويوفر نهج الخطوة بخطوة طريقا إلى الأمام، فهذا النهج الذي اقترحه الأردن كأساس للتعامل مع الحكومة السورية. وقال: "سنحمي بلدنا من أية تهديدات مستقبلية جراء هذه الأزمة، تمس أمننا الوطني".
وأكد أن المعاناة في المنطقة ستستمر إلى أن يساعد العالم في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحل القضية المركزية في الشرق الأوسط"، وقال: "لا يمكن لأي بناء للأمن والتنمية الإقليميين أن يثبت أساساته فوق الرماد المحترق لهذا الصراع،
لكن بعد مرور سبعة عقود ونصف، لا تزال نيران الصراع مشتعلة".
وأضاف: "يعيش خمسة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال، بلا حقوق مدنية، ولا حرية في التنقل، ولا قرار لهم في إدارة شؤون حياتهم، ومع ذلك، فإن كل قرارات الأمم المتحدة منذ بداية هذا الصراع تعترف بالحقوق المتساوية للشعب الفلسطيني بمستقبل ينعم بالسلام والكرامة والأمل، وهذا هو جوهر حل الدولتين، السبيل الوحيد نحو السلام الشامل والدائم".
وتابع: "نحن نرى الإسرائيليين ينخرطون في التعبير عن هويتهم الوطنية والدفاع عنها، في الوقت الذي يحرم فيه الفلسطينيون من ممارسة الحق ذاته في التعبير عن هويتهم الوطنية وتحقيقها، إن المطلب الأساسي لهذا الحق هو قيام دولتهم المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام وازدهار إلى جانب إسرائيل".
وأوضح أن التأخير في تحقيق العدل والسلام تسبب في اشتعال دوامات لا تنتهي من العنف، لافتا إلى أن العام 2023 يعد الأكثر عنفا ودموية بالنسبة للفلسطينيين خلال الخمسة عشر سنة الماضية.
وقال: "ما زالت القدس بؤرة للقلق والاهتمام الدوليين. وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويواصل الأردن التزامه بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة".
ودعا إلى عدم ترك اللاجئين الفلسطينيين فريسة لقوى اليأس، مشددا على ضرورة حماية الشباب الفلسطينيين من المتطرفين الذين يستغلون إحباطهم ويأسهم، وذلك عبر ضمان استمرار انخراطهم في المدارس التي ترفع راية الأمم المتحدة، وإلا فسيكون البديل رايات الإرهاب والكراهية والتطرف.
اقرأ ايضا: الهند وباكستان.. شبح "الحرب النووية" يعود إلى واجهة الصراع