كشفت ردود فعل في المجتمع الإيطالي على شكاوى التحرش الجنسي والاغتصاب التي تتقدم بها نساء عن مدى "التمييز الجنسي ضد النساء" حيث يتم "الاستخفاف" بمثل هذه الجرائم، وفق صحيفة الأوبزرفر البريطانية.
وأورد الصحفي، توبياس جونس، الذي نقل شهادات عن الموضوع أن لإيطاليا تاريخا طويلا من تجاهل مزاعم النساء، بل توجيه اتهامات لمن يتقدمن بشكاوى.
وقال إن الحالات الأخيرة تكشف أن "إيطاليا غير قادرة على التعامل مع الموضوع على محمل الجد، وأن تشويه سمعة الضحية أمر شائع في محاكمات الاغتصاب".
ويشير جونس إلى قضية نجل رئيس مجلسي الشيوخ، إغنازيو لا روسا، الذي واجه تهمة الاغتصاب، إلا أن والده اتهم الضحية بأنها كانت تتعاطى الكوكايين قبل لقاء ابنه، وذكرت صحيفة بارزة أنها (الضحية) لا تتذكر ما حدث، في تلميح إلى أنها كانت تتعاطى المخدرات.
وصُدم صحفيون في إذاعة "راي نيوز 24" الحكومية عندما اكتشفوا أن تقاريرهم تم التلاعب بها عمدا للتقليل من خطورة الاتهامات الموجهة لنجل لا روسا.
وفي حالة أخرى، تمت تبرئة حارس مدرسة (66 عاما) أدخل يديه في الملابس الداخلية لطالبة تبلغ من العمر 17 عاما من روما، لأن الاعتداء استمر "ما بين 5 و 10 ثوان" فقط.
وفي عام 2021، بث بيبي غريللو، مؤسس حزب "حركة النجوم الخمسة" فيديو نفى فيه بغضب المشاركة في عملية اغتصاب جماعي في عام 2019، وقال في الفيديو: "يبدو غريبا أن الشخص الذي يتم اغتصابه في الصباح وبعد الظهر يذهب للتزلج الشراعي ويدين الاغتصاب فقط بعد ثمانية أيام".
وفي عام 2017، برأت محكمة في أنكونا رجلين من اغتصاب امرأة تبلغ من العمر 22 عاما لأنهما قالا إنها كانت "قبيحة".
وفي قضية شهيرة تعود إلى عام 1999، تمت تبرئة رجل من الاغتصاب لأن الضحية كانت ترتدي سروال جينز ضيقا يعتقد أنه من المستحيل خلعه دون مساعدتها.
وينقل كاتب التقرير عن مواطنة إيطالية القول إن "التمييز على أساس الجنس منهجي. لقد عدنا إلى الوراء على جميع الجبهات. إن القضية ليست مجرد تمييز جنسي عرضي، بل نظام سلطة يشوه سمعة النساء باستمرار".
ويشير أيضا إلى أن أحزاب اليمين المتطرف تستخدم القضية لإثارة الذعر عن المهاجرين، وعلى سبيل المثال، في أغسطس الماضي، شاركت جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء، مقطعا لامرأة أوكرانية تتعرض لاعتداء جنسي، لتوضيح أن الجاني المزعوم كان طالب لجوء.
المصدر: الحرة
