ينطق الركام في مخيم جنين: قبل الحرب دائما ليس كما بعدها. آلام بين الحطام تستبيح غباره، سيل من الدموع والدماء، وذكريات تتناثر هنا وهناك، فتبقى جنين شعلة من الكبرياء لا يُطفأ فتيلها.
هذا ما أظهرته ابنة مخيم جنين الحاجة فايزة صلاح أبو قطنة صاحبة الستين عاما حينما وقفت شامخة بين الدمار في أزقة المخيم ووجَّهت رسالة قوية للعالم أجمع بلغتها العفوية التي جمعت بين لغة العرب الفصحى واللغة الإنجليزية البسيطة.
وأصبحت الحاجة فايزة أبو قطنة أيقونة مخيم جنين، حيث انتشرت لها مقاطع فيديو خلال العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، لشحذ همم المقاومين الفلسطينيين، وكانت تُخاطب العالم من مخيم جنين باللغتين العربية والانجليزية.
وهُجِّرت أبو قطنة من بلدتها المنسي بقضاء مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 1948، لتعيش معارك الاحتلال وآلامها لحظة بلحظة، فهي أم لكل مقاوم وطفل رغم أنها لم تنجب.
وقالت أبو قطنة، إن أحداث مخيم جنين كانت صعبة ومؤلمة ولا يمكن السكوت عما جرى فيها، فإسرائيل نفذت جرائمها داخل المخيم، لكنه بقي قوياً صامداً برجاله ومقاوميه وكل من وقف بجانبهم.
وأضافت : "لم أترك منزلي خلال عدوان الاحتلال الصهيوني كما حدث مع الكثيرين من أبناء المخيم، لكنني اضطررت للخروج من منزلي بعد أن تعرض للقصف وهدمت أجزاء منه"، مؤكدة أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن تركها وحدها في الميدان، بل يجب نصرتها ومساندتها.
وتابعت :" كنت أردد الأناشيد للمقاومين والشبان لتشجيعهم وحثهم على المقاومة، حتى يتأكدوا أنهم ليسوا وحدهم."
وأردفت: "نحن شعب نحب الحياة، ونعشق الموت في سبيل الحرية، وإذا قتل الاحتلال طفلاً تنجب النساء تواءم".
الجدير بالذكر، أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدواناً كبيراً على مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة قبل عدة أيام، استشهد فيه 13 فلسطينياً وأصيب 130 آخرين بينهم 25 بحالة الخطر.