بايدن يسرد تعهدات "مجموعة السبع" لأوكرانيا.. وزيلينسكي غارق في حلم "الناتو"

مشاركة
بايدن وزيلينسكي بايدن وزيلينسكي
حياة واشنطن-تقرير 02:56 م، 12 يوليو 2023

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأربعاء، أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) ستدعم أوكرانيا لفترة طويلة بالمستقبل.

وقال بايدن - في مؤتمر صحفي لقادة مجموعة السبع بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد مشاركتهم في قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس - إن مجموعة السبع أصدرت بيانًا واضحًا بأن دعمها لأوكرانيا سيستمر لفترة طويلة في المستقبل بعد إعلان حدد إطارًا متعدد الأطراف لدعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أن كييف هي أولوية الدول السبع.

وتابع: "اتفقنا على خطة عمل شاملة بشأن انضمام أوكرانيا للناتو"، قائلًا: "سنجعل أوكرانيا أكثر قوة أرضًا وبحرًا وجوًا"، مشددًا على أن "مستقبل أوكرانيا هو في حلف شمال الأطلسي".

في نفس السياق، أكدت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن أوكرانيا أحرزت تقدمًا مهمًا في مسار عضوية الناتو.

كما قالت إليزابيث ستكني من فيلنيوس حيث يعقد حلف الناتو قمة من أجل توجيه رسالة دعم إلى أوكرانيا: "سنعلن عن حزم مساعدات جديدة لكييف في الأيام القادمة".

وأضافت: "تشاورنا مع الحلفاء بشأن تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية".

وفي وقت سابق اليوم، تعهّدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بتقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لأوكرانيا، لمساعدتها على التصدّي للغزو الروسي لأراضيها وردع روسيا عن شن أي هجوم في المستقبل ضد جارتها.

وقالت مجموعة السبع - في بيان - "سنعمل مع أوكرانيا على التزامات أمنية محدّدة وثنائية طويلة الأمد، لضمان قوة مستدامة قادرة على الدفاع عن أوكرانيا الآن، وردع أي عدوان روسي في المستقبل".

وأضافت الدول السبع - في البيان الذي أصدرته على هامش اجتماعات قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس - أنه "في حال شنّت روسيا هجومًا مسلحًا في المستقبل، نعتزم تقديم مساعدة أمنية سريعة ومستمرة لأوكرانيا، وأعتدة عسكرية متطورة في المجالات البرية والبحرية والجوية، فضلاً عن مساعدة اقتصادية، من أجل تكبيد روسيا تكاليف اقتصادية وسواها".

وتنص المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أن أي هجوم يستهدف أي دولة عضو في التحالف هو هجوم على دول التحالف بأسره.

وبعدما أعلن الرئيس بايدن أن مجموعة السبع ستدعم أوكرانيا لفترة طويلة في المستقبل، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أن الضمانات الأمنية من مجموعة السبع هي انتصار كبير لأوكرانيا.

وقال زيلينسكي - خلال مؤتمر صحفي بعد مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس وهو يقف بجانب الرئيس الأمريكي - : "إن الاتفاق متعدد الأطراف الذي يمهد الطريق لمفاوضات ثنائية مع الدول يمثل نصرًا أمنيًا مهمًا لنا".

وتابع: "أوكرانيا كانت في أمس الحاجة للضمانات الأمنية ونقدر دعم الناتو"، مضيفًا أن كييف لن تقبل بـ"تجميد" الجبهة مع القوات الروسية وتعتزم استعادة كل أراضيها.

وأضاف زيلينسكي: "نريد استعادة أراضينا واستعادة الأمن على أراضينا، وإعادة الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة البلاد، ومعاقبة روسيا على كل جرائمها"، قائلًا: "هذا هو الانتصار.. صراع مجمّد ليس انتصارًا".

وقبل ذلك بساعات قليلة، وصف الرئيس الأوكراني نتائج قمة حلف شمال الأطلسي بأنها جيدة، وكانت ستصبح مثالية لو تلقت كييف دعوة للانضمام للحلف العسكري الغربي، مرحباً بـ"الضمانات الأمنية" التي قررت مجموعة السبع تقديمها لبلاده.

كما قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال قمة الحلف في فيلنيوس، إن هذه الضمانات لا يمكن أن تحل محل مطلب أوكرانيا بالانضمام إلى الناتو.

وأوضح أن "الضمانات الأمنية مهمة جدًا للشعب الأوكراني، لكنها ضمانات لأوكرانيا باتجاه عضويتها في الناتو" وليست "بديلاً عن (انضمامها) إلى الناتو".

كذلك قال إن الضمانات الأمنية إشارة قوية لروسيا، مشيرا إلى أنها مجرد بداية لمسار عضوية الناتو.

هذا وأضاف زيلينسكي أن اعتراف الحلف بأن أوكرانيا لا تحتاج إلى اتباع خطة عمل بشأن العضوية أمر مهم، موضحا أن الدولة السوفيتية السابقة أحرزت تقدما ملحوظا في توافقها مع الحلف.

كما قال إن "النتيجة المهمة هنا هي الاعتراف بأن أوكرانيا لا تحتاج لخطة عمل العضوية في مساعيها للانضمام (للحلف)".

وأكد زيلينسكي أنه تلقى أنباء إيجابية عن حزم دفاعية جديدة في أثناء وجوده في فيلنيوس حيث اجتمع مع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وهولندا.

بدوره، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، اليوم، أن أوكرانيا الآن أقرب إلى الحلف من أي وقت مضى.

وقال ستولتنبرغ لزيلينسكي، من دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل متى ستصبح أوكرانيا عضواً بالحلف: "أتطلع لليوم الذي نجتمع فيه كحلفاء"، وفق رويترز.

وكان حلف شمال الأطلسي أكد، أمس الثلاثاء، أن أوكرانيا مُرحب بها في الحلف لكنه لم يحدد تاريخا أو يضع شروطا محددة لانضمامها.

كما تخلى الحلف عن شرط وفاء كييف بخطة عمل بشأن العضوية وقائمة من الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية يتعين على دول شرق أوروبا أن تفي بها قبل الانضمام للحلف. وبهذا أُزيلت واقعيا عقبة أمام انضمام أوكرانيا للحلف.

وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على إمدادات الأسلحة الغربية في محاربة القوات الروسية التي شنت غزوا واسعا لأراضيها في فبراير شباط 2022.