تبنت دولة الامارات العربية المتحدة منذ سنوات استراتيجية لتمكين المرأة كان التعليم نقطة الانطلاق فيها، وصولا إلى مختلف المجالات، لتُظهر المؤشرات بعد عدة سنوات أن الإناث تخطين الذكور في مجال التعليم.
ونالت استراتيجية تمكين المرأة في الامارات دفعة قوية بدعم من الشيخة فاطمة بنت مبارك المُلقبة بـ "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وذلك منذ تأسيس الاتحاد النسائي عام 1975، إذ سعت إلى تذليل الصعوبات أمام تنفيذ استراتيجية تمكين المرأة، وتفعيل مشاركتها في مختلف القطاعات.
وانطلق الجهد من "التعليم"، لتتوالى بعده مكاسب المرأة في مختلف المجالات، حتى أن مؤشرات التعليم أظهرت نموا كميا ونوعيا لمصلحة المرأة في هذا المجال.
وحققت الامارات المركز الأول عربيا، والسادس عالميا، في جودة التعليم قبل الجامعي، وبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين الإناث في الامارات 95.8 %، ونسبة الإناث الحاصلات على الشهادة الثانوية اللاتي يلتحقن بالتعليم العالي 95 %، مقارنة بـ 80 % بين الذكور.
وبخصوص التعليم الجامعي، تحظى النساء بنحو نصف مقاعد كليات الهندسة، في حين بلغت نسبة الطالبات في كليات تكنولوجيا المعلومات 65 %، ونسبتهن من مجموع خريجي كليات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات 46 %، بينما بلغت نسبة الخريجات ضمن مناهج العلوم والتكنولوجيا 50.7 %.
وكانت المفاجأة أن الإناث تُشكلن ما بين 80 % و90 % من إجمالي عدد الطلبة، في كل من جامعتي الإمارات وزايد على التوالي.
وتولت المرأة منصب وزيرة لأول مرة في الامارات عام 2004، وفي التعديل الوزراي الأخير في العام الجاري، تقلدت 10 سيدات مناصب وزارية، استأثرن بنحو 28.5 % من إجمالي عدد الحقائب الوزارية في الحكومة، البالغة 35 وزارة.
وتقلدت النساء في الحكومة الأخيرة حقائب مهمة، مثل التكنولوجيا المتقدمة، والتطوير الحكومي والمستقبل، وشؤون الشباب، والأمن الغذائي والمائي، تنمية المجتمع، والثقافة والشباب، وشؤون التعليم العام، وشؤون التعاون الدولي.
وحتى حين أرادت الامارات بلوغ الفضاء، كان للنساء نصيب في ذلك، وبلغت نسبة مشاركتها في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ 50 % من الفريق.
واحتلت الإمارات المركز الرابع عالميا في مؤشر الفرص القيادية للنساء، حسب تقارير مؤسسات دولية، إذ شكلت المهندسات الإناث من العلماء المختصين والعاملين على "مسبار الأمل" 34 %، بينما بلغت نسبة مشاركة المرأة الإماراتية في الفريق العلمي الخاص بالمسبار 80 %، كما تجاوزت نسبة الإناث في "البرنامج النووي السلمي الإماراتي" 20 %، وهو ما يفوق النسب المسجلة في البرامج العالمية للطاقة السلمية في الدول الأخرى.
وتستأثر المرأة بنحو 90 في المائة من الوظائف الامارتية في شركة "ستراتا" المتخصصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات، وتقود النساء 21 فريقا من بين 34 فريقا تعمل في منطقة الإنتاج بالشركة، التي تُصنع أجزاء من هياكل الطائرات لكبريات شركات الطيران العالمية، مثل "إيرباص" و "بوينغ".
ورغم تلك الإنجازات، ما زال بانتظار المرأة الاماراتية المزيد، وهو ما ظهر في شعار "الاتحاد النسائي" للعام 2023: "نتشارك للغد"، في دلالة على أن المرأة ستكون شريكا استراتيجيا في صناعة مستقبل الامارات.