الفلسطينيون يُحيون الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة

مشاركة
طفلة فلسطينية تحمل مفتاح العودة طفلة فلسطينية تحمل مفتاح العودة
رام الله-غزة- حياة واشنطن 08:22 ص، 15 مايو 2023

أحيا الفلسطينيون في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية اليوم الإثنين، الذكرى الـ 75 للنكبة الفلسطينية بعدة فعاليات في كل المحافظات.

ومن المقرر، أن تُحيي الأمم المتحدة، ذكرى النكبة الفلسطينية، لأول مرة في تاريخها بمقرها الرئيسي في نيويورك، وبمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأعلنت اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة، بدء سلسلة فعاليات في جميع المدن والقرى الفلسطينية، حيث انطلقت مسيرة من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.

كما دوت صافرات الحداد لـ 75 ثانية، وهو عدد سنوات النكبة، وحمل مئات الفلسطينيين الأعلام الفلسطينية بالإضافة إلى أسماء القرى والمدن التي دمرها الإسرائيليون.

من جهته، قال رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، في كلمته خلال مؤتمر صحفي، عُقد أمام ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، للإعلان عن إطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة: "إن النكبة هي بداية المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما، حيث احتل الغرباء أرضه، وشردوا معظم أبنائه في المنافي ومخيمات اللجوء".

وتابع اشتية: "كانت النكبة أقسى محطة تاريخية عاشها الشعب الفلسطيني، وسببا مباشرا لما عاناه منذ ذلك الحين وحتى اليوم، فالعدوان المتواصل على قطاع غزة، والضفة بما فيها القدس، ما هو إلا استمرار لهذه النكبة"، موضحا أنه منذ عام 1948 وحتى اليوم، ارتقى أكثر من مئة ألف شهيد فلسطيني، فضلا عن أكثر من مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.

كما لفت اشتية إلى أن الشعب الفلسطيني كان وحيدا في معاناته، فالعالم لم يهمش مأساته فقط، بل قدم كل الدعم لقيام دولة إسرائيل، وتبنى روايتها بأن فلسطين صحراء جاءت إسرائيل لتحولها إلى جنّة.

 وأردف رئيس الوزراء الفلسطيني: "نقول للمحتفلين بذكرى قيام إسرائيل وتبني روايتها، إن فلسطين الخضراء كانت وما زالت خضراء منذ آلاف السنين، فجبالها مزروعة بالتين والزيتون والعنب والرمان، وفيها صحراء النقب، وعلى الذين يصدقون الكذب أن يفتحوا عيونهم ليرَوا الحقيقة (...) فلسطين حقيقة، والقدس حقيقة، والشعب الفلسطيني حقيقة، وسوف تنتصر الحقيقة ورواتُها على الأسطورة ودعاتها."

وأضاف: "ذكرى إنشاء إسرائيل هي ذكرى نكبة فلسطين، وهي كيان استعماري كولونيالي، أنشأتها الدول الغربية لخدمة مصالحها، وأقيمت على أنقاض 531 قرية وبلدة فلسطينية هُدّمت، وارتكبت عصاباتها بين عامي 36 و48 أكثر من 50 مجزرة، ذهب ضحيتها 15 ألف شهيد من الأطفال والنساء والشبان والشيوخ العُزل، وشُرّد أكثر من 900 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين، إلى مخيمات اللجوء في الداخل والشتات، والذين لم يسقط الوطن من ذاكرتهم، وما زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم ليورثوها لأبنائهم وأحفادهم جيلا بعد جيل، ويحدوهم الأمل ولديهم اليقين بحتمية تحقيق حلمهم في العودة إلى بيوتهم وأملاكهم التي تركوها خلفهم قبل 75 عاما".

وفي قطاع غزة، شارك المئات من الفلسطينيين في تظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، للتأكيد على حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948، طبقا لما ورد في القرار 194.

وطالب القيادي في حركة "فتح" عماد الأغا، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمجتمع الدولي، بالحفاظ على ما قررته الشرعية الدولية من حقوق للشعب الفلسطيني وتطبيق هذه القرارات بقوة القانون الدولي الذي يجب أن يخضع له الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ضد الممارسات والسياسات العدوانية اليومية التي يتعرض لها ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه ووضع حد نهائي لمأساته الإنسانية ونكبته المتواصلة منذ أكثر من 75 عاما ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

 كما دعا الأغا، المانحين إلى الوفاء بالتزاماتهم تجاه "الأونروا" بما يحقق الاستقرار المالي والتمويل المستدام للاستمرار في تقديم الخدمات والتحرك بشكل واسع وسريع من خلال المنظومة الدولية لوقف خطوات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لفرض سيادتها على الضفة الغربية والقدس.

وشدد الأغا، على أن الشعب الفلسطيني لا زال متمسكا بحقه في العودة ومصراً على تحقيقه، وينتظر صحوة الضمير العالمي لحل قضيته التي باتت أقدم وأكبر قضية عرفها العالم والأمم المتحدة.

كما جدد الأغا، حرص الشعب الفلسطيني وسعيه للسلام العادل القائم على قرارات الشرعي الدولية وبما يضمن الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كل الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وصون حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها وفقا للقرار 194، موضحا أن السلام العادل الذي ننشده لا يمكن له أن يتحقق بدون الاعتراف والالتزام الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية.

وسلم وفد من الفصائل الفلسطينية، ممثل الأمم المتحدة في غزة، مذكرة تتضمن التأكيد  على أن حق العودة ثابت تاريخيا وقانوني ومقدس، ولا يسقط بالتقادم أو بالاحتلال، كما هو حق فردي وجماعي مرتبط بحق تقرير المصير ومكفول بموجب القانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية.

ويُطلق مصطلح النكبة على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وقراهم التي يزيد عددها على 520 قرية على يد عصابات صهيونية مسلحة عام 1948.

واضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم في ذلك العام الذي شهد تأسيس إسرائيل، هربا من مذابح ارتكبتها عصابات صهيونية وأدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقارير حكومية فلسطينية.