جابت مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف، شوارع العاصمة البريطانية لندن، في ذكرى النكبة الفلسطينية الخامسة والسبعين، واحتجاجاً على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وندد المشاركون في المسيرة بالاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون والأطفال الأبرياء في غزة، وبـ "الإرهاب" اليومي الذي يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة، إضافة لاستمرار اقتحام باحات المسجد الأقصى، وسياسة الاغتيالات.
وطالب المتظاهرون حكومة المملكة المتحدة، باتخاذ إجراءات فورية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، ومحاسبة تل أبيب على جرائمها بحق الأبرياء في قطاع غزة، والاعتراف بالمسؤولية التاريخية عن معاناة الشعب الفلسطيني، منذ "وعد بلفور المشؤوم" الصادر عام 1917 حتى اليوم.
كما طالبوا، بوقف كافة أشكال دعم الاحتلال في المحافل الدولية، وبذل جهود حقيقية من أجل فرض الحل العادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين.
وأكد رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، زاهر بيراوي، أن عدم اعتراف بريطانيا بمسؤوليتها التاريخية عن معاناة الفلسطينيين، واستمرارها في دعم دولة الاحتلال، وعن نكبتهم المستمرة حتى اليوم، سيجعل بريطانيا دومًا في عيون الفلسطينيين "شريكة في هذا الجرائم".
بدوره، طالب رئيس منظمة "أصدقاء الأقصى"، إسماعيل باتل، بوضع حد للنكبة المستمرة منذ 75 عاماً من جرائم الحرب و الإفلات من العقاب، مؤكداً أن المسيرة جاءت لتأكد أن "فلسطين حرة".
وقال فارس التميمي، في كلمته باسم "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا، "أن النكبة قبل 75 عامًا لم تنته، هذا الأسبوع فقط قُتل ستة أطفال أبرياء، وانتزعوا من عائلاتهم".
واستنكر التميمي موقف بريطانيا المسبق من عدوان الاحتلال، بأنه دفاع عن النفس، متسائلاً: "عندما تسقط إسرائيل القنابل على غزة ماذا تقول الحكومة البريطانية؟ يقولون لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. ماذا يعني ذلك؟".
وأكد أن ما يجري "اعتداء على الشعب الفلسطيني، وعلى حقه في الحرية والكرامة"، مشدداً على أن "الحكومة البريطانية التي تقف مع إسرائيل هي شريك في الجريمة، إذا استمرت في دعم الاحتلال وتجاهلت جرائمه".
وقال السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط: "منذ 75 عاماً حتى يومنا هذا لم تتحقق العدالة في فلسطين، وإسرائيل مستمرة في سياسات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين".
وطالب زملط، بعودة اللاجئين وبتعويضات من الحكومة البريطانية، بسبب دور الانتداب البريطاني في خسارة الفلسطينيين وطنهم.
وفي كلمة له خلال المظاهرة، قال زعيم حزب العمالي البريطاني السابق جيمي كوربن، إن "أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون اللجوء بسبب النكبة.. عندما زرت هذه المخيمات، رأيت بعيني أوضاع اللاجئين وظروفهم المعيشية، وتحدث معي الكثيرون عن أملهم بالعودة، وألهموني بالعمل والنضال من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين".
وأكد كوبين، أن محاولات إسكات حركة المقاطعة "BDS" لن تنجح، مخاطبًا من يحلمون بأن يسكتوا صوت التضامن والدعم في العالم لفلسطين، قائلًا: "استمروا بحلمكم ونحن سنستمر بدعمنا".
تجدر الإشارة إلى أن المظاهرة تنظم في بريطانيا، ضمن فعاليات إحياء الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، بتعاون من "المنتدى الفلسطيني" في بريطانيا، و"جمعية التضامن البريطانية مع فلسطين"، و"منظمة أصدقاء الأقصى"، وتحالف "أوقفوا الحرب"، وتحالف "مناهضة بيع الأسلحة"، بالإضافة إلى "الرابطة الإسلامية".