مصادر: مصر تتجه لتعليق الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بعد العدوان على غزة

مشاركة
مكان عملية الاغتيال الاسرائيلي في غزة مكان عملية الاغتيال الاسرائيلي في غزة
وكالات- حياة واشنطن 09:53 م، 08 مايو 2023

كشفت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تقودها القاهرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عن حالة غضب شديد من قبل القاهرة بسبب العدوان الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فجر اليوم الثلاثاء، عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة 20 آخرين بجروح مختلفة، جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع حتى اللحظة، بينهم ثلاث قيادات من "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة (الجهاد الإسلامي) في فلسطين.

اقرأ ايضا: "أبطال مرابطون".. عباس يشتكي للسيسي من دعم الأزهر لأهل غزة والفصائل

وقال مصدر مصري لصحيفة "العربي الجديد"، إن حالة من الارتباك تسود داخل الفريق المصري المعني بالوساطة وتحديدًا في جهاز المخابرات العامة، إضافة إلى استياء بالغ من جانب القاهرة التي اعتبرت ما قامت به إسرائيل بمثابة "سياسة ممنهجة لتضليل الوسيط المصري الذي يبذل جهودًا للتهدئة في المنطقة".

وكشف المصدر ذاته، شريطة عدم ذكر اسمه، أنه في آخر اتصالات جرت بين الجانبين خلال محاولات منع التصعيد عقب الجولة الأخيرة من الهجمات إثر استشهاد الأسير خضر عدنان، كانت هناك إشارات إسرائيلية واضحة باستبعاد سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين، بعد التحذيرات المصرية.

وأشار المصدر إلى أنه، في الوقت الذي يوجد رأي بين المسؤولين المصريين يتبنى التدخل الفوري بالوساطة لضبط الوضع الحالي قبل أن يتجه لحرب شاملة، يرى فريق آخر إرجاء التدخل أو الوساطة المصرية حتى يدرك المسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، حجم الخطأ الذي ارتكبوه في ظل تحفز الفصائل في غزة، فضلا عن احتمالية دخول الجبهة اللبنانية على خط المواجهة من جانب "حزب الله".

وأضاف: "الرأي الذي يتبنى إرجاء الوساطة المصرية، يرى أيضا أن الأمر لن يكون مجديًا في المرحلة الأولى من التصعيد الفصائلي المتوقع أن يتبعه اعتداء إسرائيلي على القطاع"، مشددًا على أن حركة "الجهاد الإسلامي" ستتمسك بالرد، الذي سيأتي عنيفًا بحد تعبير المصدر، الذي أكد أن هذا المشهد بتفاصيله، سيضع مصر في حرج إزاء مسئوليتها حال لم تتم الاستجابة لوساطتها.

وتحدث مصدر آخر مطلع على الوساطة المصرية، أن الهجوم الإسرائيلي الليلة على غزة، جاء في وقت كانت هناك محادثات مصرية إسرائيلية الأسبوع الماضي مرتبطة بالبحث عن آليات تضمن استمرار الهدوء في قطاع غزة على المدى المتوسط، وهو الأمر الذي زاد من غضب المسؤولين في القاهرة، حيث لم تتطرق المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، بحسب المصدر، لأية مؤشرات حول تصعيد من جانب جيش الاحتلال.

وأوضح المصدر، الذي اشترط أيضًا عدم ذكر اسمه، أنه كانت هناك محادثات غير معلنة جرت الأسبوع الماضي بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين، تم خلالها التباحث بشأن آلية مصير حقل غاز "غزة مارين"، وإمكانية التشغيل المصري الإسرائيلي المشترك للحقل، لافتًا إلى أن المسؤولين المصريين فتحوا الباب مجددًا للحديث عن صفقة تبادل الأسرى مع حركة (حماس) في إطار رؤية أشمل للهدوء في القطاع.

ورجح المصدر أن يكون السبب وراء هذا التضارب، هو "الحسابات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية غير المنسجمة، إضافة إلى عمليات الترضية لبعض مكونات الحكومة في محاولة من نتنياهو لمنع تفكك تحالفه".

وتابع: "حتى الآن فإن الرأي الذي يحظى بقبول أوسع داخل فريق الوساطة المصرية، هو وقف الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي على الأقل خلال الساعات القادمة، مع الاكتفاء بقنوات الاتصال مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية لحين اتضاح الموقف".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان رسمي، أن طائراته الحربية نفذت عملية اغتيال بحق 3 من قيادة  "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، في عملية عسكرية واسعة على القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش، إنه "وفقًا لتقييم الوضع، أمرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية سكان مستوطنات غلاف غزة بالبقاء بالقرب من الملاجئ - كما وردت تعليمات خاصة للمستوطنين على مسافة 40 كم من قطاع غزة".

اقرأ ايضا: "قتال بوتيرة أعنف".. إسرائيل تتجه نحو هجوم بري أوسع على قطاع غزة