مساعي مصرية لإخماد التصعيد بالسودان.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة

مشاركة
سامح شكري سامح شكري
حياة واشنطن-تقرير 01:30 م، 17 ابريل 2023

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالاً هاتفيًا اليوم الإثنين، مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث مستجدات الأزمة في السودان.

وأفادت الوزارة - في بيان، حصلت "حياة واشنطن" على نسخة منه - إن الوزير شكري، ناقش مع نظيره السعودي، تطورات الأزمة، مشيرة إلى أن الجانبين اتفقا على ضرورة بذل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان وشعبها.

وأكد الوزير شكري، خلال الاتصال، على أن الرسائل المصرية للطرفين السودانيين تشدد على أهمية تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل بشكل يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار يسهم في حقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على مقدراته. 

واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام القادمة لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها.

ومن السعودية إلى جيبوتي وجنوب السودان، كانت المباحثات المصرية حاضرة في محاولة من القاهرة، لوقف التصعيد في السودان.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن الوزير سامح شكري أجرى اتصالين مع وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف والقائم بأعمال وزير خارجية جنوب السودان دينج داو بشأن تطورات الأزمة الراهنة في السودان.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، أن هذين الاتصالين جاءا في إطار عضوية البلدين في الوفد الرئاسي المقرر إيفاده للسودان من قبل منظمة "إيجاد" للوساطة، بالإضافة إلى إعلان الرئيسين المصري والجنوب سوداني أمس عن استعداد البلدين للقيام بالوساطة بين الأطراف السودانية.

وأشار السفير أبو زيد إلى أن الوزير سامح شكري أكد على أهمية التعامل مع النزاع الجاري باعتباره شأناً داخلياً، مع النأي عن التدخل فيه بصورة تفاقم من حدة النزاع.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري شدد خلال الاتصالين أيضًا على ضرورة تكامل كافة الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان وشعبها، وضرورة التركيز على التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، مبرزًا الجهود التي تضطلع بها الجامعة العربية في هذا الشأن.

(تحرك أممي)

وصلت أصداء تفجر الأوضاع في السودان إلى الأمم المتحدة، التي طالب أمينها العام بوقف القتال فورا.

وحذر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، من أن الوضع الإنساني بالسودان كارثي، قائلًا : "كان الوضع الإنساني في السودان محفوفًا بالمخاطر وهو الآن كارثي".

وأدان غوتيريش، بشدة بتفجر القتال في السودان وناشد قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقف الأعمال العدائية على الفور واستعادة الهدوء وبدء حوار لحل الأزمة.

وقال غوتيريش: "أدين بشدة اندلاع المعارك الدائرة في السودان"، محذرًا من أن "أي تصعيد إضافي للنزاع بين الجيش والقوات شبه العسكرية قد يكون مدمرًا للبلاد والمنطقة".

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة في وقت لاحق اليوم لبحث تطورات الأوضاع في السودان.

(استمرار الاشتباكات)

واليوم، استمرت الاشتباكات بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي، مخلفة 97 قتيلًا مدنيًا على الأقل بالإضافة إلى 45 جنديًا قتلوا وأصيب 365 شخصًا.

وادعى الجانبان تحقيق مكاسب في صراعهما العنيف على السلطة في البلاد.

وكان القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة قد أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة "متمردة" في وقت تخوض فيه القوات شبه العسكرية مواجهات دامية مع الجيش، وهي المواجهات التي عرقلت مساعي الانتقال إلى الحكم المدني ودفعت الولايات المتحدة إلى الدعوة لوقف إطلاق النار.

وقال شهود عيان إن عمليات قصف وغارات جوية هزت الخرطوم، اليوم الإثنين، وشملت مناطق قريبة من المقرات العسكرية ومدينة بحري المجاورة للعاصمة قرب قاعدة أخرى.

وتصاعد الدخان من مدرج في مطار العاصمة الدولي، وعرضت محطات التلفزيون لقطات لانفجارات وحرائق.

كما امتدت أعمال العنف، التي نادرا ما تحدث في العاصمة، إلى مناطق أخرى من السودان مما وضع القوات المسلحة في مواجهة مع قوات الدعم السريع التي يرأسها الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" نائب رئيس مجلس السيادة.