أعرب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، عن أمله وسعيه لأن تكون القمة العربية في دورتها الـ 31، المنعقدة في الجزائر، منطلقًا لتنقية الأجواء للعمل المشترك فيما بين الدول العربية، مؤكدًا ضرورة بناء تفاهم بين الدول العربية والمنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي.
وقال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد - في كلمته خلال قمة الجزائر - إن "التغيرات الحاصلة في بعض بلداننا وفي المحيط الإقليمي والعالمي بشكل عام تؤكد أهمية هذه القمة لتخرج بقرارات وتفاهمات تساعد على تقدير خطورة اللحظة التاريخية الحرجة في العلاقات الدولية وتؤمن أقصى قدر ممكن من التفاهم البناء بين دولنا والمنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي بما يعزز الأمن والاستقرار ويحفظ المصالح العليا لشعوبنا".
اقرأ ايضا: "غزْوَنة الضفة الغربية".. إسرائيل تنقل تكتيكات غزة إلى الأراضي المحتلة
وأضاف أن مراعاة وتقدير وحدة ومصالح الشعوب في السلام والتنمية والبناء هو منطلق صحيح في احترام السيادة لأي بلد وهو منطلق لابد منه لتكون مساعدة إيجابية وفاعلة، مشيرا إلى أنه إذا نجاحنا في تحقيق هذه المبادئ سيكون عملنا المشترك في إطار الجامعة منتجا لتفكيك الأزمات وبلوغ الحلول العادلة والسريعة.
وأشار الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، إلى أن محنة الشعب الفلسطيني مازالت في مقدمة مشكلاتنا ومازال الموقف العراقي متمسك بالحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأدان الرئيس العراقي الإجراءات الرامية إلى المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس، داعيا إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 478 في مواجهة جميع المحاولات الرامية لنقل البعثات الدبلوماسية إلى زهرة المدائن.
ووجه رشيد التحية إلى الفلسطينيين لتجاوز حالة الانقسام الداخلي، مؤكدا تقديرهم لجميع الجهود والمبادرات التي بذلها الأشقاء في جمهورية الجزائر للمساعدة في تقريب وجهات النظر بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وجدد دعم العراق الكامل للوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان لنبذ الخلافات وتجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها هذا البلد الشقيق، معربا عن أمله في أن تكون جميع الجهود لصالح اللبنانيين بكل أطيافه وكل مكوناته ومن خلال مؤسساتهم الدستورية لتجاوز الأزمات.
وأكد حرص بلاده على سيادة سوريا ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، مشيرا إلى دعمهم لاستكمال المحادثات السياسية بين الأطراف السورية كافة بما يعزز الأمن والسلام والديمقراطية ويرسخ الجهود الرامية إلى لإنهاء الأزمة الإنسانية التي عانها الأشقاء السوريين.
وأكد الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، دعم بلاده لجميع الجهود الداعية إلى تحقيق المصالح الوطنية الشاملة في ليبيا عبر الحوار بين الأطراف السياسية والتواصل الرامي لإيجاد رؤية وطنية مشتركة تجمع الليبيين لوقف العنف والتصعيد وتحقيق السلام والديمقراطية.
وحول الوضع اليمني، دعا الرئيس العراقي جميع أطراف النزاع إلى إيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضيه، مؤكدا دعم العراق لمبدأ الحوار وحسن التفهم بين الأطراف اليمنية بما يدعم العمل والاستقرار ويصون سيادة اليمن ويعزز الديمقراطية.
وحول الوضع السوداني، أكد الرئيس عبداللطيف رشيد، دعم بلاده لتحقيق الاستقرار السياسي في السودان عبر اشاعة لغة الحوار لتجاوز الأزمات وصياغة التجربة الديمقراطية وقيام الأطراف كافة بالتحرك الوطني الفعال ونبذ الخلافات وصولا لترجيح كفة المصلحة العامة لخدمة تطلعات الشعب السوداني.
وأكد الرئيس العراقي أنه عقب سنوات ليست بالقليلة من الحرب ضد الإرهاب والعنف الذي مر بالعراق، فإن العراقيين يستطيعون التأكيد على أن وحدتهم كانت عاملا حاسما في دحر الارهاب وتحرير مدنهم وقراهم، مشيرا إلى أنه مازالت فلول الارهاب تختفي ولكن إرادة القوات المسلحة العراقية بمختلف تشكيلاتها ومعها عزيمة الشعب العراقي قادرتين على مواصلة ضرب الارهابيين حتى تطهير كل شبر.
وأكد أنه أمام الحكومة العراقية الكثير من المسئوليات التي ستعمل عليها وبما يستجيب لارادة الشعب العراقي من أجل الاصلاح والبناء وتعزيز فاعلية العراق في المحيط الاقليمي والدولي، لافتا إلى أن هذه المهمات تتطلب من الحكومة الكثير من القوة والحزم والحكمة وتتطلب من جميع القوى الوطنية مساندتها، معربا عن توقعه بأن تحظى الجهود الحكومية بتفاعل ايجابي من الدول الصديقة والشقيقة.
وقال إن بلاده أمامها مسئولية تطوير التفاهم مع الاخوة في البلدين الجارين "تركيا وايران" حول مشكلتها من أزمة مياه النهرين بعد انخفاض مناسيب المياه الواردة، وأعرب عن أمله في تطوير ادارة الموارد المائية من الناحية الداخلية الفنية وأن يكون الحوار جاد ومنتج لحلول تحفظ الحياة للبيئة والمناخ وتصون ارزاق العراقيين واقتصاد البلاد.
وأشار إلى أن العراق وعقب دحر الإرهاب يحرص الآن على أن يكون مصدرا للاستقرار في محيطه الاقليمي والدولي، لافتا إلى أن هذه الجهود تكللت بمبادرات استضافت بغداد بموجبها العديد من الاجتماعات بين بعض دول المنطقة مما ساعد في تهيئة الاجواء الملائمة للحوار ونزع فتيل الازمات، معربا عن أمله في أن تساعد هذه الجهود في تحقيق مصالح المنطقة وأمنها وسلامها وترسخ أسس التعاون والعمل المشترك البناء.
وأعرب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد عن الأمل في مواصلة الجهود لتطوير مستويات التفاهم بين الاخوة المختلفين وصولا إلى ترسيخ الثقة والتطلع بإيجابية إلى مستقبل العلاقات.
وقال إنه لا بناء ولا تعاون من دون الحوار والتقاء المصالح والنظر منا جميعا بعين المسئولية إلى المستقبل، منبها إلى أن العالم في أزمة ومن الواجب أن ندرك مسئولياتنا إزاء بلداننا ومنطقتنا في هذا الظرف الحساس.
اقرأ ايضا: قمة العشرين تسعى للتوصل إلى حلول فعالة للتحديات العالمية
وأكد أن حسن التفاهم هو الحل، فالحروب لا تقدم حلا، وأسوأ الحلول هي التي تنتجها الحروب، معربا عن الأمل في أن نجتمع دائما على وحدة الموقف والكلمة لمواجهة جميع التحديات وبناء المستقبل الذي تستحقه شعوبنا الكريمة.