الأسوأ منذ 73 عاماً

سوق السندات العالمي يواصل الانهيار بعد رفع معدلات الفائدة

مشاركة
السوق الهابطة Bearish Market السوق الهابطة Bearish Market
واشنطن-الحياة واشنطن 12:04 م، 27 سبتمبر 2022

واصل سوق السندات العالمي، تراجعاته الحادة، دون وجود أي نهاية واضحة لهذا الانهيار، لاسيما بعد قيام البنوك المركزية في غالبية أنحاء العالم برفع معدلات الفائدة بقوة لمواجهة التضخم.

وانخفضت أسعار السندات بشكل حاد، إذ تراجعت سندات المملكة المتحدة لأجل خمس سنوات بأكبر قدر منذ العام 1992، بعد أن طرحت الحكومة خطة ضخمة لخفض الضرائب.

وتشهد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين أطول سلسلة خسائر متتالية منذ عام 1976 على الأقل، وسط تراجعها لمدة 12 يوماً على التوالي.

وأفاد الخبراء الاستراتيجيون في "بنك أوف أمريكا كورب"، في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام أمريكية، بأن أسواق السندات الحكومية تسير في طريقها نحو أسوأ أداء سنوي منذ عام 1949، عندما كانت أوروبا تعيد بناء نفسها عقب الحرب العالمية الثانية.

وأظهرت الخسائر في السندات مدى الاختلاف بين السياسيات النقدية الحالية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى، والسياسات التي اتبعتها نفس البنوك في فترة وباء كورونا، عندما أبقوا معدلات قريبة من الصفر للحفاظ على النشاط في اقتصاداتهم.

ونتيجة للانعكاس بالسياسة النقدية للبنوك المركزية، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ"، فقد امتدت أسعار الأسهم إلى أسعار النفط، وذلك بسبب استعداد المستثمرين لركود اقتصادي محتمل.

ويتم في الوقت الحالي تداول سندات الخزانة "الحساسة لمعدلات الفائدة" عند عوائد أعلى من 4 بالمئة، أما السندات الأمريكية ذات العوائد طويلة الأمد، مثل أجل 10 سنوات، فيتم تداولها عند عوائد 3.82 بالمئة، وهو أعلى مستوى في 12 عامًا.

كما سجلت أسعار سندات الخزانة الأمريكية تراجعًا قويًا خلال تعاملات أمس الاثنين، ليصعد العائد على السندات لأجل عامين أعلى من 4.3 بالمئة لأول مرة منذ أغسطس 2007، كما صعد العائد على السندات البريطانية فوق 4.5 بالمئة.

من جانبه، أفاد كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة "بليكلي" الاستشارية بيتر بوكفار، بأن سنوات أسعار الفائدة شديدة الانخفاض قد انتهت حاليًا، مشيراً إلى أن سندات الأسواق العالمية يتم تداولها في الوقت الراهن كما يتم تداول السندات في الأسواق الناشئة، وأن أكبر فقاعة مالية في تاريخ الفقاعات بالسندات السيادية مستمرة في الانكماش.

وتراجعت السندات بشكل كبير عندما قام الفيدرالي الأمريكي برفع معدل الفائدة، للمرة الخامسة خلال العام.

ويتوقع صناع السياسة أن معدلات الفائدة قد تصل إلى مستوى 4.5 بالمئة، ومن ثم سيتم المحافظة عليها عند هذا المستوى لفترة من الوقت، رغم إمكانية حدوث تأثيرات سلبية على الاقتصاد.

الجدير بالذكر، أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جروم بأول، قال في وقت سابق، إن الفيدرالي مصمم بشدة على خفض التضخم إلى مستوى 2 بالمئة، وأن رفع الفائدة سيستمر حتى إنجاز المهمة.