علاقة حماس مع سوريا مقطوعة

النخالة: تمسك الفصائل في اجتماع الأمناء بدولة على حدود 67 جاء من حالة الضعف

مشاركة
زياد النخالة زياد النخالة
دمشق_دار الحياة 11:21 م، 14 سبتمبر 2020

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، على أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عقد في 3 أغسطس بين رام الله وبيروت ببيانه الختامي، كان بمثابة إدراك لدى الجميع بأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود، ولا بد من مقاربات جديدة توحد الصف الفلسطيني.

وشدد النخالة في تصريحات لصحيفة "القدس" على الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها عامل رئيسي في صمود الشعب وتمسكه بحقوقه التاريخية في فلسطين، مؤكداً على ضرورة العمل على ما اتفق عليه الجميع في الاجتماع .

وفي معرض سؤال حول تحفظ حركة الجهاد الاسلامي على بند في البيان الختامي المتعلق بالتزام الفصائل بدولة فلسطينية على حدود 1967، قال: إن فلسفة الرفض قائمة أصلاً على مبدأ عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة على أرض فلسطين.

ويرى الأمين لحركة الجهاد الإسلامي تمسك الفصائل بمبدأ " دولة فلسطينية على حدود 67" جاء من حالة الضعف والإحساس بأن الإحتلال الإسرائيلي لن يمنحنا دولة على هذه الحدود، مقابل اعترافنا "بدولة إسرائيل"، اعتقاداً منا بأن هذا الموقف سيكون فرصة لإسرائيل لتصبح دولة معترف بها عربياً وفلسطينياً وتعطينا دولة في هذا النطاق".

وأضاف: إن المشروع الصهيوني قام على فكرة أن الضفة الغربية هي قلب دولة إسرائيل، وعندما تم احتلالها سمتها إسرائيل(يهودا والسامرة)..

وأشار النخالة: إلى أنه لا قيمة اليوم للاعتراف بإسرائيل، كون الاعتراف مضى عليه ما يقارب الثلاثة عقود، من منطلق أن ذلك المبدأ عزّز لدى العدو فكرة أن العرب والفلسطينيين كلما ضغطنا عليهم أكثر يصبح لديهم استعدادٌ أكثر للتخلي عن باقي فلسطين .

 وقال: التسابق العربي على إقامة علاقات مع إسرائيل، وحالة انهيار الصف العربي أمامه يؤكد أن فكرة السلام وفكرة التعايش مع المشروع الصهيوني استندت إلى الوهم، ولم تستند إلى الواقع، لافتاً إلى أنه لم يعرض أي طرف دولة فلسطينية حتى يتم قبولها أو رفضها.

وشدد النخالة على أن موقف الجهاد لدولة فلسطينية على حدود 67 نابع من أن هذا وهم وليس رفضٌ للدولة، فيما يبقى الأمر مجرد فرضيات لا علاقة لها بالواقع ، كما شدد على ان "السلام الوهم مع المشروع الصهيوني لن يجلب لأصحابه إلا مزيداً من الذل ومزيداً من الضعف .

وحول موقف الجهاد الإسلامي من حالة قبولها كل ما يتم الاتفاق عليه، أكد النخالة أن حالة الاشتباك مع الاحتلال يجب أن تكون مفتوحة وغير مقيدة على قاعدة أن الاحتلال موجود، فيجب أن تكون المقاومة حاضرة وموجودة.

واعتبر الحصار الإسرائيلي لغزة بمثابة عدوان مستمر على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هناك اجتهادات وتباينات في هذه القضية.

وقال: "هناك خصوصيات لكل جغرافيا على امتداد فلسطين، ونحن دائماً منفتحون بلا حدود في الحوارات الداخلية مع قوى المقاومة من أجل الوصول إلى أنسب الطرق في ممارسة المقاومة وكيفيتها ووسائلها، ودوماً نجد ما نتفق عليه، ونسدد ونقارب، وفي النهاية الوحدة والمقاومة عنوانان أساسيان لرؤيتنا وعملنا، وهما خطان متوازيان".

وحول جدية الاحتلال الإسرائيلي في الإلتزام باتفاق التهدئة بغزة، قال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي: إن العلاقة مع الاحتلال معقدة، وتقوم على العدوان كصفة ملازمة للاحتلال، وإن حالة الهدوء التي تظهر للمراقب هي حالة تحفز دائم، وحالة من الهدوء الهش.

وحول وجود أي تواصل مع "حماس" بشأن صفقة الأسرى في ظل ما كُشف مؤخراً من حراك مصري جديد، قال : "إن التواصل في هذا الملف مفتوح، وإن المقاومة جاهزة بقوائمها، ولكن الاحتلال يحاول طوال الوقت أن لا يكرر صفقة (شاليط)"، معتبراً  أن ملف الأسرى بمثابة جبهة مفتوحة، وتابع: "إذا لم تكن صفقة تحرر إخواننا في المعتقلات، خاصةً لمن أمضوا سنوات طويلة أو للمحكومين بأحكام عالية، فلن تتم".

وعن محاولات الإحتلال تنفيذ أي اغتيالات جديدة لقادة المقاومة على الساحتين اللبنانية والسورية، قال: إن الإحتلال يحاول طوال الوقت استهداف المقاومة والمقاومين في كل مكان يستطيع الوصول إليه، وكانت شواهد كثيرة على ذلك، كما جرى مع الشهيد محمود المبحوح، القيادي في حماس في أبو ظبي، والمهندس فادي البطش في ماليزيا، واغتيال الشهيد محمد الزواري في تونس، وتنفيذ اغتيالات عدة في سوريا، كان آخرها استهداف القيادي في الحركة أكرم العجوري واستشهاد نجله وأحد مرافقيه، واستهداف مراكز للحركة بدمشق واستشهاد اثنين من عناصرها.

وأضاف: "كل هذه الشواهد دليلٌ على أن العدو لم يتوقف لحظة واحدة عن استهداف المقاومة".

ورفض النخالة تأكيد أو نفي وجود محاولات إسرائيلية فاشلة لتنفذ عمليات اغتيال، واكتفى بالرد: "نترك ذلك للوقت المناسب للحديث عنها".

ورداً على سؤال حول أي تدخلات للجهاد الإسلامي في إعادة العلاقات بين حماس وإيران، قال النخالة: "إن العلاقات بين حماس وطهران لم تتوقف لحظة واحدة حتى يتم التدخل، وإن العلاقة بينهما جيدة جداً، وهذا ما يردده قادة حماس في الإعلام".

اقرأ ايضا: بسبب غزة.. سفير إسرائيل "غير مرحب به" في اجتماع الاتحاد الإفريقي

وحول تدخل حركته لإعادة العلاقات بين حماس وسوريا، أكد أمين عام الجهاد الإسلامي أن علاقة حماس مقطوعة مع سوريا، موضحاً أنه لا توجد مساعٍ جديدة لإعادة هذه العلاقات من أي طرفٍ كان، بالرغم من بعض التصريحات الإيجابية من قادة حماس الذين يذكرون الموقف السوري الإيجابي قبل القطيعة طوال الوقت عندما يُسألون عن ذلك.