عاد الإعلام الإسرائيلي مجدداً ليطرح ملف خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" على الواجهة، من خلال أخبارٍ وتحليلات لعدد من محللي الشؤون الفلسطينية في محطات التلفزة والصحف الإسرائيلية، والتي كان آخرها مقال لمحلل القناة الثانية عشرالاسرائيلية "يهودا يعاري" التي خصصها لحظوظ وفرص رئيس الوزراء الحالي وعضو مركزية فتح "محمد اشتية" في ظل إدارته الناجحة لأزمة كورونا المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية، بحسب استطلاعات الرأي الصادرة مؤخراً عن مراكز ومؤسسات محلية فلسطينية، إلى جانب أسماء وفرص أعضاء آخرين في القيادة الفلسطينية.
بعد أسابيع من أزمة كورونا وتزايد عدد الإصابات في مختلف المدن الفلسطينية جراء عودة مئات العمال من داخل الخط الأخضر، بدأت الإشادات المحلية والدولية بالجهود التي بذلها رئيس الوزراء محمد اشتيه وفريقه الوزاري، الذي توجه بترويج اعلامي مميز يقدمه الناطق الاعلامي الحكومي، "إبراهيم ملحم" بشكل يومي، عبر ايجازات صحفية تتضمن تحديثات يومية عن الحالات والارشادات والتوجيهات للمواطنين وغيرها.
اقرأ ايضا: بعد قرار "الجنائية الدولية".. نتنياهو وجالانت على رادار 123 دولة
ومع الظهور اليومي لاشتيه على الأرض من أجل الإشراف والوقوف على العمليات التي تقوم بها الاجهزة الأمنية والطبية في كافة المدن، بدأ نجم رجل الاقتصاد الأول في القيادة الفلسطينية، يلمع في الاخبار المحلية و الدولية.
ووفقا للإعلام الاسرائيلي، فإن حظوظ اشتيه تزداد بشكل كبير، بعد حصوله على صلاحيات كبيرة من الرئيس الفلسطيني (ابومازن)، في الوقت الذي يخضع فيه الأخير للحجر المنزلي وسط احتياطات صحية كبيرة، مع متابعة يومية لمجريات الأحداث على الأرض عبر الهاتف، مما أتاح لاشتيه تدخلاً أكبر بالأجهزة الأمنية التي ظلت حكراً على الرئيس وحده، وهو ما فشل رئيسا الحكومة السابقين سلام فياض ورامي الحمد الله في الحصول عليه خلال فترة ترأسهم للحكومة، وكانت مطالباتهم به أحد أبرز أسباب غيابهم عن المشهد السياسي بطريقة متعمدة، نتيجة عدم انتماء الأول لحركة فتح، وعدم وجود الثاني في قيادة الصف الأول لحركة فتح.
وبحسب مصدر موثوق في القيادة الفلسطينية، فإن أحد القيادات البارزة في حركة فتح، قد استخدم علاقاته بإعلاميين إسرائيليين من أجل طرح ملف خلافة أبو مازن في هذا التوقيت، في محاولة لاستفزاز أبو مازن، وضرب العلاقة التاريخية بينه وبين اشتيه.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريحات لدار الحياة من رام الله، إن ذلك القيادي الفتحاوي نصح اعلاميين إسرائيليين بتسليط الضوء على الخلافات بين اشتيه وكل من مدير الهيئة العامة للشؤون المدنية " حسين الشيخ"، ومدير المخابرات العامة "ماجد فرج" ، وهم الثلاثة الذين يعتمد عليهم بشكل كبير الرئيس الفلسطيني في إدارة ملفاته المحلية والدولية.
وأوضح المصدر على "أن كل التحليلات والأخبار التي تنشرها الصحافة الإسرائيلية مؤخراً عن خلافات لدى الدائرة المقربة من الرئيس عباس، هي محاولات بائسة لإحداث خلل وبلبلة في الأوساط الفلسطينية في ظل حالة السباق الخفي بين عدد من قيادات الصف الأول على خلافة الرئيس الفلسطيني (أبو مازن).
وكشف المصدرعن خلية أزمة مشتركة بين اشتيه والشيخ وفرج باشراف مباشر من الرئيس عباس، من أجل الخروج بأقل الخسائر من أزمة كورونا المُستجدة في العالم كله.
وكان المحلل الإسرائيلي "يهودا يعاري" ومحللين اخرين، قد أشاروا إلى أن هناك تكتلات ثنائية داخل قيادة حركة فتح، بين فرج والشيخ من جهة، وتوفيق الطيراوي وجبريل الرجوب من جهة أخرى، مع فرص أقوى على الأرض للتكتل الأول جراء استلامهم لمراكز حيوية وهامة في السلطة، بينما يعول التكتل الثاني على العلاقات التاريخية التي بناها خلال قيادته لأهم جهازين للأمن في الضفة الغربية بعد قدوم السلطة الفلسطينية، إضافة الى امكانية إعادة تلك العلاقات بالتنسيق مع رجل الأمن الثالث في قطاع غزة آنذاك وعضو مركزية فتح البارز (المعزول) محمد دحلان، الذي يملك دعماً كبيراً من الإمارات ومصر.
وسرد المحللون خلفاء مرشحين لقيادة السلطة، مثل نائب قائد حركة فتح "محمود العالول" الذي يمتلك قاعدة محدودة ليكون الخليفة الأوفر حظاَ بحسب قولهم، إلى جانب عضو المركزية "ناصر القدوة" باعتباره أحد أقرباء الرئيس الراحل ياسر عرفات، مختتما بحظوظ الأسير مرون البرغوثي، ذلك الأخير الذي تم تحجيم فريقه الفاعل مؤخراً بحسب الاعلام الإسرائيلي.
وكان يعاري قد اختتم مقالته بجملة أقرب الى التحريض "إن لم يتم إقالته على يد أبو مازن، برجاء حفظ هذا الاسم محمد اشتيه".
وتشير التحليلات أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التكتلات لدى بعض الأوساط الرسمية الفلسطينية، التي تعيش حالة من التخبط جراء ازدياد شعبية بعض القيادات خلال أزمة كورونا، إذ تحاول بعض القيادات تسجيل إسمها ولو إعلامياً من أجل الظهور عبر استغلال أية مناسبة وطنية أو غيرها لإيصال رسائل معنية سواء للجمهور المحلي أو الأوساط الرسمية أو الإقليم والمجتمع الدولي.
وفي استعراض حالة حشد الدعم والتأييد المحلي والدولي، قال مصدر أمني فلسطيني رفيع لدار الحياة، رفض كشف اسمه: إن رئيس جهاز المخابرات العامة "ماجد فرج" قد فتح قناة ساخنة مع الأوساط الأمنية الإسرائيلية مؤخراً بموافقة من الرئيس عباس، لتأمين أجهزة ومعدات طبية للتعامل مع أزمة كورونا، وأن تلك المعدات يتم إدخالها عبر مطار بن غوريون، بتعليمات مباشرة من رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي"يوسي كوهين" الذي كلفه رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته) بنيامين نتنياهو بقيادة خلية أزمة كورونا مؤخراً.
اقرأ ايضا: "المستوطنون يختبئون في الملاجئ".. "حزب الله" ينفذ "أعنف قصف" على إسرائيل
وأضاف المصدر: إن فرج يتلقي مساعدات مالية من الولايات المتحدة، وقد تلقى مساعدات مالية أيضا بعد بدء أزمة كورونا.