في خطوة غير متوقعة، أعلنت اثيوبيا البدء في تشغيل سد النهضة وملء الخزان بالمياه، بما لا يسبب ضرراً لدول الجوار .
وقال وزير الخارجية الإثيوبي "غيتداحشو اندراجو" في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا بمشاركة وزير الري والموارد المائية: أن إثيوبيا ستبدأ في التعبئة الأولية لخزان سد النهضة بعد 4 شهور من الآن .
وأضاف اندراجو: "الأرض أرضنا والمياه مياهنا والمال الذي يبنى به سد النهضة مالنا ولا قوة يمكنها منعنا من بنائه".
وجاء الإعلان الإثيوبي المفاجئ، رداً على البيان الأمريكي الذي أكد أنه لا يمكن العمل على ملء الخزان في سد النهضة دون التواصل إلى إتفاق ثلاثي بين " مصر و إثيوبيا والسودان" .
جاءت تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي بعد يوم من تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري التي قال فيها:أن ملكية إثيوبيا لسد النهضة لا تتيح لها التنصل عن التزام قانوني دخلت فيه بإرادتها، كما أن ملكيتها للسد لا تجعل لها الإرادة المنفردة في التحكم في نهر النيل الذي هو شريان الحياة لمصر منذ فجر التاريخ ، لافتا إلى أن قضية ملء سد النهضة هامة ولكنها ليست جوهرية، مضيفاُ: لقد وصلنا لاتفاق، في كل الأمور المرتبطة بها، ولم نلمس أي اعتراض من الجانب الإثيوبي فيما يتعلق بما تم التفاوض عليه".
وأضاف شكري: أن مصر أبدت مرونة وقبلت جدول الملء الذى طرحته إثيوبيا، ولكن كان من الأهمية الإجابة على أسئله منها ، إذا أتى جفاف خلال فترة الملء وكيف سيؤثر الجفاف على معدلات الملء، لافتا إلى ..أنه كان هناك تفاهمات كثيرة فيما يتعلق بسد النهضة، ولكنها لم تسفر عن إطار لاتفاق قانوني إلى أن تم اللجوء للوساطة الأميركية
وأردف: :نحن نسعى خلال الفترة القادمة أن تعلن اثيوبيا عن موقفها تجاه هذا الاتفاق، وأن تكون جاهزة للتوقيع عليه، لأننا توصلنا لهذا الاتفاق وصياغته بمشاركة كاملة من الجانب الإثيوبي، وأن تعلن كذاك السودان أيضا عن استعدادها لتوقيعه ، لكي يصبح التوقيع كاملا ويدخل، من خلال الإجراءات الدستورية، إلى حيز التنفيذ، وينفذ أو يأتي أي طرف ليراجع جزء من الاتفاق، ولكن هنا لا بد أن تكون المراجعة أجزاء دقيقة ومحدودة ولا تؤثر على صلب الاتفاق»
ورأى شكري أن توقيع مصر بالأحرف الأولي له قيمة معنوية فيما يتعلق بالتعبير، وقال: " بأننا نرى أن هذا الاتفاق عادل ويلبي تطلعاتنا ومصالحنا، ونحن على الاستعداد للتوقيع النهائي عليه، ونعتبر إحجام السودان عن التوقيع وعدم حضور إثيوبيا يجعل الاتفاق لا يزال غير مكتمل»
وعلى ضوء ذلك، عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثلاثاء، جلسة مشاورات برئاسته وبحضور قيادات عسكرية بالجيش المصري، وذلك لبحث تعزيز الحماية للأمن القومي في البلاد، حيث اطلع السيسي خلال الاجتماع على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في أنحاء الجمهورية، والتدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة .
وفي السياق ذاته، أكد السيسي خلال تلقيه إتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن مصر لا تزال تعطي ملف سد النهضة أقصى درجات الإهتمام في إطار الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله
وأعرب السيسي عن تقديره للدور الذي تقوم به الولايات المتحدة في رعاية مفاوضات سد النهضة واهتمام ترامب نفسه بالقضية .
بدوره، أكد الرئيس الأمريكي على أن إدارته ستواصل جهودها التي وصفها بـ"الدؤوبة" والتنسيق مع الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) حتى الوصول إلى مرحلة التوقيع على اتفاق سد النهضة.
يُشار إلى أن إثيوبيا كانت قد أعلنت قبل أيام أنها لن تشارك بالاجتماعات الوزارية التي ترعاها الإدارة الأميركية بين البلدان الثلاثة بشأن سد النهضة، وطلبت تأجيل الجولة الأخيرة للمحادثات التي كان سيعقبها إعلان الاتفاق النهائي .
اقرأ ايضا: محكمة أمريكية تقضي بترحيل الناشط محمود خليل
وعزت السلطات الإثيوبية قرارها المفاجئ إلى "عدم استكمال المشاورات مع الجهات المعنية في الداخل" الإثيوبي.