تستعدّ منظمة إسرائيلية تسعى لتحسين صورة إسرائيل وممارساتها التعسّفية بحق الفلسطينيين، لإغلاق مقرها في العاصمة الأمريكية واشنطن، في سابقة غير معهودة.
وتعد منظمة "المشروع الإسرائيلي" واحدة من منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أنشئت عام 2002 في مسعىً لتحسين صورة الاحتلال الإسرائيلي، وتبرير استخدامه للقوة المفرطة ضد الفلسطينيين وشرعنة المستوطنات واستهداف النشطاء الفلسطينيين على وسائل التواصل الاجتماعي عبر ما سمي بـ"الهسبارا".
ويعود سبب إغلاق المنظمة بعد 17 عامًا من انطلاقها إلى "الانخفاض المطرد في جمع التبرعات في السنوات الأخيرة، فبحسب جوش بلوك الرئيس التنفيذي المستقيل للمنظمة، فإن التبرعات انخفضت من 8،696،052 دولارًا في عام 2015 إلى 4،922،854 دولارًا في عام 2016.
وعلمت " دار الحياة " من مصادر مطلعة أن منظمة "المشروع الإسرائيلي" حاولت الحصول على دعم من ملياردير القمار شيلدون آديلسون، ولكنه رفض -على الأقل حاليًا- لأنه يدعم منظمة اللوبي الإسرائيلي الأخرى التي انطلقت من قبل الحكومة الإسرائيلية في الوقت ذاته، منظمة "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات FDD" كما يدعم الأذرع اليمينية للوبي الإسرائيلي.
ودعا الرئيس السابق لمكتب "المشروع الإسرائيلي" ليور وينتراوب، "كل الناس من كل المنظمات المختلفة إلى إظهار الدعم للمنظمة المنهارة بسبب عملها الرائع في خدمة إسرائيل" على حد قوله، مضيفًا أن المهتمين من الجيش الإسرائيلي والسياسيين الإسرائيليين، يريدون معرفة ما جرى وكيف حدث هذا".
وقال وينتروب، الذي كان يعمل في السفارة الإسرائيلية في واشنطن ككبير موظفيها والناطق الرسمي باسمها، في تصريح صحفي إنه يعتقد "أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستدفع ثمن إغلاق المنظمة" مشيرًا إلى أن "هناك حاجة ماسّة لمنظمة ثنائية الحزبية (جمهورية وديمقراطية) يمكنها التوسط لصالح إسرائيل مع كبار الصحفيين والمعلقين (الأميركيين)، لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين يصوغون السرد العالمي ويحتاجون إلى نوع مختلف من المشاركة، كي لا يكونوا مقتنعين بعد مشاهدة إعلان، أو تعليق أو فيديو على فيسبوك Facebook حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ووفقًا لوينتروب، فإن محادثات جارية حول الخطوات التالية، وقال إنه إذا لم يواصل أحد هذا النوع من العمل، فستكون هناك حاجة لإعادة اختراعه مرة ثانية لملء الفراغ.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت الخميس أن منظمة "المشروع الإسرائيلي غير الحكومية الأميركية واجهت أزمة ميزانية حادة وهي في طريقها إلى الإغلاق التام، خاصة بعد تصفية المكتب في القدس وتسريح جميع الموظفين، مضيفة أن توقف المنظمة عن العمل بشكل كامل، أصبح وشيكًا.
يذكر أن الغالبية اليهودية الأميركية تؤيد الحزب الديمقراطي وأيدت الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وخمس دول أخرى مع إيران في عام 2015، الأمر الذي ترك مرارة لدى غالبية اليهود الاميركيين من إصرار منظمة "المشروع الإسرائيلي" على الإطاحة بالاتفاق وضرورة انسحاب الولايات المتحدة منه، وهو ما فعله الرئيس ترامب في شهر أيار من عام 2018، ما أدى لتراجع التبرعات من هذه الشريحة القوية للمنظمة.
اقرأ ايضا: أزمة بين رئيس الأركان الإسرائيلي والمُتحدث باسم الجيش بسبب "قانون فلدشتاين"