خلال ندوة سياسية
كُتَّاب ومحلّلون: خيار حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يعد واقعياً!!
أكَّدَ كَتَّاب وسياسيون عرب وإسرائيليون استحالة تطبيق حل الدولتين في ظل الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في الأرضي الفلسطينية.
وعُقدت في مركز (كارينغي) ندوة سياسية بعنوان: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وسُبُل التوصل للحل بين الطرفين المتمثل في حلِّ الدولتين".
ومن الشخصيات التي شاركت هذه الندوة ( جلعاد شير ) -أحد كبار المفاوضين الإسرائيليين-، ومدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية في رام الله، بينما شارك كلاً من (سميح العبد ) زميل في برنامج ديانا تماري صباغ لدراسات الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة من خلال ورقة بحث، وكذلك مشاركة الدكتور(خليل الشقاقي ) مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، من خلال دراسة أجراها تم تناولها خلال هذه الندوة .
وجاء في كلمة سميح العبد: تحت عنوان "معالجة الحدود والمستوطنات" أكد على أنَّ الحلَّ النهائي بين إسرائيل وفلسطين يكمن في التوصُّل إلى التقسيم المتبادل والدائم، وتبادُل أراضي متفق عليه بين الجانبين على أساس الرابع من حزيران/يونيو 1967.
كما، وشددت العبد في كلمته على أنَّ استمرار إسرائيل بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية أدى إلى تعقيد مسار المفاوضات كُلياً في الماضي، وسيزيد من تعقيده مستقبلاً.
وبين العبد: "الضفة الغربية اليوم مُجَزّأة، وتقع معظم الأراضي تحت سيطرة إسرائيل... ويعيش ما يزيد عن 650000 مستوطن إسرائيلي في مستوطنات تُمثّل 2.7% من مساحة الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويستمر توسيع المستوطنات، فيما تتعاظم عمليات البناء بوتيرة كبيرة منذ العام 2017،
وأضاف العبد: عندما تُؤخذ في الاعتبار مناطق السلطة والصلاحيات خارج المستوطنات، ترتفع نسبة مساحة مناطق الاستيطان لتصل إلى 9.3% من أراضي الضفة الغربية".
وبالنسبة لموقف الفلسطينيين قال العبد: "من شأن تجميد إنشاء المستوطنات بناء الثقة وتعزيز الموثوقية، وتحقيق حل الدولتين وهو ما كان غائباً لما يربو على عشرين سنة من المحادثات.
أمَّا بالنسبة لموقف الإسرائيليين فقال: "سيسمح تجميد المستوطنات المضي قُدُماً في المفاوضات، وسيخفّف من مخاوف المجتمع الدولّي من أن إسرائيل تعتزم ضم الضفة الغربية وإنكار الحقوق السياسية للفلسطينيين.
ويضيف العبد: لكنَّ الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أصيبا بشكلٍ كبير بخيبة الأمل من حلِّ الدولتين، بسبب الهواجس الأمنية والهيئات السياسية لإسرائيل والتي دفعتها نحو اليمين بشكلٍ كبير.
وتُبيِّن استطلاعات الرأي العام أنَّ التوصُّل إلى حل للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يحتل أولوية متدنِّية بالنسبة إلى أغلبية الإسرائيليين، وأنَّ الوضع الراهن يدعو إلى الرضى. أمَّا في الأراضي الفلسطينية، فيشعر كثيرون بأنَّ أوسلو والمشروع الوطني الفلسطيني مُنيا بالفشل، وبدأت بالتالي النقاشات حول البدائل.
أمَّا جلعاد شير من معهد دراسات الأمن القومي فقد رأى أنَّ هناك سلسلة طويلة من العقبات تعيق إتمام اتفاق نهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ فهناك فجوات عريضة في الروايات التاريخية التي يعتمدها الإسرائيليون والفلسطينيون، وهي تزداد اتساعاً مع مرور الوقت؛ بسبب الاختلاف لكلاً منهما حول الوضع النهائي للقضايا الخلافية الجوهرية.
وأشار إلى أنَّ قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أصبحت بمرتبة متدنية في قائمة أولويات أنظمة الحُكم العربية؛ بسبب التطورات التي حصلت في الشرق الأوسط والعالم العربي في العقد الأخير.
إضافة إلى ذلك يرى -جلعاد شير-أنَّ اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي أصبحت غير مواتية إلى حدٍّ كبير لفكرة حل الدولتين، رغم عدم وجود رؤية بديلة يُفضّلها الإسرائيليون.
وقال –شير-أنَّه وفي استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي تبين أنَّ 21% من الإسرائيليين يعتقدون أنَّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني يمثّلُ الخطر الخارجي الأكبر على دولة إسرائيل،
وأن 83% من الإسرائيليين يرون أنَّ إسرائيل قادرة على أن تصد أي هجمات "إرهابية" كُبرى متتالية بنجاح، ولذا ينظرون إلى الاستعجال للوصول إلى حل مع الفلسطينيين طالما أن دولتهم ستنجح في احتواء التهديدات والتعامل مع الواقع.
وأكد –شير-أنَّه وفي استطلاعٍ آخر انخفضت نسبة تأييد الإسرائيليين لإقامة دولة فلسطينية خلال السنوات العشر الماضية، ففي العام 2008، كانت النسبة 46%، وارتفعت إلى 58% بعد خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العام 2010 عن السياسة الخارجية في جامعة "بار إيلان"، حيث أعلن بصراحة عن تأييده حل الدولتين، لكن تأييد إقامة دولة فلسطينية تضاءل تدريجياً إلى أن بلغ 43% في العام 2017.
وأضاف جلعاد: عندما طُرِحَت مقترحات لحلّ الصراع الطرفين وهي حل الدولتين، أو الكونفدرالية، أو الدولة الديمقراطية مزدوجة الجنسية – بدا أنَّ 46% من اليهود الإسرائيليين لازالوا يؤيدون حل الدولتين، بينما يؤيد 33% الكونفدرالية.
ومن النظرة الإجمالية على الطيف السياسي بأكمله، يقول جلعاد شير: قد تبيّن لنا أنَّ حل الدولتين لازال يتمتع بالنسبة الأعلى من التأييد بين مختلف الفئات، بمن فيها تلك التي تصنِّف نفسها بوصفها من "اليمين المعتدل"، والجماعات التي تصنّف نفسها بوصفها على "يمين" الطيف السياسي هي وحدها التي تؤيّد حل الدولتين وحل الدولة الواحدة بالنسبة نفسها (20%).
وحول واقعية حل الدولة الواحدة أو الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني قال جلعاد: "إن تحقيق هدف الصهيونية بإيجاد دولة قومية ديمقراطية للشعب اليهودي في أرض اسرائيل هي الطريقة الوحيدة للفلسطينيين لتحقيق المصير بالحكم الذاتي كشعب في أرضهم السياديَّة، وأنّ عدم ترسيم الحدود "وإن كانت مؤقتة" ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين ليصبح هناك دولتين لشعبين ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط؛ ستصبح هناك دولة تمس بطريقة مأساوية تطلعات كلا من اليهود الإسرائيليين والشعب الفلسطيني.
ويضيف جلعاد: أن أول بند في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية (كامب ديفيد والتي وقعها أنور السادات مع بيجين في 17 سبتمبر من العام 1979)، تخص غزة والضفة الغربية وليس إسرائيل أو مصر، والتي نصت على أنَّه سوف يكون هناك تسوية دائمة في وضع الضفة الغربية وغزة والتي سوف تحترم التطلُعات الوطنية للشعب الفلسطيني تقام خلال 5 سنوات.
وقال جلعاد شير: "بعد فتره تدريجية لمدة خمس سنوات، وبعد 3 سنوات يبدأ التفاوض للوضع النهائي لغزة والضفة الغربية وصولاً للحكم الذاتي وتكون أطراف الحوار (مصر، الأردن، إسرائيل، وممثلين للفلسطينيين من خلال الوفد الأردني).
وأوضح جلعاد أنّ كل هذا توقف الآن، بعد مجيء اتفاقية أوسلو، منذ 25 عاما، بنفس النمط ونفس العملية، وستتحقق التسوية النهائية من خلال المفاوضات والاعتراف المتبادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وسيكون هناك كيانان وطنيان ولهما حدود بينهما ويتعايشان مع بعضهما البعض في سلام.
ويقول جلعاد عن نفسه: أريد أن أعيش في دولة ديمقراطية ومتحررة وذات أغلبية يهودية وأريد أن أرى بأنّنا ننفصل عن الفلسطينيين، حيث تكون لهم دولتهم وتكون لنا دولتنا، وتكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح.
ويرى جلعاد أنَّه يجب الوصول لوضع حل الدولتين تدريجيا على الواقع، أو على الأقل المحافظة على الظروف للوصول إلى الاتفاقية النهائية؛ لأنَّ الثغرات حاليا مُتَّسِعه جدا، وهناك منازع على القضايا الجوهرية، وشعور عميق بعدم الثقة مع القيادات ومع الشعب في المجتمعين من بعضهم البعض.
واستطرد قائلاً: لأن نّصِل إلى حل واقعي للدولتين ينبغي عقد حوار إقليمي ومحادثات ثنائية بين إسرائيل والفلسطينيين يسبقه دور فعَّال ومستقل، وبنَّاء، وخطوات موجبة أحادية الجانب وليست مدمرة لكل من الجانبين.
وأشار جلعاد أن لمصر دور كبير في الوصول لهذا الهدف، وإن كانت أمريكا تريد أن تكون طرفاً في الحوار يجب أن تفهم بأن تلك المفاوضات يجب أن تكون بطريقة متواصلة ومُلزمة وليست باتخاذ خطوات رمزية، هنا وهناك، بمعنى أن تكون يدك في الموضوع في يوم ثم تخلع يدك من الموضوع.
وأضاف نريد أن نضع نهاية للواقع الموجود، وواقع اليوم ليس بجيد، ونتذكر ماذا فعل الرئيس الراحل أنور السادات فلقد كان بطل في رأيي، بعد هذه الحرب الدموية المنتهية في عام 1973. فبعد أربع سنوات من هذه الحرب ذهب السادات إلى تل أبيب ومد يده إلى رئيس إسرائيل مناحيم بيجين وصنعوا السلام.
أما بالنسبة للأماكن المقدسة والترتيبات بالقدس، فهناك الوضع الراهن حاليا، وهناك اقتراح كلينتون، وهناك اقتراح أولمرت لعام 2008 مع محمود عباس.
وحول مستقبل غزة قال جلعاد: في هذا السياق، لا يمكن أن تكون قضية قائمة بذاتها، لأنَّ غزة ليست أرضاً منفصلة عن الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية، وأعتقد أن أفضل شيء بالنسبة لغزة هو تنفيذ اليوم وقف إطلاق النار بناء على اتفاق2014 برعاية المصريين بقيادة السيسي، لقد كسرت غزة وقف إطلاق النار بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولم يتم ذِكر حماس حتى ولم تعلن حتى عن وقف إطلاق النار، إذا تمكنا من تنفيذ ذلك، فهذا هو مستقبل غزة.
وفي ذات السياق يرى خليل الشقاقي "مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسيحية": أنَّ العقد الأول من القرن 21 شَهِدَ تأييداً مهمّاً في فلسطين لمفهوم حل الدولتين، ومع نهاية هذا العقد بدأ هذا التأييد بالانخفاض، وأعرب معظم الفلسطينيين الذين شملهم المسح عن رفضهم حل الدولتين، فقد أدت جهود السلام المتتالية إلى إقناع الكثير من الفلسطينيين بأنَّ إسرائيل غير مستعدّة للسلام، وأنَّ الإسرائيليين يرفضون القبول بتسوية تاريخية، وأنَّه ما من شركاء إسرائيليين للفلسطينيين في حل الدولتين.
وأضاف الشقاقي في عرض لدراسته العلمية بعنوان"الديناميكيات السياسية الفلسطينية" أنَّ انطباعات الفلسطينيين وخاصة الشباب تنم عن فشل بناء الدولة محليّاً، أي أنَّ الدولة الفلسطينية في المستقبل ستكون فاسدة وسلطوية؛ ونتيجةً لذلك تزايدت المطالبة بحل الدولة الواحدة التي يتمتع فيها الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين بالمساواة في الحقوق، وبنظام الصوت الواحد للشخص الواحد.
وأكَّد الشقاقي أنَّ الأسباب الرئيسة للتشاؤم حيال حل الدولتين تكمن في الانطباع السائد بأنَّ هذا الحل لم يَعُد عملياً أو قابلاً للحياة، والحال الراهن يبين أنَّ مُعظم الفلسطينيين يعتقدون أنَّ الإسرائيليين لا يريدون السلام.
وأشار الشقاقي إلى أنَّه وفي كانون الثاني/ديسمبر 2017،8، أعرب 37% فقط من الفلسطينيين عن اعتقادهم بأنَّ أغلبية اليهود الإسرائيليين يؤيّدون السلام؛ وكان ذلك رأي 43% منهم قبل أقل من سنتين، وتبلغ درجة عدم الثقة بإسرائيل كشريك، وبإمكانية تحقيق حل الدولتين مستواً عالياً. فقد أفادت أغلبية كاسحة من الفلسطينيين (83%) في استطلاع كانون الأول/ديسمبر 2017 أنه لا يمكن الوثوق بالإسرائيليين.
ويرى الشقاقي أنَّه ومع ذلك، ينبغي ألاَّ يقفز القادة إلى استنتاج بأنَّ أيديهم مكبّلة، وأنَّ ما من مؤيّدين لهم في السعي نحو السلام، بل على العكس، إذا توفّرت لدى الرأي العام الفلسطيني الحوافز المناسبة، فيمكن إقناعه بدعم سلام قائم على تسويات وحلول وسطية مؤلمة ينطوي عليها حل الدولتين.
وأضاف خليل الشقاقي: يمكن زيادة تأييد الاتفاقية الشاملة إلى 70% إذا وافقت إسرائيل على إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين كجزء من الصفقة، وإذا قدمت إسرائيل حوافز غير ملموسة، مثل المبادرات الرمزية، على سبيل المثال (إن اعتراف إسرائيل بالنكبة الفلسطينية للعام 1948، أو إقرارها بجذور الفلسطينيين التاريخية والدينية في فلسطين التاريخية، سيكون فعّالاً للغاية)، كذلك اعتراف إسرائيل بالمسؤولية عن خلق مشكلة اللاجئين واعتذارها من اللاجئين عن المعاناة التي تعرّضوا إليها منذ العام 1948، كل ذلك جدير بأن أن يغيّر موقف أقلية كبيرة من معارضي التسوية.
وأكد الشقاقي على أنَّ ثمة خطوات أخرى يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين والمجتمع الدولي اتّخاذها للتقليل من انحسار الدعم الشعبي للتسوية وحل الدولتين وتتمثل في:
1. تعزيز قابلية الحياة لحل الدولتين، والتخفيف من حتمية حل الدولة الواحدة، عبر وقف بناء المستوطنات وضمان عدم تطبيق القانون الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
2. البناء الناجح للدولة والمؤسسات – والأهم بناء نظام ديمقراطي ومكافحة الفساد – دوراً مؤثّراً في خفض عدد الذين ينتقلون من تأييد حل الدولتين إلى مساندة حل الدولة الواحدة. وتتزايد بصورة مطّردة أعداد الفلسطينيين الذين خلصوا في نهاية المطاف إلى الاعتقاد بأنَّ العالم العربي ليس بحاجة إلى دولة عربية فاسدة سلطوية أخرى، كما أن خيبة الأمل في الحكومة الفلسطينية خلال العقد الماضي، والانقسام الذي وقع بين الضفة الغربية وقطاع غزة جّراء الصراع على السلطة بين فتح وحماس، قد دفعا الفلسطينيين على نحو متزايد للنظر إلى السلطة الفلسطينية لا بوصفها أداة لتكوين الدولة تجسّد تطلعاتهم إلى السيادة والاستقلال، بل باعتبارها عبئاً على الشعب الفلسطيني. علاوةً على ذلك، إن فشل القيادة الفلسطينية في إرساء نظام سياسي ديمقراطي، وفي إبداء التسامح مع المواقف المعارضة، يعيق النقاش الحر والنزيه حول المواضيع الحساسة
3. التفاعل الوحيد الذي يدور بين أغلب الفلسطينيين والإسرائيليين، هو ما يفرضه الجنود والمستوطنون المسلحون بقوة السلاح. هذا الافتقار إلى التفاعل الشخصي الاعتيادي يغذّي التصوّرات المُخطئة والميل إلى تصوير الجانب الآخر على نحو سلبي. لذا، قد يساعد تعزيز التفاعل اليومي بين الفلسطينيين والإسرائيليين في خفض المستوى العالي الحالي للتصوّرات الخاطئة والجهل الجماعي بنوايا الطرف الآخر. فالانطباعات الحالية تساهم في تصلّب المواقف، والتصوّر المُخطئ لوجهات نظر الطرف الآخر باعتبارها مواقف متشدّدة، يقلّل من الحافز الذي يدفع المرء إلى الاعتدال في آرائه، من ناحية أخرى، فإن التصوّر المُخطئ لآراء الإسرائيليين باعتبارها مواقف متشدّدة، يعفي الرأي العام الفلسطيني من الضغط على قيادته للسعي نحو السلام.
ويؤكد الشقاقي على أنَّ حل الدولتين لازال هو الخيار الأقدر على البقاء لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بما يتفق مع المصالح الوطنية لكلا الطرفين، وتبقى الولايات المتحدة هي الشريك الخارجي المُهم القادر على أداء دور مؤثّر إذا أرادت أن تكون وسيطاً موثوقاً به من جانب الطرفين، وملتزماً بالوصول إلى نتيجة عادلة، ولتحقيق ذلك عليها أن تواصل التنسيق الاستراتيجي الوثيق مع شركاء إقليميين ودوليين.
وأضاف، إنَّ استمرار الوضع الراهن هو الخيار القائم الآن، غير أنه على المديَيْن -القصير والطويل-يمثّل وصفةً لعدم الاستقرار والصراع المتقطّع بالنسبة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء، وربما لم تعد القضية الفلسطينية، بالنسبة إلى بعض الأطراف، قضية مفصلية مثلما كانت قبل عقود، لكنَّها لن تختفي، ولمصلحة جميع الأطراف الإقليمية والدولية، لا بد أن تكون التسوية المُتفاوَض عليها في قائمة الأولويات.