لتخفيف نسبة الأمية

بالفيديو"تبنّ تلميذاً" مبادرة لتقديم دروس مجانية في شوارع البرازيل

مشاركة
تبنّ تلميذا مبادرة لتقديم دروس مجانية في شوارع البرازيل تبنّ تلميذا مبادرة لتقديم دروس مجانية في شوارع البرازيل
دار الحياة- برازيليا 07:51 م، 05 يوليو 2019

تعمل مبادرة "تبنّ تلميذاً" على تقديم الدروس المجانية للصغار والكبار في شوارع ريو دي جانيرو، بالبرازيل.

البرازيلية إدنا بينييرو (86 عاماً) أمية رغم عملها في مكتبة، وهي بدأت تتعلم القراءة والكتابة قبل فترة قصيرة بفضل مبادرة توفر دروساً في شوارع ريو دي جانيرو.

وتجلس في إحدى ساحات في ريو دي جانيرو وتقرأ بصوت عالٍ جملة "اعتباراً من الآن، تستطيعين قراءة كل هذه الكلمات بمفردك" وهي تشير بسبابتها إلى كل مقطع لفظي.

ولم تتعلم هذه المرأة صاحبة البشرة السمراء والشعر الأبيض القراءة إلا مؤخراً.

وتؤكد إدنا أنها تشعر للمرة الأولى بأنها "تتعلم شيئاً"، بفضل مشروع "تبنّ تلميذا"الذي يقدم دروساً خصوصية مجانية في شوارع المدينة.

وتقول من وسط شارع بوتافوغو "يمكننا أن نتعلم في أي عمر. وسأستمر بالدراسة قدر ما أستطيع لأننا في هذا العمر نفقد بصرنا مع الوقت، فنصبح نساء عجوزات لا يعرفن القراءة ولا يفعلن شيء".

وفي هذه الساحة، يتعلم متقاعدون آخرون القراءة، لكنهم ليسوا الوحيدين الذين يستفيدون من هذه الدروس الخصوصية إذ أن العديد من التلاميذ متواضعي الحال يلجأون إليها لمراجعة دروس في الرياضيات أو اللغة الإنجليزية أو العلوم أو الفيزياء.

ويحظى كل ثلاثة تلاميذ باهتمام أحد المتطوعين وهم مدرسون متقاعدون.

 

وبدأ المشروع في مارس 2018 مع سيلفيريو مورون، إذ جلس هذا المهندس المتقاعد على طاولة إسمنتية في ساحة في ريو رافعاً لوحاً كتب عليه "يمكنني مساعدتكم في الرياضيات أو الفيزياء (مجانا)".

وهذا الرجل البشوش والطويل القامة البالغ 64 عاماً، كان يعطي دروسا خصوصية لتلاميذ في مدارس خاصة وقرر أن يشارك معلوماته مع المحتاجين.

ويؤكد أن "مستوى التعليم المنخفض يؤدي إلى نسبة بطالة وعنف مرتفعة".

وساهمت صورته التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مع أول تلميذ له، في توسع المشروع إلى ثلاث أحياء أخرى هي فلامنغو وكوباكابانا وغراجاو.

و"تبنى" ثلاثون أستاذاً نحو 300 تلميذ يتابعون الدروس بشكل مستمر.

وتشكل كاميلا (11 عاماً) واحدا من هؤلاء التلاميذ.

وتقول والدتها مارتا ريبيرو أن كاميلا "كسرت ذراعها الأيسر التي تكتب بها، فوضعت عليها جبيرة لمدة 60 يوما وتدنت علاماتها".

لكن من بعد شهر من الدروس الخصوصية في اللغة البرتغالية وفي الرياضيات، تؤكد الأم أن ابنتها "تحسنت".

وجاء على صفحة المبادرة عبر "فيسبوك"، أن الدروس تُعطى كل يوم باستثناء الأحد وأيام العطل الرسمية وفي حال "تساقط أمطار".

ويفيد المعهد البرازيلي للجغرافيا والاحصاءات، أن 11,3 مليون شخص فوق سن الخامسة عشرة لا يتقنون القراءة والكتابة، أي أن نسبة الأمية تبلغ 6,8%.

وبقيت ماريا دو جيسوس رانجل (77 عاماً) في هذه الفئة طويلا.

وتقول رانجل "أتعلم القراءة والكتابة الآن لأنني لم أتمكن من ذلك في طفولتي. في ذلك الوقت، لم يرسل الأهل أولادهم إلى المدرسة فكان الأمر صعبا للذين كانوا يعملون في الحقول، وكان المجتمع يفرض على النساء الاهتمام بالمنزل وعلى الرجال الاهتمام بالأرض".

وأضافت بفخر " لدي ابنان تخرجوا من الجامعة والآن أتى دوري".

ويتفادى مؤسس المشروع أن يتناول المواضيع السياسية. ويفضل ألا يعطي رأيه في التظاهرات الكبيرة التي شارك فيها الأساتذة والطلاب مؤخرا احتجاجاً على تخفيض الميزانية في قطاع التربية الذي قررته حكومة الرئيس جاير بولسونارو المنتمي إلى حزب اليمين المتطرف.

ويؤكد مورون أن "هدف المشروع لا علاقة له بهذه الحكومة أو بالحكومة السابقة"، كما يعترف بأن أساتذة القطاع الخاص يجب أن يكون راتبهم أعلى.

ويوضح أن هذه المبادرة "مجرد قطرة في المحيط" وأن الغاية من هذا المشروع هي "أن يكون لكل حي من ريو دي جانيرو مكان عام لتعزيز التربية. لذلك، نحتاج إلى مساهمة السكان وتشاركهم معارفهم".

وبهذه الطريقة، يتمنى مورون أن "تتحول هذه القطرة في المحيط يوماً إلى تسونامي في التربية".