دعا المفكر السياسي والقانوني الفلسطيني البارز داخل "إسرائيل" رائف زريق، السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات استباقية قبل أن تضم "إسرائيل" الضفة المحتلة، معتبراً أن "إسرائيل" معنية بالتفاهم مع حركة حماس أكثر من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتحقيق مصالح سياسية.
وأكد زريق، أن خيار حل الدولتين لم يعد مطروحاً ولو لمرة واحدة، ولا يمكن تجسيده على أرض الواقع، كون أن "حل الدولتين ولد ميتاً"، لأن إسرائيل لا تريد حل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة سواء قبل أوسلو أو وفق اتفاق أوسلو، فهذا الحل لم يكن مطروحاً بشكل حقيقي لدى "إسرائيل" وهي غير مستعدة لهذا الحل.
حديث زريق عن عدد من القضايا ومايتعلق بها تحدث عنها في حوار خاص أجرته الزميلة جيهان الحسيني معه في واشنطن التي يقيم بها مؤقتاً حيث يعمل أستاذاً زائراً في جامعة جورج تاون.
يُشار إلى أن زريق يعمل حالياً أستاذًا مشاركًا في الفقه في كلية الكرمل الأكاديمية في حيفا؛ والمدير الأكاديمي لمركز مينيرفا للعلوم الإنسانية بجامعة تل أبيب؛ وهو أستاذ مشارك في القانون في كلية أونو الأكاديمية، وباحث رئيسي في معهد فان لير في القدس.
كثيرة هي التحديات التي يجابهها الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية جراء تنصل اسرائيل من احترام تعهداتها القانونية والتهرب من تنفيذ الالتزامات المترتبة عليها تجاه الفلسطينيين، بالإضافة للضغوط التي تمارسها ضدهم من انتهاكات وتنكيل وعقاب جماعي ناهيك عن تقطيع أواصر مدن الضفة الغربية" فلم يعد هناك تواصل جغرافي فيما بينها " فالبناء في المستوطنات لا يتوقف" فكل مدينه فلسطينية محاصرة بعدد من المستوطنات من جميع الجهات" وما ترتب على ذلك من نهبها للموارد المائية لدرجة أن 599,901 مستوطنًا يستهلكون من المياه ستة أضعاف ما يستهلكه سكان الضفة الغربية
الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 2.86 مليون نسمة (..) وكذلك الاستيلاء على المواقع السياحية والأثرية، واستغلال المحاجر الفلسطينية والمناجم وموارد البحر الميت، وغيرها من الموارد الطبيعية غير المتجددة و إقامة أسيجة حول الأراضي الفلسطينية المملوكة للفلسطينيين _ملكية خاصة- وفرض شرط "التنسيق المسبق" -والذي يتم الحصول عليه بصعوبه بالغه - على الراغبين منهم في الوصول إلى أراضيهم الزراعية
أما عن جريمة بناء جدار الفصل العنصري المقام على أراضي الفلسطينيين و عن الأضرار التي لحقت بالآلاف الفلسطينيين من جرائه فحدث ولا حرج " , حيث قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشق هذا الجدار على أراضي المواطنين الفلسطينيين وبين قراهم وبيوتهم، فكانت آثاره مدمرة على الإنسان والحيوان وحتى على الشجر والحجر فلقد أفقدهم مصدر رزقهم ونهب أرضهم ومياههم واقتلع أشجارهم وفرق بينهم وجعلهم في كانتونات وفكك العلاقات بين التجمعات السكانية فهناك عدد من البوابات وهذه البوابات تفتح وتغلق وفق نظام صارم ، الأمر الذي دمر اقتصادهم وبيئتهم.
الحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان وعن خروقاتها للقانون الدولي لا ينتهي.. وأخيرا وليس آخراً، رفضها لمشروع حل الدولتين وتلميح رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو عن قرب ضمه للضفة الغربية، الأمر الذي يتطلب من القيادة الفلسطينية التصدي لمحاولة ضم الضفة الغربية, وذلك باتخاذ قرارات حاسمه ومواقف حقيقيه جاده من شأنها ردع إسرائيل و وكبح جماح أطماع نتانياهو التوسعيه , وعلى الشق الآخر يعاني الفلسطينيون داخل إسرائيل تمييزاً عنصرياً أثر على الواقع داخل الوسط العربي وتمثل ذلك جلياً في العزوف عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية في 9 أبريل نيسان الماضي
هذه القضايا وما يتعلق بها، تحدث عنها المفكر السياسي والقانوني الفلسطيني البارز داخل اسرائيل رائف زريق في حوار خاص أجرته "دار الحياة" معه في العاصمه الأمريكيه في واشنطن التي يقيم بها مؤقتاً حيث يعمل أستاذاً زائراً في جامعة جورج تاون.
الجدير بالذكر أن زريق يعمل حالياً أستاذًا مشاركًا في الفقه في كلية الكرمل الأكاديمية في مدينه حيفا , و هو المدير الأكاديمي لمركز مينيرفا للعلوم الإنسانية بجامعة "تل أبيب " وكذلك أستاذ مشارك في القانون في كلية أونو الأكاديمية، وباحث رئيسي في معهد فان لير في القدس
وفيما يلي نص الحوار
تردد في الأوساط السياسية والاعلامية خلال الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة أن نتانياهو معني بالتفاهم مع حماس و ليس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" ما مدى صحة ذلك ؟
* أرى أن نتانياهو بالفعل يفضل التفاهم مع حركة حماس بدلاً من التفاهم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بهدف التوصل إلى تفاهمات معينة تضبط الوضع الأمني وتحقق له مصالحه السياسية".
لافتا الى أن أن نتانياهو مستفيد من الانقسام الفلسطيني وغير معني بتقوية السلطة الفلسطينية, ويعمل على إبراز قطاع غزة كمنطقة منفصلة قائمة بذاتها , وبأن هناك قانونية أمنية وسياسية تحكمها تختلف عن باقي الكل الفلسطيني" , وأضاف: نتانياهو معني أيضا بإظهار أن الدولة الفلسطينية هي في قطاع غزة بينما الضفة الغربية هي أراضي مناطق متنازع عليها (..) أعتقد أن فوز نتانياهو في الانتخابات جلب الراحة لحركة حماس
واعتبر زريق أن ما يجري بين حماس ونتانياهو هو لعبة شد الأعصاب و"الطرفين قادرين على ضبطها"، فقوانين اللعبة واضحة. مشيراً إلى وجود تفاهمات ضمنية بين كل من حماس ونتانياهو، مشددا على أن أن هذه التفاهمات لا تعني أن هناك تنسيق مسبق بينهما أو مؤامرة .
وقال :" واضح أن حزب الجنرالات الذي يترأسه بيني غينتس لو فاز في الانتخابات - غينتس- وتمكن من تشكيل الحكومة بدلاً من نتانياهو كان سيقوم بإعادة فتح خط مع رئيس السلطة محمود عباس، وكان سيجري معه مفاوضات شكلية
وعما إذا كان تلويح نتانياهو بورقه الأمن والتهديد بشن حرب جديده على غزه أمرا تكتيكيا فقط لكسب تأييد الشارع الإسرائيلي والذي يتجه أكثر من أي وقت مضى نحو اليمين المتشدد أجاب: أنا لم أقل أن نتانياهو يريد السلام أو أن السلام سيتحقق في وجوده .
وتابع : الحقيقة أن التلويح بالحرب ليس له علاقة بسياسات نتانياهو ولا يتعلق بوجوده أو عدمه (..) لأن إسرائيل لا تستطيع أن تعيش بدون أجواء حرب مستمرة, فكرة الخوف هي الركيزة والأساس التي بنيت عليه هويه إسرائيل , وهي التي تحافظ على وحدة جبهتها الداخلية, لذلك إسرائيل تعمل باستمرار على صناعة الخوف واصطناع أجواء حرب كي تبدو الدولة دائما وكأنها في حاله حرب في حاله حصار (..) بينما الحقيقة هي أنه من بعد حرب 1973 لم يعد هناك مبرراً للخوف لأنه لا يوجد أحد يهدد إسرائيل أو سيحاربها
ولفت زريق إلى أن إسرائيل تنتهج سياسة إشعال الحرب كل خمس إلى عشر سنوات، فهي ترى نفسها دائما مهددة, وهذه السياسة جزء من كينونتها السياسية لأن لديها رغبه في التوسع , فأي شيء يحد من توسعها يعتبر تهديدا لأمنها. وقال: حتى تكاثر الفلسطينيين وذهابهم إلى المدارس تراه إسرائيل تهديداً لأمنها
قانون يهودية الدولة
وبشأن قانون يهودية الدولة والتوازن الديمغرافي داخل إسرائيل في ظل وجود سكان العرب قال المفكر زريق: التوازن الديمغرافي في "إسرائيل" ثابت منذ عشرات السنوات, مشيرا الى أول تحول ديمغرافي حدث عام 1948 عندما طردت إسرائيل مئات الألاف من الفلسطينيين واستقدمت مهاجرين يهود مكانهم وأصبحت الأغلبية لليهود, والعامل الآخر هو المحاولة المستمرة لخفض نسبة الولادة لدى العرب من خلال خفض المنح الممنوحة لتأمين الأولاد وجعلها رمزيه لافتا إلى أن هذه المنح كانت مصدر دخل أساسي للأسر العربية , وقال:ترتب على ذلك خروج الزوجة للعمل لتأمين دخلا اضافيا للأسرة, وبالتالي تم خفض نسبه المواليد بين الأسر العربية (..) وكذلك عدم منح العرب أراضي وتراخيص بناء ألا بشروط تعجيزيه (..) وفي المقابل إسرائيل تشجع هجره اليهود اليها وتمنحهم المزيد من التسهيلات و تغدق عليهم بالامتيازات , لافتا ألى أنه رغم كل هذه الإجراءات الإسرائيلية المجحفه التي تنتهجها إسرائيل في الداخل بحق الفلسطينيين إلا أن وجودهم يقلقها ، فهي ترى أن وجود الفلسطينيين في الداخل خطر على التوازن الديمغرافي ودائما تفكر في التخلص منهم سواء عن طريق ترسيم الحدود وتبادل الأراضي وضم المثلث لأراضي السلطة الفلسطينية أو من خلال الإبعاد خارج الحدود, (..) هناك سيناريوهات كثيره اسرائيل تفكر بها من أجل تقليص الوجود العربي
وعلى صعيد الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة، ما هي أسباب أحجام الشارع العربي عن المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة "التي جرت في" أبريل نيسان الماضي" لقد كان هناك تراجعا مفاجئا في نسب الاقتراع عن الانتخابات السابقة "نسبه مشاركه العرب في الانتخابات السابقة بلغت حوالي 65% بينما الانتخابات الأخيرة بلغت نسبة المشاركة اقتربت من 50%.؟
أجاب : "هناك عدة أسباب دفعت العرب لمقاطعة الانتخابات الأخيرة ، أولها غضب الشارع العربي على أحزابهم لتشرذمها, وتفضيلها مصالحها الفئوية على مصالح الجمهور بسبب النرجسية المفرطة وتقدير الذات مبالغ به وحسابات ومصالح خاصه ووإلخ.,(..) لكن عندما جاءت ساعة الحسم اتضح حجمهم الطبيعي.
, مشيرا الى أن القائمة المشتركة أعطت أملا للبعض لكنها لم تطور أدائها مما أحدث فتورا في الشارع الذي دعمها وأحتضنها, وقال : من حظى بالدعم لم يصن الأمانة وخذل الناس فعاقبه الجمهور. معربا عن أمله أن يكون الوضع أفضل في الانتخابات القادمة
ورأى المفكر الفلسطيني زريق أن اليأس من حدوث تغيير حقيقي لصالح الفلسطينيين في ظل الخارطة السياسية الإسرائيلية التي تتحرك بتسارع شديد نحو اليمين ألقى بظلاله وسبب تراجعا في المشاركة العربية بالانتخابات الاسرائيلية .
ولفت الى أن هبوط نسبه التصويت أصبحت ظاهره عالمية, وقال: هناك حاله عزوف عن السياسة بشكل عام,(..) الناس لم تعد معنيه بالشأن العام , والشأن السياسي لم يعد على أجنده اهتماماتهم , وأصبحوا منشغلين بالأسرة وبنشاطاتهم الفنية والأكاديمية
حل الدولتين والدولة الواحدة
وعلى صعيد ما يتردد بأن خيار حل الدولتين لم يعد مطروحاً ولا يمكن تجسيده على أرض الواقع وأن حل الدولة الواحدة هو المخرج ؟
قال زريق: "إن حل الدولتين ولد ميتا" , لأن إسرائيل لا تريد حل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة سواء قبل أوسلو أو وفق اتفاق أوسلو (..) وزاد: كان هناك حديث على المستوى الرسمي لكن فعلياً حل الدولتين لم يكن مطروحاً حتى ولو لمرة واحدة (..) لم يكن مطروحاً بشكل حقيقي لدى إسرائيل و هي غير مستعدة لهذا الحل
و لفت الى أن اسرائيل على المدى التاريخي من الصعب أن تقبل بوجود 2.5 مليون فلسطيني في الضفة وقال: ستصبح دولة تمييز عنصري أو ستلجأ للترحيل. وتساءل باستنكار هل هذا الحل يمكن أن يصلح اليوم؟ وهل يمكن تنفيذه؟ معتبرا هذه المسأله - بأنها معضلة إسرائيل التي لم تحل بعد , متابعا: أن إسرائيل تتخيل نفسها بعد 100 عام (..) أن كل الخيارات مؤلمه لإسرائيل
وأشار الى أن النوايا الاسرائيلية كانت باتجاه اقامه شبه دويلة لحكم ذاتي موسع, لافتا الى أنه حتى هذا الطرح أنتهى و لم يعد قائما الأن بسبب تحالف نتانياهو -ترامب ( في أشاره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب
ودعا زريق الفلسطينيين بالتحرر من وهم حل الدولتين بأسرع ما يمكن, مطالبا اياهم بضرورة أن يعملوا على رفع مستوى التعليم وتعزيز التضامن الاجتماعي, من أجل خلق أجيالا واعيه لتاريخها ومصممه على عدم الخضوع
وقال زريق: أن نتانياهو يتحدث اليوم عن ضم الضفة الغربية، لذلك لا يمكن الحديث عن أي أفق لأي حل في المرحلة الراهنة، وعلى الفلسطينيين أن لا يتوقعوا حلولاً في المرحلة الحالية وعليهم أن يعززوا صمودهم, معتبرا أنه من الهراء توقع أن هناك أي حل في الفترة القريبة
موجها نصيحة للقيادة الفلسطينية بضرورة أن ترد على مجرد إمكانية ضم الضفة الغربية لإسرائيل، و قال : أنه في اللحظة التي تضم فيها اسرائيل شبراً واحداً من الضفة يجب أن تعلن السلطة الفلسطينية عن حل نفسها و بأنها ستتحول إلى النضال من أجل إقامة الدولة في إطار حل الدولتين
مشددا على أهمية أن تعلن القيادة الفلسطينية رؤيتها بالعودة للنضال وحل السلطة اليوم قبل غدٍ , وقال: يجب أن تستبق القيادة الفلسطينية محاولات إسرائيل ضم أي شبر من الضفة إليها , وأن تبادر هي باعلانها بأنها ستحل السلطة بالتوازي مع ضم شبرا واحدا من الضفة (..) لأنه مع وضوح موقف القيادة الفلسطينية من ضم الضفة، فأنه حين تقدم إسرائيل على تلك الخطوة فإنها تعلم مسبقاً تداعياتها، و كذلك لتتحمل إسرائيل وأمريكا وأوروبا والأمم المتحدة المسؤولية
مضيفا: :" يجب أن تقول القيادة الفلسطينية للأسرة الدولية: "طالما أنك غير قادرة على فرض حل الدولتين؛ فنحن لن نبقى في غرفه الانتظار في واقع تقضم فيه إسرائيل حل الدولتين بل وتقضي عليه, لذلك نحن من جانبنا سنسير بخطى نحو حل الدولة الواحدة, ولفت الى أن هذه الخطوة بالنسبة لإسرائيل هي إعلان حرب عليها و كذلك تعتبر انقلابا في الحياه الفلسطينية , موضحا أنه بالنسبة للسلطة الفلسطينية هو إعلان حرب و إعلان استسلام في آن واحد , لأن السلطة ستكون قد أنهت دورها التاريخي بدايه لمرحله جديدة .
وشدد زريق مجددا على ضروره استباق أي إعلان إسرائيلي بإعلان فلسطيني من هذا النوع وقال: في كل الأحوال أعتقد أنه يجب على القيادة الفلسطينية أن تقوم بذلك - في أشاره الى أعلانها حل السلطه و التوجه نحو حل الدوله الواحد -لافتا الى أنه في اللحظة التي ستعلن فيها القيادة الفلسطينيه حل السلطة , سيتم اعتقالالقيادات الفلسطينية (..)وتساءل هل هم مستعدين لمجابهه هذا الواقع أم لا ؟
لوحت القيادة الفلسطينية عدة مرات بأنها ستتخذ عدة خطوات حاسمة ضد سلطات الاحتلال برأيك ما الذي يعيق تنفيذ أيا من هذه التهديدات؟
قال: بالفعل لقد سمعنا كلامياً العديد من التهديدات , جرى التهديد بتجميد المفاوضات في حال استمرار البناء في المستوطنات, ومثلما جرى التهديد بحل السلطة و بوقف التنسيق الأمني و بنزع الاعتراف بإسرائيل ، وغيرها (..) لكن الجميع يعلم أن هذه التهديدات ما هي إلا طحن كلام , الكل يعلم أنه ليس لها أساس سوى صناعه الأوهام .وتابع مبديا تساؤله :كيف يمكن للسلطة أن توقف نشاطاتها وأن تجمد علاقاتها مع السلطات الإسرائيلية, علماً بأنها _ السلطة -مرتبطة عضويا بإسرائيل و بالولايات المتحدة ؟ ! وأردف: أعتقد أن هناك ارتباط عضوي ومادي ومؤسساتي كبير في الضفة بين النخب الفلسطينية وإسرائيل ومن الصعب فك هذا الارتباط لكنه ممكن , الأمر يحتاج إلى إعداد كبير وتحضيرات مادية وإداريةو
نزع الاعتراف بإسرائيل
وعما إذا كانت خطوه نزع الاعتراف بإسرائيل تعتبر تحدي كبير لكل من إسرائيل وأمريكا ؟
أجاب: كفى مزايدات , هذا هراء الاعتراف يكون مرة واحدة ولا يمكنك نزعه , كان الأجدر بهم أن يفكروا جيدا عام 1993قبل أن يوقعوا ويقدموا على الاعتراف بإسرائيل - في أشاره لاتفاق اتفاق اوسلو - , كان بإمكانهم أن يجعلوا الاعتراف مشروطا أن يقولوا أننا نعترف بإسرائيل طالما هي ملتزمة بحل الدولتين لافتا إلى أنه لو رهن الفلسطينيون الاعتراف بإسرائيل بالتزامها بحل الدولتين وباحترامها وتنفيذها لتعهداتها كان العالم وقتها سيتفهم الأمر, وأضاف: : كانت أمامهم أيضا فرصه في عام 1996 عندما تم تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني , بأن يشترطوا " الاعتراف بإسرائيل طالما أن اسرائيل تعترف بحق الفلسطينيين في دوله . وأردف: يجب أن نسأل هل هناك مشروع نضال أم لا ؟ معتبرا أن الطريقة الوحيدة للنضال هي أن يعرض هذا التحدي على إسرائيل وأمريكا (..)"إذا لم تقبلوا بحل الدولتين فأننا سنسعى نحو حل الدولة الواحدة . وقال : نحن نقترب من هذه للحظه (..) الفترة القادمة ستكون مصيريه
وبشأن رفض المجتمع الدولي لكلمة "نضال" بعد أن أصبحت هذه الكلمة في وعي الناس ملصقة بالإرهاب؟
ردَ : نحن الفلسطينيين الذين بادرنا وأسميناه إرهابا عندما قلنا في أوسلو " نحن نتخلى عن الإرهاب" وليس المجتمع الدولي وقال: أن كل نضال يجب أن يستبقه وأن يرافقه حملة إعلاميه توضح شرعيته طالما هناك احتلال., معربا عن أسفه لأن مساحات النضال أصبحت ضيقه ,
وقال : إسرائيل حرماتنا من إمكانية النضال (..) لقد انتصر الشباب الذين كانوا يرمون جنود الاحتلال ودباباتهم بالحجارة -في أشاره الى الانتفاضة الأولي - وقال: اسرائيل تمكنت أن تنجو من هذه الصورة (..) بمجرد أن خرجوا من مراكز المدن, والمظاهرات في" رام الله" حاليا أصبحت ضد السلطة , فإمكانات النضال اليوم ضاقت "من يريد أن يقاوم يذهب الى الحاجز أو يفجر نفسه وزاد: مساحات النضال الفلسطيني تضيق ولابد من خلق مساحات نضال جديده, لافتا إلي أن إسرائيل وصلت لدرجه من الوحشية أنها أصبحت تقتل المئات من الفلسطينيين , تطلق النار على المتظاهرين السلميين في غزه وهناك قناصه يستهدفون الشباب رغم أنهم غير مسلحين لا يهددونها في ظل صمت عالمي , معربا عن صدمته بأن هذا القتل الغير مبرر لا يحرك ضمير إسرائيلي أو ضمير عالمي.
وانتقد القانوني الفلسطيني زريق اتفاق أوسلو معتبرا ان توقيعه خطيئة كبير (..) ومع ذلك في اللحظة التي تم توقيعها لم يفكروا أن يستثمروه وقال: إن الاتفاق قصقص ريش الفلسطينيين وحرمهم من المناورة فكرياً وحتى لغوياً لم يتركوا شيئا للمناورة في المستقبل , لم يسألوا أنفسهم ماهي السبل المتاحة في حال لم نصل للحل النهائي أو لو رفضت اسرائيل أن تعطينا مطلب الدولة وقال : "لم يتركوا خيارات لم يتركوا لنا شيئا." مؤكدا على أن إسرائيل لم تفكر لمرة واحدة بدوله فلسطينية لكنها في أحسن الأحوال كانت تخطط لحكم ذاتي على90% الى 95% من أراضي الضفة أيام حزب العمل الحاكم عندما كان اسحق رابين رئيسا للوزراء الإسرائيلي
وتابع : اليوم يتكلمون عن 40% إلى 50% من أراضي الضفة وعلى شبه كيان فلسطيني , ورأى زريق أن السلطة الفلسطينية وضعت نفسها في موضع يجعلها دائما يجب أن تقدم للاحتلال بشكل مستمر شهادة حسن سلوك وتقدم اعتذارات عن تصرفاتها وأن تدافع عن نفسها بأنها لا تحرض ضد الاحتلال, بالرغم أن هناك احتلال ! و قال : أن السلطة الفلسطينية أصبحت لا شيء , سلطة بلا سلطة وحركه ثورة بلا ثورة , ولا تمارس سيادة على الأرض ولا على الاحتلال ولا على المستوطنين, وإنما تمارس سيادتها فقط على شعبها وأصبح هناك قمعا
اقرأ ايضا: المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قانونًا يسهل مقاضاة السلطة الفلسطينية
وعلى صعيد ملف المصالحة أجاب: طالما أن الانقسام مستمر طيلة هذه السنين فذلك يعني بأن استمرار الانقسام قضيه استراتيجية لافتا إلى أن إسرائيل منذ التسعينات وهي تفكر بفصل غزه عن الضفة, وقال: أن حماس لا تؤثر في اسرائيل طالما الأمن منضبط , ورأى أن كلا الحركتين " فتح وحماس" يتحملا معا مسئوليه الانقسام وتعطيل المصالحة وأردف : أعتقد أن حصار غزه سيستمر (..) سيخفف سقف الحصار من حين لأخر لكن يجب أن يظل الفلسطيني في غزه منشغلا بظروفه المعيشيه و مستلزمات الحياه من مياه وكهرباء وغيرها م