على الرغم من اتفاقية السلام القائمة بين الطرفين، تتابع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بقلق متزايد تصاعد القدرات الجوية المصرية، لا سيما في ظل صفقات تسليح متقدمة تشمل مقاتلات متعددة المهام وصواريخ بعيدة المدى.
وبحسب موقع "نانسيف نت" الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العسكرية فإن إسرائيل تعتبر هذا التطور تحديًا محتملًا لتفوقها النوعي في المجال الجوي على مستوى الشرق الأوسط.
اقرأ ايضا: حزب الله يضع شروطًا حاسمة: لا نزع سلاح قبل انسحاب إسرائيل الكامل
وكشف الموقع العبري، في تقرير له، عن أن أبرز ما يُثير مخاوف تل أبيب، هو سعي مصر إلى الحصول على مقاتلات "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، المزودة بصواريخ "ميتيور" القادرة على إصابة أهداف جوية على مسافات تتجاوز 150 كيلومترًا، بسرعة تفوق 4 ماخ.
هذه الصواريخ، التي تصنف من بين الأكثر تقدمًا في العالم، قد تقلص من هامش التفوق الجوي الإسرائيلي الذي تستند إليه العقيدة العسكرية للدولة العبرية.
ونقل الموقع عن مصادر عبرية القول إن تل أبيب مارست ضغوطًا دبلوماسية مكثفة على دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا لمنع بيع هذه الصواريخ لمصر، معتبرة أن إدخالها إلى المنطقة قد يغيّر ميزان القوى العسكري بشكل غير متوقع.
من جانبها، تواصل مصر تنفيذ برنامج طموح لتحديث سلاحها الجوي، من خلال تنويع مصادر التسليح، وحصلت بالفعل على عشرات المقاتلات من طراز "رافال" الفرنسية، كما أبرمت اتفاقات مع كوريا الجنوبية لاقتناء مقاتلات خفيفة من نوع FA-50، إلى جانب تصنيعها محليًا خلال المراحل التالية من الصفقة.
وفي السياق، أفادت تقارير عسكرية غربية بأن القاهرة مهتمة بالحصول على صواريخ PL-15 الصينية المتطورة جو-جو، والتي تتفوق على معظم الصواريخ الغربية من حيث المدى، ما يعزز فرص تنويع خيارات الردع والدفاع لديها.
هذا التوجه المصري نحو الشراكات العسكرية مع الصين وكوريا وفرنسا يندرج ضمن سياسة واضحة للابتعاد التدريجي عن الاعتماد الكامل على الموردين الغربيين التقليديين، لاسيما الولايات المتحدة.
ورغم أن العلاقات السياسية والعسكرية بين مصر وإسرائيل مستقرة على المستوى الرسمي، فإن القيادة الإسرائيلية لا تُخفي قلقها من التحول النوعي في القدرات الجوية المصرية.
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هليفي، في تصريحات له أن هذا التحديث "لا يُعد تهديدًا مباشرًا حاليًّا، لكنه قد يتحول إلى عامل غير محسوب في المستقبل، في حال تغيّرت الديناميات الإقليمية بسرعة".
وبحسب تحليلات عسكرية، فإن إسرائيل ترى في تصاعد النفوذ الصيني والروسي داخل القطاع العسكري المصري عاملًا إضافيًا يهدد التوازن الاستراتيجي، في وقت تتراجع فيه قدرة واشنطن على التحكم الكامل في سوق السلاح الإقليمي.
ومن شأن توسّع مصر في برامج التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا أن يقلل من فاعلية الضغوط الإسرائيلية، خاصة في ظل تزايد النفوذ الفرنسي والكوري الجنوبي في مشاريع التسليح المصرية، مما يعقّد الحسابات الأمنية الإسرائيلية في السنوات المقبلة.
التقرير الذي نشره موقع "نانسيف نت" يمثل انعكاسًا لتصاعد القلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الطموحات المصرية في مجال التسلح الجوي.
اقرأ ايضا: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة منزوعة السلاح" جنوب غزة.. ما الهدف منها؟
وبينما تسعى القاهرة لتعزيز أمنها القومي وتحديث قواتها المسلحة، تتابع إسرائيل هذه التحركات بحذر شديد، في ظل حسابات إقليمية معقّدة، واحتمالات مستقبلية قد تُغيّر موازين القوى في المنطقة، حسب مراقبين.