"حرب التأشيرات تشتعل": الصين تندّد بـ"التمييز الأمريكي" وتتوعد

مشاركة
وكالات - حياة واشنطن 08:44 ص، 29 مايو 2025

في تصعيد دبلوماسي جديد يلوح في الأفق بين القوتين العظميين، انتقدت بكين اليوم الخميس، بشدة قرار الولايات المتحدة "غير المنطقي" بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، مؤكدةً تقديم احتجاجٍ رسمي لدى واشنطن عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن هذا الإجراء المثير للجدل.

تأتي هذه الخطوة الأمريكية، التي تستهدف شريحة حيوية من الطلاب الأجانب، لتزيد من حدة التوترات القائمة بين البلدين، وتضع التبادل الأكاديمي والثقافي، الذي لطالما كان جسراً للتقارب، على المحك.

ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، القرار الأمريكي بأنه "غير منطقي" و"تمييزي"، مؤكدةً أن واشنطن ألغت تأشيرات الطلاب الصينيين "بذريعة الأيديولوجيا والحقوق الوطنية". 

وأضافت نينغ، بنبرة حازمة، أن "الصين تعارض هذا بشدة وقد قدمت احتجاجاً لدى الولايات المتحدة"، في إشارة واضحة إلى عمق الاستياء الصيني.

ويُعدّ هذا الإجراء أحدث حلقة في سلسلة من الخطوات المتخذة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تعهدت قبل يوم واحد بإلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين، في خطوة فُسرت على نطاق واسع بأنها تستهدف الضغط على بكين ضمن حربها التجارية والتكنولوجية الأوسع نطاقاً.

ويُشكّل الطلاب الصينيون، منذ عقود، ركيزة أساسية لاقتصاد الجامعات الأمريكية، حيث يُعدّون من أكبر مصادر الإيرادات لهذه المؤسسات التعليمية المرموقة، نظراً لدفعهم رسوم الدراسة كاملة. 

وبحسب تصريحات روبيو، فإن الولايات المتحدة "ستُلغي بفعالية تأشيرات الطلاب الصينيين، بما في ذلك أولئك الذين تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو الذين يدرسون في مجالات حساسة". وأضاف أن واشنطن "ستراجع أيضاً معايير منح التأشيرات لتعزيز التدقيق على جميع طلبات التأشيرات المستقبلية من جمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ"، ما يشير إلى توسع نطاق القيود المحتملة.

هذه القيود لا تهدد فقط مصادر الدخل للجامعات الأمريكية، بل وتعيق تدفق المواهب والخبرات البحثية، وتُقلّص من التنوع الثقافي داخل الحرم الجامعي، وهو ما يُعدّ ركيزة أساسية للتميز الأكاديمي والابتكار.

 

لم تتوقف بكين عند مجرد الاحتجاج، بل وجهت انتقادات لاذعة للولايات المتحدة. وأكدت ماو نينغ أن الخطوة الأمريكية "ألحقت أضراراً كبيرة بالحقوق المشروعة ومصالح الطلاب الصينيين وأحدثت اضطرابات بالمبادلات الثقافية الطبيعية بين البلدين".

وصرحت المتحدثة الصينية بأن "هذه الممارسة السياسية والتمييزية للولايات المتحدة كشفت أكاذيب ما يطلق عليها الحرية والانفتاح التي لطالما روّجت لها الولايات المتحدة، كما أنها تضر بصورة الولايات المتحدة نفسها على الصعيد الدولي وصورتها الوطنية ومصداقيتها الوطنية".