"تهجير الفلسطينيين مقابل المليارات".. بن زايد يلتقي السيسي حاملاً "رسالة ترامب"

مشاركة
حياة واشنطن-وكالات 02:55 م، 24 مارس 2025

أفادت وسائل إعلام بأن مصادر دبلوماسية مصرية قالت إن زيارة الرئيس الإماراتي محمد بن زايد الخاطفة للقاهرة، تناولت رسائل مرتبطة بتفجر الوضع في غزة، عقب استئناف إسرائيل الحرب على القطاع وانقلابها على اتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقًا للمصادر المصرية، فقد حمل بن زايد رسائل أميركية جرى التداول بشأنها خلال اللقاء الذي جمع الرئيس دونالد ترامب، ونائب حاكم أبوظبي مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

اقرأ ايضا: آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى

وكان الرئيس الأميركي، قد استقبل، طحنون بن زايد، في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وعقب اللقاء، أعلنت واشنطن، استثمار الإمارات مبلغ 1.4 تريليون دولار خلال السنوات الـ10 المقبلة.

وبحسب المصادر المصرية، فإن زيارة محمد بن زايد إلى مصر تأتي في وقت تواصل فيه الإدارة الأميركية ضغوطها على القاهرة والمؤسسات المصرية الرافضة خطة ترامب لتهجير سكان غزة ونقلهم إلى مصر، في أعقاب رفض العديد من الدول استقبال سكان غزة على أراضيها.

وأوضح مصدر مصري، أن القاهرة تلقت مؤخراً رسالة مفادها أن هذه هي الفرصة الأخيرة لتحقيق استفادة متبادلة عبر السماح بنقل جزء من سكان قطاع غزة إلى مصر مقابل تعويم مالي، وضخ مليارات الدولارات في شرايين الاقتصاد المصري المأزوم.

وقال إن الرسالة تضمنت أنه في حال رفض القاهرة ذلك وإصرارها على موقفها، فإن هناك تصورات بديلة ربما تكون صعبة في تنفيذها لكنها ليست مستحيلة لتهجير سكان قطاع غزة، وهو ما يعني وقتها توجيه الحزم الاقتصادية المقترحة حالياً على مصر إلى الرؤى البديلة، وهو ما فسّره المصدر بأنه تلويح بأن مصر ستخسر أيضاً الدعم والمساندة الأميركية لدى المؤسسات المانحة، وإعادة النظر في المساعدات الأميركية نفسها.

وبحسب مصدر مصري مطلع على مسار المفاوضات، فإن التصور المطروح في الوقت الحالي، يتضمن نقل أعداد تتراوح بين 500 إلى 700 ألف مواطن فلسطيني من المنطقة الممتدة بين شمال محور نتساريم ومستوطنات غلاف غزة في شمال قطاع غزة، كمرحلة أولى، مع حصر قطاع غزة في المنطقة من جنوب محور نتساريم وحتى الحدود بين مصر والقطاع. 

وأشار المصدر إلى أن هناك تركيزاً أميركياً إسرائيلياً على مصر في هذه المرحلة لاستيعاب الأعداد المراد تهجيرها من غزة، في ظل إرجاء دور الأردن لمرحلة لاحقة سيجري فيها توسيع الخطة لتشمل الضفة الغربية، بحيث يجري تهجير أعداد كبيرة من سكانها إلى الأردن.

ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، على اقتراح قدمه وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء إدارة جديدة داخل وزارة الأمن تتولى تنظيم وتمكين الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة "طوعاً" إلى دول ثالثة. 

وقال مكتب كاتس، في بيان، إن الإدارة الجديدة ستعمل على "التحضير لتأمين وتنظيم مغادرة سكان غزة بشكل آمن ومنضبط". 

وأوضح أن ذلك سيجري عبر توفير مسارات تنقل، وتدابير فحص للمسافرين في معابر محددة داخل القطاع، بالإضافة إلى تنسيق البنية التحتية اللازمة لتسهيل السفر براً وبحراً وجواً إلى وجهاتهم النهائية.

من جانبها، نفت مصر، يوم الجمعة الماضي، بـ"شكل قاطع" مزاعم إسرائيلية تتحدث عن استعداد القاهرة لنقل نصف مليون فلسطيني بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة بشمال سيناء، باعتبار ذلك جزءاً من خطة إعادة إعمار قطاع غزة. 

جاء ذلك في بيان للهيئة العامة للاستعلامات المصرية رداً على مزاعم وسائل إعلام (من دون أن تحدد جهتها)، مشدداً على موقف القاهرة الثابت بـ"الرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين".

وفي بيانها، قالت الهيئة إن "مصر تنفي بصورة قاطعة وتامة المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، بأنها مستعدة لنقل نصف مليون مقيم من غزة بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة في شمال سيناء كجزء من إعادة إعمار قطاع غزة". 

وأكدت كذب تلك الادعاءات التي وصفتها بأنها "باطلة وتتنافى جذرياً وكلياً مع موقف مصر الثابت والمبدئي الذي أعلنته منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023".

وجددت القاهرة رفضها "القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين منها، قسراً أو طوعاً، لأي مكان خارجها، خصوصاً إلى مصر". 

كما جددت تأكيد أن أي محاولة من شأنها تهجير أهل غزة بمثابة "تصفية للقضية الفلسطينية وخطر داهم على الأمن القومي المصري"، بحسب البيان ذاته.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أمس، أن زيارة بن زايد "تأتي في إطار أخوي، في ضوء العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط الرئيس بشقيقه رئيس دولة الإمارات.

ولفت إلى أن السيسي أقام مأدبة إفطار تكريماً للشيخ محمد بن زايد، جرى خلالها التأكيد على قوة العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وبحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات الشعبين المصري والإماراتي الشقيقين".

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حرص من جانبه على توجيه الشكر للسيسي على حفاوة الاستقبال، مؤكداً العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، وحرص الإمارات على الاستمرار في تعزيزها.

اقرأ ايضا: آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى

وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية "وام"، فقد بحث الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس السيسي مختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين، وسبل تنميته، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية، بما يخدم مصالحهما المشتركة ويلبي تطلعات شعبيهما إلى مزيد من التنمية والازدهار. وأكد الجانبان حرصهما على مواصلة دفع التعاون المشترك إلى الأمام في مختلف المجالات.