من غزة إلى جنين.. طبول حرب جديدة بين حماس وإسرائيل تقرع في الضفة

مشاركة
آليات عسكرية إسرائيلية في جنين آليات عسكرية إسرائيلية في جنين
حياة واشنطن-تقرير 12:21 م، 21 يناير 2025

لم يمر أسبوع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، إلا وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق اسم "السور الحديدي" على العملية العسكرية التي بدأها في مدينة جنين بالضفة الغربية. 

وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر تعليمات للجيش بالتحرك بقوة لحماية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

اقرأ ايضا: "غزة بين دمار البشر والحجر".. تلال من الركام وآلاف الجثامين تحت الأنقاض

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه بناءً على توجيهات المجلس الوزاري المصغر، شن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك والشرطة عملية واسعة في جنين بهدف القضاء على "الإرهاب"، مؤكداً أن العملية تمثل خطوة إضافية في سبيل تحقيق الأمن في الضفة الغربية.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن العملية العسكرية في جنين ستكون "قوية ومتواصلة"، مؤكداً أنها تهدف إلى تعزيز حماية المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية.

وأضاف سموتريتش - عبر حسابه على إكس - أن إسرائيل بدأت اليوم بتغيير العقيدة الأمنية في الضفة الغربية، في إطار حربها المستمرة للقضاء على "الإرهاب"، بعد أن كانت قد طبقت هذه العقيدة في غزة ولبنان.

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 برصاص الجيش الإسرائيلي بإصابات متفاوتة جراء الاقتحام الإسرائيلي لمدينة جنين، ونُقلوا إلى مستشفى جنين الحكومي.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بإصابة ثلاثة أطباء وممرضَيْن، الثلاثاء، في مواقع مختلفة، قرب مستشفى جنين الحكومي، ومستشفى الأمل، ومستشفى الرازي.

ونقلت "وفا" عن مصادر محلية أن الجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم بشكل كامل، وأن "قناصته تستهدف أي مواطن يحاول الخروج منه".

وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" قال مصدر أمني إن العملية العسكرية في جنين ستكون مختلفة بشكل كامل عن العمليات السابقة، موضحاً أنها ستكون كبيرة، وستشهد تكثيفاً للاستهداف الجوي، وفرض طوق كامل حول مخيم جنين. وأضاف أنها قد تستغرق عدة أيام بحسب التطورات الميدانية.

وقال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني أنور رجب إن القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق النار على المواطنين وقوى الأمن الفلسطينية في جنين، ما أسفر عن إصابة العديد من المواطنين وعدد من أفراد قوى الأمن، أحدهم حالته خطيرة خلال اقتحام مخيم جنين.

من جانبها، دعت حركة حماس، الثلاثاء، إلى النفير العام بهدف التصدي للعملية العسكرية التي أعلنتها إسرائيل في مخيم جنين بالضفة الغربية.

واعتبرت الحركة - في بيان لها - أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى جنين سيفشل مطالبة بالتعبئة العامة والتصعيد ضده.

وتضمن البيان: "دعوة للنفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني ندعو جماهير شعبنا في الضفة الغربية وشبابها الثائر للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها".

ونعى البيان الشهداء الذين ارتقوا جراء القصف الإسرائيلي وأشادوا "ببسالة المقاومين وتصديهم واشتباكهم مع جنود الاحتلال واستهدافهم بالعبوات الناسفة".

ونددت الحركة في بيانها بـ"سلوك أجهزة السلطة (السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس أبو مازن) التي انسحبت من محيط مخيم جنين، بالتزامن مع بدء العملية العسكرية للاحتلال، بعد حصار دام أكثر من 48 يوما للمخيم، وتعطيلها للاتفاق مع المقاومين حتى اليوم، ورفضها كل النداءات الوطنية لوقف إجراءاتها الخطيرة بحق المناضلين والمقاومين".

اقرأ ايضا: "يحضَّر نسخة جديدة من حماس".. شقيق السنوار على رادار إسرائيل

وشدد البيان على أن: "هذه العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في جنين ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة".