"فن وتاريخ يقاومان الإبادة".. افتتاح أول "متحف فلسطيني" في قلب أمريكا اللاتينية

مشاركة
من لوحات أول متحف فلسطيني في السلفادور من لوحات أول متحف فلسطيني في السلفادور
سان سلفادور-حياة واشنطن 03:16 م، 19 نوفمبر 2024

بحضور مئات الفلسطينيين وأنصار القضية من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية في السلفادور، تم افتتاح متحف فلسطيني، الأول من نوعه في أمريكا اللاتينية، في العاصمة السلفادورية، سان سلفادور، ضمن مجمع النادي العربي الكبير الذي أسس عام 1950.

وجاء افتتاح المتحف، بمشاركة السفير الفلسطيني في السلفادور، مروان البوريني، والقنصل الفلسطيني في غواتيمالا، نضال الحذورة، وممثلون على مستوى السفراء من تركيا والجمهورية الدومينيكية، والبرازيل والمكسيك، وشارك في الافتتاح على مستوى قائم بالأعمال، كل من روسيا وإسبانيا والمغرب وقطر والأرجنتين وكولمبيا، ومدير الصليب الأحمر الدولي في سان سلفادور.

وحضر كذلك ممثلون عن الجاليات الفلسطينية من كل من كولمبيا وغواتيمالا وهندوراس، وكندا والولايات المتحدة. 

ومن بين الشخصيات البارزة التي حضرت افتتاح المتحف السيد إميرسون أرماندو بقيلة، أخ الرئيس الحالي نجيب بقيلة، والذي اتبع خطوة والده أرماندو باعتناق الإسلام وأصبح الآن إمام المسجد الإسلامي في سان سلفادور، كنا وحضر حفل الافتتاح عدد من البرلمانيين السلفادوريين وممثل عن عمدة سان سلفادور.

وخلال الافتتاح، تم الوقوف دقيقة صمت على أرواح أكثر من 50 ألف شهيد سقطوا في غزة ولبنان بسبب العدوان الإسرائيلي، وتمنوا الشفاء العاجل لآلاف الجرحى. 

وعزف النشيدان السلفادوري والفلسطيني تباعًا، ومن تم عرض فيلم وثائقي عن معاناة الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948.

وضم المتحف عشرات من اللوحات الفنية والمجسمات التي تعكس الثقافة الفلسطينية، فيما ضمت اللوحات عددًا كبيرًا من المبدعين والشخصيات التاريخية الفلسطينية مثل إدوارد سعيد ومحمود درويش وفدوى طوقان وغسان كنفاني وإسماعيل شموط وشيرين أبو عاقلة وعبد القادر الحسيني وياسر عرفات وكمال ناصر وجورج حبش. 

وضمت جدارية، تاريخاً مختصراً لفلسطين منذ عصور الكنعانيين إلى العصر الحديث مروراً بقرار التقسيم والنكبة الفلسطينية وصولا إلى حرب الإبادة على غزة.

وفي تصريحات له، قال رئيس الجمعية الفلسطينية في السلفادور، سمعان خوري، إن هذا المتحف فخر لنا كفلسطينيين في السلفادور.

وأضاف خوري: "اليوم نفتتح أول متحف فلسطيني في أمريكا اللاتينية وهو دليل على مقاومة الشعب الفلسطيني ضد التهميش والإبادة والتغييب". 

وتابع: "نحن هنا نقاوم ونرد على سفير الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الجديد (مايكل هوكابي) الذي أنكر وجود الشعب الفلسطيني، ونقول له إننا موجودون في فلسطين التاريخية وفي كل مكان في العالم ونحن هنا في السلفادور نبني هذا المتحف والذي يلخص التاريخ الفلسطيني".

وأردف: "نحن السكان الأصليون في هذه الأرض المقدسة، لم نتركها في الماضي ولن نتركها أبداً. نحن من هنا نرسل تحية إلى أهلنا في غزة وأهلنا في كل فلسطين وأهلنا في لبنان ونحيي المقاومة الفلسطينية، التي هي أقرب الطرق إلى الحرية، فالمفاوضات منذ أوسلو وحتى اليوم لم تنجز لنا إلا المصائب، كما نرسل تحياتنا إلى الأسرى الأبطال ونطلب الشفاء العاجل لجرحانا".

وقال خوري إن المتحف يضم أشياء ذات قيم كبيرة، عاطفية، وتاريخية، وهي مساهمات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الموجودين في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور والقدس ورام الله وجنين ومنها أيضا جاء من غزة ولبنان والأردن والكويت وإسطنبول والولايات المتحدة وغيرها.

فيما قال السفير الفلسطيني مروان البوريني إن الجالية الفلسطينية في السلفادور أحضرت جزءًا من فلسطين إلى العاصمة السلفادورية، سان سلفادور.

وأضاف البوريني: "لقد حققوا حلمًا في إقامة متحف فلسطيني في السلفادور، وهو أول متحف فلسطيني في أمريكا اللاتينية ونأمل ألا يكون آخر المتاحف. الحضور كان أكثر مما توقعنا. وسنعمل برنامجا للجالية وأنصار فلسطين لزيارة المتحف والتعرف على حضارة الشعب الفلسطيني وثقافته وإبداعاته".

من جانبه، قال إمام مسجد سان سلفادور، ورئيس التجمعات الإسلامية في أمريكا اللاتينية، إميرسون أرماندو بقيلة، وأخ الرئيس الحالي نجيب بقيلة: "هذا متحف جميل وأنا سعيد جداً برؤية هذا المتحف الجميل الذي يعكس حضارة فلسطين البعيدة من هنا ولكنها قريبة جداً من قلوبنا". 

ورأى بقيلة أنها تقدم رسالة للشعب السلفادوري الذي يؤيد فلسطين وهو رسالة تقول للعالم إن افتتاح أول متحف عن فلسطين في السلفادور، يعني أن الشعب السلفادوري يقف مع فلسطين. 

وأضاف: "أنا أرى أن الجالية الفلسطينية في السلفادور بدأت تصحو وتتحرك بشكل واسع بعد غفوة طويلة، وخاصة بعد ما شاهدوا ما يجري في فلسطين الآن. هذا الذي يوقظ الجاليات الفلسطينية. وأنا هنا أمثل الجالية المسلمة وهنا المسلمون والمسيحيون يقفون معا يدا بيد. ونرسل رسالة للعالم: نريد السلام، نريد العدالة. والجالية الفلسطينية هنا ستوسع نشاطاتها أكثر وأكثر". 

واختتم بالقول إنه سعيد بجذوره فجدته من بيت لحم وجده من القدس، مضيفاً أن عدد المسلمين هنا صغير قد لا يتجاوز 3000 مسلم معظمهم اعتنقوا الإسلام وأصولهم مسيحية.

جدير بالذكر أن المتحف يمثل خطوة مهمة لتعزيز انتماء الأجيال الجديدة من الفلسطينيين الذين يمثلون الجيل الرابع والخامس من أبناء المهاجرين الأوائل والذين عادوا للانتماء إلى جذورهم الأصلية في فلسطين. 

كما يمثل المتحف رسالة للشعب السلفادوري الذي يتعرض للدعاية الصهيونية ويوضح عمق انتماء الشعب الفلسطيني لأرضه ووطنه وحضارته وتاريخه.