تفوح رائحة الموت بشوارع وأزقة مناطق عدة بقطاع غزة، إذ تتواجد جثث المفقودين تحت الركام وأنقاض المنازل بأعداد مفجعة لأصحاب الأرض ممن صعدت أرواحهم وبقيت أجسامهم تحت أنقاض المنازل، جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة التي دخلت اليوم الجمعة، شهرها الثامن.
وفي السياق، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن انتشال الجثث في قطاع غزة بالأدوات البدائية المتوفرة قد يستغرق ما يصل إلى 3 سنوات.
وأشار المكتب إلى أن "ارتفاع درجات الحرارة سيسرع من تحلل الجثث، مما قد يزيد من خطر انتشار الأمراض".
وأضاف أنه من المعتقد أن أكثر من 10 آلاف شخص مدفونون تحت الأنقاض في غزة بعد ما يقرب من 7 أشهر من العدوان.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن انتشال الجثث من تحت الأنقاض يمثل تحديًا كبيرًا بسبب نقص الجرافات والحفارات والأفراد.
ولفت إلى أن أحياء بأكملها قد سويت بالأرض وسط قصف إسرائيلي مكثف ومستمر في معظم أنحاء قطاع غزة من الجو والبر والبحر.
فيما قالت الأمم المتحدة إن منظمات الإغاثة لا تزال تواجه عددًا من القيود المفروضة على الوصول إلى المحتاجين للمساعدة في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك رفض المهمات المخطط لها أو التأخير لفترات طويلة عند نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية على الطرق شمال قطاع غزة وجنوبه.
وفي هذا الصدد، أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من ربع البعثات الإنسانية إلى شمال غزة في أبريل/نيسان الماضي أعاقتها السلطات الإسرائيلية.
يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، وذلك للشهر السادس على التوالي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.