بين "رحمة المقاومة" و"غل الاحتلال".. وجوه المحتجزين والأسرى تتحدث عن فارق "الإنسانية"

مشاركة
مشاهد من إفراج حماس عن محتجزين إسرائيليين مشاهد من إفراج حماس عن محتجزين إسرائيليين
حياة واشنطن-تقرير 05:19 م، 23 ابريل 2024

في وقت انتشرت فيه صور مفزعة لعدد من الأسرى أفرجت سلطات الاحتلال عنهم في الضفة الغربية، وظهروا في ظروف صحية صعبة، نتيجة التعذيب وسوء المعاملة، تبادر للأذهان مشاهد إفراج حركة المقامة "حماس" عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار صفقات التبادل التي تمت مع دولة الاحتلال.

ففي إطار إفراج سلطات الاحتلال عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا أظهرت عددًا من الأسرى من الأكاديميين والسياسيين الفلسطينيين، الذين خرجوا من الأسر وقد فقدوا عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم، وبدت أجسامهم نحيلة للغاية، وملامحهم تغيرت بالكامل، بسبب ما يجري بحقهم من انتهاكات بشعة على يد الاحتلال. 

وانتاب عائلات وأهالي الأسرى، حالة من الصدمة لحظة رؤية ذويهم المفرج عنهم، نظرًا للحالة التي بدوا عليها، مع تغير ملامحهم نتيجة تدهور حالتهم والانخفاض الحاد بأوزانهم.

وتداول نشطاء فلسطينيون مقطع فيديو، يظهر طفل أحد الأسرى وهو يواجه صعوبة في التعرف على والده، بسبب التغير الكلي في ملامحه، نتيجة الوضع المأساوي الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال.

وفي السياق، وصف رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده - عبر صفحته بموقع "إكس" - الحالة التي بدا عليها الأسرى، نتيجة التعذيب وسوء المعاملة، بوضع "تجاوز الخيال".

وقال: "لقد تجاوز التجويع والانتهاكات والتعذيب والقتل في السجون الإسرائيلية الخيال، ومع وجود عشرة آلاف رهينة فلسطيني في الأسر الإسرائيلي، يظل العالم الغربي المنافق صامتا، ويركز فقط على نحو مائة محتجز إسرائيلي، أغلبهم من القتلة المجرمين في الجيش الإسرائيلي".

في المقابل، كان المحتجزون لدى المقاومة الفلسطينية، يتحدثون للإعلام العبري لدى وصلهم إلى تل أبيب، بعد أن أفرجت حماس عنهم في إطار صفقة تبادلية، عن المعاملة الحسنة التي كانوا يتلقونها أثناء فترة احتجازهم.

ولعل الشهادات والتصريحات التي أدلى بها الرهائن الإسرائيليون، تسببت حينها في حرج بالغ لسلطات دولة الاحتلال، إذ تخلل مشاهد الإفراج عن محتجزين لدى حماس، بعض الود بين عناصر المقاومة الفلسطينية وأسراهم، الأمر الذي لم يصدم سلطات الاحتلال فحسب بل صدم العالم أجمع، من حجم الثناء والامتنان الذي أبداه المحتجزون لدى تسليمهم إلى إسرائيل.

هذه المشاهد، دفعت وسائل إعلام غربية للحديث عن إنسانية عناصر المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي استشاط غضب دولة الاحتلال كونها دأبت، طيلة الوقت، على تشويه صورة حماس لدى الغرب وشحنه ضد الحركة. 

ففي 24 أكتوبر الماضي، أفرجت حماس لدواعي "إنسانية" عن الإسرائيلية المسنة، يوخفيد ليفشيز، والتي أثارت تصريحاتها ضجة كبيرة، كونها أظهرت الإنسانية والرحمة التي يتمتع بها عناصر المقاومة الفلسطينية في التعامل مع المحتجزين.

ليفشيز، ظهرت في أعقاب أول عملية لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، وهي تؤكد للصحفيين أن المقاومة أحسنت معاملتها وأنها تلقت رعاية طبية جيدة.

وقالت وقتها، إن طبيبًا كان يتابع حالتها الصحية بصفة دورية، في موقع احتجازها في غزة، وتأكد أنها تلقت العلاج الذي كانت تتلقاه بشكل دوري قبل أن تتعرض للاحتجاز.

وبعد الإفراج عن ليفشيز، توالت المشاهد التي تظهر إنسانية ورحمة المقاومة على المحتجزين لديها في قطاع غزة، والذي ظهر جليًا من الابتسامات التي اعتلت وجوه المفرج عنهم وتبادل نظرات الوداع بين الأسرى وعناصر المقاومة والتي كانت حديث العالم أجمع.