زينت المأكولات الفلسطينية، الموائد المصرية احتفالًا بعيد الفطر المبارك، إذ كان لـ "المعمول" و"الكعك" نكهة فريدة هذا العام في ظل تواجد الأشقاء والأحباب القادمين من غزة إلى بلدهم مصر.
فبعدما اندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، تزايدت أعداد الأسر الفلسطينية التي جاءت إلى مصر، ومع استمرار النزاع لأشهر لم يجد العديد منهم سبيلًا للعيش سوى إعداد المأكولات والحلويات الفلسطينية في المنزل وبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الشقيقتان الفلسطينيتان عزة وتغريد قامتا بإعداد عشرات الكيلوات من الكعك والمعمول على الطريقة الفلسطينية، بعدما تضاعف الطلب على منتجاتهما قبيل عيد الفطر.
عزة وتغريد جاءتا من غزة وأدخلتا البهجة في نفوس المصريين، ولم تتوقع الشقيقتان اللتان أن يحصل مشروعهما للخبز في المنزل على هذا الإقبال الكبير.
ففي منطقة الدقي بالقاهرة الكبرى، يتواجد فرن كبير وسط صالة بيت عزة، حيث تجلس أمامه يوميًا بالساعات لخبز الحلوى الفلسطينية بجانب شقيقتها تغريد وابنتها فاتن، اللتين تعملان دون كلل، بينما يتولى أزواجهن مهمة استقبال الطلبات عبر تطبيق واتس أب، وتحضيرها للتوصيل، والإعلان عنها.
وكانت عزة تملك متجرًا للملابس في قطاع غزة، لكن دُمر في قصف إسرائيلي، كما قُصف منزلها أيضًا، وبات هذا المشروع الذي بدأته في القاهرة لخبز المعمول والحلوى الفلسطينية مصدر دخل أساسيًا لعائلتها لمواجهة تكاليف الحياة التي ترتفع يوما بعد يوم في القاهرة.
وتروج عزة وشقيقتها لمنتجاتهما عبر صفحة على موقع فيسبوك، وكان أول طلب لهما عبر مجموعة الجالية الفلسطينية في القاهرة، هو كعك ومعمول فلسطيني للمصابين الفلسطينيين الذين جاءوا لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.
لكن مع مئات الإعلانات عبر موقع فيسبوك، تزايد الطلب من قبل المصريين على المسخن الفلسطيني، والفطائر والمخبوزات وزيت الزيتون والزعتر والكعك والمعمول على الطريقة الفلسطينية وكثير مو المأكولات غير المألوفة على المطبخ المصري.
وتقول عزة: "تفاجئنا بحجم الإقبال من الجانبين، من الفلسطينيين والمصريين، خاصة المصريين، شعرنا بأنهم يشترون مّنا لأنهم يريدون دعمنا".
فيما، تقول تغريد "كان الله في عون الشعب المصري، نحن جئنا في ضيافة شعب يعاني وظروفه صعبة جدًا، ليس من المطلوب أن يدعموننا، يكفي أن يفتحوا المعبر والمستشفيات، لأن المعبر هو متنفسنا الوحيد".
وفي موسم عيد الفطر، لا يفارق الكعك والبسكويت أي مائدة مصرية، وتعددت طرق صنع الكعك منزليًا، واختلف المصريون بين جودة الكعك المنزلي ذي النكهة المصرية المميزة، وبين المباع جاهزًا في محال الحلويات على اختلاف مستوياتها، لكن هذا العام انضم المعمول الفلسطيني والكعك الغزي لقائمة تفضيلات المصريين في صناعة كعك العيد، بعد أن وجدت نساء غزة المتضررات من الحرب في موسم الفطر، فرصة من أجل كسب العيش والبدء في البحث عن عمل يغنيهم عن المساعدات.