أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الثلاثاء، بأن أنفاق حماس أذهلت إسرائيل وأمريكا، مشيرة إلى أن هناك نفقًا يمتد بطول ثلاثة ملاعب كرة قدم، وآخر يكفي لقيادة سيارة بداخله.
جاء ذلك في تقرير مطول، تحدثت خلاله الصحيفة مع مسؤولين وجنود إسرائيليين، زاروا الأنفاق، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، على معرفة بالمنطقة.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين فإن نطاق وعمق ونوعية الأنفاق التي أنشأتها حماس أذهلتهم، مشيرين إلى أن بعض الآلات التي استخدمتها حماس لبناء الأنفاق، والتي شوهدت في مقاطع الفيديو التي التقطت، فاجأت أيضًا جيش الاحتلال الإسرائيلي.
التقرير أوضح كذلك أن الجيش الإسرائيلي عثر تحت منزل قيادي كبير في حماس على سلم حلزوني يؤدي إلى نفق يبلغ عمقه حوالي سبعة طوابق.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي الآن أن هناك أنفاقًا أعمق بكثير تحت غزة، فيما يقدر مسؤولون إسرائيليون أن تعطيلها يتطلب سنوات.
كما يقدر مسؤولو الأمن الإسرائيليون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن الشبكة تراوح حاليًا بين 350 و450 ميلًا (560 إلى 720 كيلو مترًا)، وهي أرقام غير عادية لمنطقة تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلًا فقط، إلى جانب وجود ما يقرب من 5700 فتحة منفصلة تؤدي إلى الأنفاق.
وبحسب الصحيفة، قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير - وفي اجتماع عُقد في يناير/كانون الثاني 2023 - إن الأنفاق لن تكون قوة ذات تأثير في أي حرب مستقبلية مع حماس، بسبب القوة العسكرية الإسرائيلية.
لكن الضابط في وكالة المخابرات المركزية آرون جرينستون قال لـ"نيويورك تايمز": "لقد استخدمت حماس الوقت والموارد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية لتحويل غزة إلى قلعة".
وبالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، تعتبر الأنفاق بمثابة كابوس تحت الأرض وأساس قدرة حماس على البقاء، كل هدف استراتيجي لإسرائيل في غزة يرتبط الآن بمحو الأنفاق.
ونقلت الصحيفة عن خبيرة حرب الأنفاق في جامعة رايخمان في إسرائيل، دافني ريتشموند باراك، قولها: "إذا كنت تريد تدمير قيادة حماس وترسانتها، فعليك تدمير الأنفاق".
وترى الصحيفة، أن حماس استثمرت بكثافة في الأنفاق، لأنها لا تملك الموارد أو الأعداد اللازمة لمحاربة الجيش الإسرائيلي في حرب تقليدية.
ولفتت إلى تقديرات مسؤولي المخابرات الإسرائيلية أخيراً بأن هناك حوالى 100 ميل من الأنفاق في خان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة، والتي تعد معقل قيادات الحركة، حيث تخوض القوات الإسرائيلية الآن قتالاً عنيفًا.
الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق العثور على نوعين من الأنفاق: أنفاق يستخدمها القادة، وأخرى يستخدمها النشطاء، موضحًا أن أنفاق القادة تعد أعمق وأكثر راحة، ما يسمح بالمكوث فيها وقتاً أطول، بينما الأنفاق الأخرى أقل عمقاً.
وزعم مسؤول إسرائيلي، في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن الجيش الإسرائيلي ربما كان يحتاج في السابق إلى عام من أجل تحديد موقع نفق واحد، لكن الحملة البرية قدمت له الآن كنزًا من المعلومات عن شبكة مترو الأنفاق في غزة.
وفي أحد الأمثلة، حدد الجنود الإسرائيليون خريطة للأنفاق في بيت حانون، مدينة في شمال غزة، واستخدموها للعثور على الأنفاق وتدميرها. وحتى مع هذه المعلومات الاستخبارية عن ساحة المعركة، كان القتال في غزة حول الأنفاق مرهقاً.
وقال جندي، تحدث للصحيفة شرط عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته، إنه أشرف على تدمير حوالى 50 نفقًا في بيت حانون. وأضاف أن جميعها كانت مخفية. وذكر الجندي، وهو ضابط في المهندسين القتاليين، أن وحدته عثرت على قنابل مخبأة في الجدران وعبوة ناسفة ضخمة رُكِّبَت للتفجير عن بعد.
وأوضح الجندي أن العبوة صُنعت في مصنع، وكان عليها رقم تسلسلي، مضيفًا أن العبوة لو انفجرت لقتلت أي شخص داخل النفق وخارجه مباشرة.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 24 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: الأردنية جوليا نشيوات تحت "تلسكوب" الترتيبات الإدارية لترامب
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.