تجمع عدد من موظفي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، أمام البيت الأبيض؛ وذلك احتجاجًا على الهجمات الإسرائيلية العشوائية في قطاع غزة.
وداعا الموظفون المحتجون أمام البيت الأبيض إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع المحاصر ووقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من شهرين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 18 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.
(غضب داخل البيت الأبيض)
احتجاجات اليوم لم تكن الأولى منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة، ففي العاشر من شهر ديسمبر الجاري، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بأن الرئيس بايدن يواجه غضبًا عميقًا داخل البيت الأبيض وخارجه، بسبب دعمه إسرائيل وتضامنه الشديد معها منذ بدء الحرب في غزة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية - في تقرير لها، آن ذاك - أنه بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب، دعا بايدن مجموعة صغيرة من الأمريكيين المسلمين البارزين، إلى البيت الأبيض؛ لمناقشة الإسلاموفوبيا في أمريكا.
ولفت التقرير إلى أن المشاركين كانوا صريحين جدًا مع بايدن بشأن معارضتهم موقفه من الحرب، وفق أربعة أشخاص كانوا حاضرين لهذا الاجتماع.
وبحسب الصحيفة، أخبر المشاركون، بايدن بأن تأييده ودعمه إسرائيل، بعد هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة المقاومة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت بمثابة إذن للقصف الإسرائيلي على غزة.
(مسلمو البيت الأبيض)
من جانبهم، قال بعض الموظفين، وبالأخص أولئك الذين لهم خلفيات عربية أو إسلامية، إنهم يشعرون بخيبة الأمل من الرئيس بايدن.
ووفقًا للتقرير، عقد كبار مساعدي بايدن، بقيادة جيفري زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض، اجتماعات متعددة مع الموظفين الغاضبين؛ للاستماع إلى شكاواهم ومخاوفهم بشأن موقف الرئيس من الحرب على غزة.
وأوضحت الصحيفة، أن بعض المسؤولين في إدارته قالوا - ردًا على الانتقادات الموجهة للرئيس الأمريكي - : "إن بايدن كان دائمًا ما يقوم بإقران كلمات الدعم الخاصة به لإسرائيل، بدعوات أكثر قوة لحماية المدنيين الفلسطينيين مع وصول عدد القتلى إلى مستويات كارثية".
وأضافت أن المسؤولين أشاروا إلى خطاب بايدن في المكتب البيضاوي يوم 20 أكتوبر، والذي ندد فيه بطعن الطفل وديع الفيومي، ووصف الأمر بأنه "عمل كراهية مروع"، مؤكدًا أنه "مفطور القلب بسبب خسارة أرواح الفلسطينيين في الحرب".
ورأى المسؤولون أن تضامن بايدن مع إسرائيل سمح له بممارسة نفوذه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ولطالما أكد بايدن دعمه الثابت لإسرائيل، وقال في كثير من الأحيان: "ليس عليك أن تكون يهوديًا لتكون صهيونيًا"؛ ما أدى إلى وقوع خلافات بينه وبين بعض أعضاء حزبه الذين يرون أن القضية الفلسطينية هي امتداد لحركات العدالة العِرقية والاجتماعية.
وكانت إسرائيل وحماس قد اتفقتا، بوساطة مصرية قطرية، في نوفمبر الماضي، على هدنة استمرت أسبوعًا، تبادلا خلالها عشرات الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ودخلت المساعدات قطاع غزة بكميات أكبر.
وفي أعقاب انتهاء اتفاق الهدنة الإنسانية بين الطرفين، وتحديدًا في الأول من ديسمبر الجاري، عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددًا لشن هجمات على قطاع غزة.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، قد أعلن أمس أحدث حصيلة للضحايا جراء العدوان الإسرائيلي، والتي ارتفعت إلى 18 ألفًا و601 شهيد، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.