على الرغم من تكرار الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين، وتغير نبرة كثير من العواصم العالمية، بما فيها واشنطن، في اتجاه رفض التغيير أيضا، إلا أن إسرائيل بدا أنها ماضية في مخططها غير آبهة بتلك القوى الإقليمية والدولية المعارضة، إذ بدأ بالفعل تكدس النازحين الفلسطينيين في العراء على الحدود مع مصر، وسط ظروف حياتية كارثية.
وبدأت مصر في إقامة ساتر ترابي جديد على الحدود مع قطاع غزة، لمنع تدفق الفلسطينيين من القطاع نحوها، ما يعني نجاح مخطط التهجير القسري.
اقرأ ايضا: استشهاد 19 فلسطينيا بينهم أطفال في قصف عنيف على قطاع غزة
وذكرت الأمم المتحدة، أن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر، موضحة أن نحو 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا من منازلهم جراء الحرب، وإن كثيرين منهم نزحوا عدة مرات تحت وطأة القصف الجوي.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في تقرير، أن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام.
وكان الجيش الإسرائيلي أمر السكان بإخلاء مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعدما نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها.
وبالتالي منطقة الحدود مع مصر النقطة الوحيدة التي يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة، إذ يسعى لحشر الفلسطينيين فيها تمهيدا لفرض مخطط التهجير القسري.
من جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا": "هناك موجة أخرى من النزوح تجري في غزة، والوضع يزداد سوءا كل دقيقة"، مضيفة في بيان: "لا توجد منطقة آمنة، وإن قطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم، ولا يوجد مكان يمكن الذهاب إليه، فالملاجئ مكتظة بالنازحين، بما فيها ملاجئ الأونروا".
من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن نزوحاً جماعياً للفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة سيكون "كارثياً"، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار.
اقرأ ايضا: أبو عبيدة: مقتل أسيرة إسرائيلية جراء العدوان على شمال غزة
وصرح غراندي "آمل ألا يكون هناك نزوح إقليمي للفلسطينيين. من المهم جداً معالجة الأزمة الإنسانية ومسألة المساعدات غير الكافية التي تدخل غزة لمنع نزوح جماعي من شأنه أن يكون كارثياً".