مصر تخشي "مخطط التهجير".. والقصف الإسرائيلي يدفع سكان غزة للفرار جنوبًا

مشاركة
نزوح الفلسطينيين جراء حرب إسرائيل على قطاع غزة نزوح الفلسطينيين جراء حرب إسرائيل على قطاع غزة
حياة واشنطن-تقرير 12:42 م، 03 ديسمبر 2023

يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من هجماته البربرية وقصفه العنيف على قطاع غزة بهدف دفع الفلسطينيين للنزوح من شمال ووسط غزة إلى جنوب القطاع.

ويرى مراقبون أن نوايا إسرائيل تبدو واضحة، وهي إجبار سكان القطاع، بفعل القصف العنيف، لمحاولة عبور الحدود المصرية.

ويأتي ذلك وسط تزايد تحذيرات الصادرة من القاهرة والأمم المتحدة، إذ حذر رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من أن استئناف الهجمات الإسرائيلية على جنوب غزة المكتظ بالسكان قد يدفع مليون لاجئ، بما في ذلك 900 ألف لاجئ في مباني الأمم المتحدة، إلى محاولة عبور الحدود إلى مصر.

وقال لازاريني - عبر حساب الوكالة بمنصة "إكس" - : "إذا كان هناك قتال، فمن المرجح أن يرغب السكان في الفرار إلى الجنوب وإلى ما وراء الحدود"، محذرًا من أن الهجوم الإسرائيلي قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية".

بموازاة ذلك، حذرت مصر من مغبة توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، وبأشد العبارات أدنت استئناف إسرائيل القتال في قطاع غزة.

كما حذرت مصر - وفق بيان لوزارة الخارجية - : "من دعاوى المسؤولين الإسرائيليين المشجعة لتهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة، في انتهاك صارخ لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ولكل أحكام القانون الدولي الإنساني، خاصة أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949".

فيما جددت الخارجية المصرية، موقف القاهرة الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين، معتبرة عملية التهجير بمثابة "خط أحمر لن يتم السماح بتجاوزه".

وبحسب المراقبين، فإن الجيش الإسرائيلي يدفع بالفلسطينيين نحو جنوب غزة منذ بداية الحرب، باعتبار أنه توجد جنوبا منطقة للمساعدات، وتكثيف هذا الضغط الإسرائيلي الآن يكشف عن عدة مخططات تنوي تل أبيب تنفيذها.

وتشير التقارير إلى أن اجتياح المنطقة الوسطى وخان يونس هي بمثابة وسيلة لزيادة الضغط النفسي والمعنوي على الفلسطينيين؛ كي يرحلوا جنوبًا بحجة أن هناك منطقة آمنة.

ويبدو أن من أهداف هذا الضغط، وفق مراقبين، أن إسرائيل تأمل أن يتطور الأمر لانفجار في حركة حماس ومقاتليها؛ ما يمنح إسرائيل مكاسب هائلة.ة؛ كونها تأمل أن زيادة الضربات والقصف على السكان ربما تدفعهم لاجتياز الحدود نحو سيناء، لربما يسمح ذلك بنقل النازحين إلى دول أخرى وبذلك تنتهي الأزمة بالنسبة إلى تل أبيب.

ومساء اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدء العمليات البرية في جنوب قطاع غزة، مستخدمًا قوات على الأرض.

وفي بيان له، قال الجيش الإسرائيلي: "هناك قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل في العمل ومهاجمة أهداف حركة حماس".

وأضاف: "من المتوقع في المستقبل أن يزيد الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة، ويوسع العملية البرية".

وعادت إسرائيل للقصف على قطاع غزة، بعد هدنة بينها وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، امتدت من 24 نوفمبر إلى صباح 1 ديسمبر، لتعود المعارك، التي أسفرت حتى الآن عن ارتقاء مئات الشهداء والجرحى في غزة.

وفور العودة للقصف، قسمت إسرائيل القطاع إلى 2300 تجمع سكني تعرف بالمربعات أو "بلوك" ضمن خطتها الجديدة لجولتها الثانية من الحرب على غزة، طالبة من سكان خان يونس بإخلاء المنطقة قبل ضربها.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن هذه التجزئة حولت القطاع كله إلى نازحين وتسببت في تكدس بشري لا مثيل له على الإطلاق.