بعدما فشلت إسرائيل في ضرب القوام الأساسي لحركة حماس وفي ظل ظهور تحليلات إسرائيلية بأن مركز ثقل الحركة بات في جنوب قطاع غزة، ومع بدء دعوات إسرائيل لسكان في جنوب القطاع، مثل خان يونس، إلى إخلاء منازلهم قبل قصف مناطقهم، بات جليا هدف إسرائيل في المرحلة المقبلة، المتمثل في الضغط على الجنوب لخلق حالة نزوح كبيرة منه في اتجاه مصر، أي تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين في تغريبة فلسطينية جديدة.
تلك الاستنتاجات هي خلاصة وثيقة "تقدير موقف" تم تبادلها ونقاشها في عمان ورام الله، بين مسئولين أردنيين وفلسطينيين مؤخرا.
وذكرت الوثيقة، التي نشرتها اليوم الخميس، وسائل إعلام فلسطينية، أن إسرائيل تمضي بخطة ميدانية وعسكرية نحو الاستمرار في إنجاز "مهمة ضرورية"، تتمثل في "ضرب البنية التحتية تماما في قطاع غزة".
وأوضحت الوثيقة أن "إسرائيل في طريقها إلى الانتقال لاستهداف جنوب قطاع غزة مع تحذير من أن المستشفيات في الجنوب والبنية الطبية ستكون هدفا في هذه المرحلة"، مضيفة أن الجانب الإسرائيلي يسعى للتأسيس لحالة نزوح جديدة تُكرّس واقعا معيشيا يجعل التهجير القسري إلى مصر "مسألة حيوية وأساسية".
وذكرت الوثيقة أن "تفريغ شمال قطاع غزة من السكان بنسبة لا تقل عن 40 إلى 50 % يعني ببساطة الضغط العنيف جدا وغير الإنساني وغير المسبوق على البنية التحتية لقطاع غزة وما تبقّى من خدماتها في جنوب قطاع غزة"، محذرة من أن إسرائيل تسعى إلى "إخلاء مساحة لا تقل عن 60 كيلوا مترا بصورة طولية من شمال غزة من جميع السكان ودفعهم للنزوح الى الجنوب بمعنى قضم مساحة كبيرة ومكتظة من الأراضي في الشمال وحشرها على مساحة لا تزيد عن 56% من المساحة جنوبي القطاع مما يجعل الوضع بالجنوب جنونيا للغاية، مع فتح المجال بعد التحريك الديمغرافي قليلا للمساعدات والإغاثة ولأعمال المنظمات الدولية لكن في الجنوب".
وإكدت الوثيقة أن "هذه العملية ستؤدي إلى زيادة سكان المناطق الجنوبية بنسبة لا تقل عن 32% عمليا وبمساحة أصغر، ثم .ضرب أسباب الحياة أيضا في جنوب غزة بعد تحقيق فكرة النزوح الكبير إليها ما سيشكل حالة كارثة انسانية تدفع المجتمع الدولي والدول الغربية إلى ممارسة ضغط عنيف على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفتح المعابر وإقامة مخيمات النزوح واللجوء مؤقتا في الجانب المصري من الحدود".
وقالت إن "معركة المستشفيات في شمال هدفها الأساسي تحقيق حالة نزوح تصل إلى معايير لا يُمكن للأمم المتحدة أن تسكت عنها، ومع توفير غطاء أمريكي للتصرّف الإسرائيلي يمكن العزف مجددا على وتر ضعف الجبهة المصرية والضغط عليها وحتى على وتر وجود تباين داخل الأطر القيادية والمؤسساتية المصرية في التعامل مع هذا الملف".
اقرأ ايضا: "أفخاخ الموت في غزة".. رصاص إسرائيل يشق طوابير الجوعى