ضجت وسائل الإعلام العبرية، في الآونة الأخيرة، بقضية ادعى فيها الأمن الإسرائيلي أن أسيرًا أمنيًا فلسطينيًا أقام علاقات "حميمة" مع خمس سجّانات إسرائيليات في "سجن ريمون".
وأثارت القضية، جدلًا واسعًا، إذ أفاد الإعلام العبري، بأن معلومات استخباراتية وصلت إلى فرع أمن المعلومات التابع لمصلحة السجون الإسرائيلية تفيد بأن مجندة في الخدمة الإلزامية تعمل حارسة كانت على علاقة حميمة مع سجين أمني من سجن "رامون" خلال العام الماضي.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إحدى السجانات التي تم التحقيق معها اعترفت بعلاقتها مع الأسير عن رضى، واعترفت على أربع سجانات أخريات كن على علاقة معه أيضًا، وسيجري التحقيق معهن.
وبحسب الاعترافات، التي نتجت عن تحقيق داخلي أجرته مصلحة سجون الاحتلال، فإن "الأسير المحكوم بالسجن المؤبد - لعلاقته بعملية أدت إلى مقتل إسرائيليين - كان بحوزته هاتف محمول ومن داخل زنزانته كان يتراسل مع السجانات ويتبادل معهن الصور".
(حالة فردية)
وزعم موقع "واي نت" العبري، بأن هناك حالة واحدة على الأقل، كان هناك اتصال جسدي وحميم، بالتراضي على ما يبدو، بين إحدى الحارسات وذلك الأسير.
وأعلنت مصلحة السجون أن الأسير الفلسطيني المتهم بإقامة علاقة مع السجانات نقل اليوم إلى التحقيق معه.
وفي تعقيبه على الواقعة المزعومة، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: "إن المنشور الصادم الذي يشتبه في أن مجندات أقمن علاقات حميمة مع سجناء أمنيين، هو دليل آخر على ضرورة وسرعة إبعاد المجندات، فتياتنا، من جميع أجنحة السجناء الأمنيين".
وقال بن غفير إنه وبحلول منتصف عام 2024 لن تبقى مجندة واحدة تخدم في زنازين الأسرى الأمنيين (الفلسطينيين) في إدارة السجون الإسرائيلية.
(فلسطين ترد)
في غضون ذلك، وتحت شعار "لا للتسليم برواية الاحتلال"، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قدورة فارس، بعدم التسليم بصحة رواية الإعلام الإسرائيلي الذي ضج بقضية ادعى فيها الأمن الإسرائيلي أن أسيرًا أمنيًا فلسطينيًا أقام علاقات "حميمة" مع خمس سجّانات إسرائيليات في "سجن ريمون".
ورجح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في تصريح لوسائل إعلام فلسطينية، أن تكون القضية ملفقة، معتبرًا أنها رواية للاحتلال، "وليس بالضرورة أن تكون صحيحة".
وأكد على ضرورة رفع شعار "لا للتسليم برواية الاحتلال"، في ظل وجود كم كبير من المحاولات الإسرائيلية التي تهدف إلى تشويه سيرة الأسرى وتقديمهم على أنهم منشغلون بالغراميات.
وختم أن السجان "يبقى عدوًا ولن يكون في أي من الأوقات شخص نحبه".
(حيلة إسرائيلية)
الحيل الإسرائيلية الدنيئة كثيرة ومتنوعة، إذ أن الحادثة المزعومة تبدو غير منطقية وغير مألوفة ومحاولة لتشويه صورة الأسرى، إذ أنه من غير المعقول أن تتغلب الحاجة البشرية والشخصية على القضايا الوطنية والقومية والنضالية.
وهذا ما أكدته تصريحات مدير سجن جلبوع، فريدي بن شطريت، والذي قال: "أفادت تقارير من عام 2018 بأنه تم حض مجندات يؤدين خدمتهن العسكرية في السجن على علاقات جنسية مع أسرى فلسطينيين.
قالت العديد من الحارسات السابقات في السجن إنهن استُخدمن كورقات مساومة مع الأسرى وتم تعريضهن عمدًا للخطر من قبل رؤسائهن من أجل الحصول على تنازلات ومعلومات من السجناء.
وقال بن شطريت إن السجن "سلّم مجندات إلى أسرى لأغراض جنسية"، في إشارة على ما يبدو إلى ممارسة مزعومة بوضع الجنديات مع الأسرى كأدوات جنسية للمتعة أو حتى للاعتداء عليهن، مضيفًا: "كانت حادثة القوادة حادثة ضخمة"،
وقع الحادث أو الأحداث المزعومة قبل أن يعمل بن شطريت كقائد للسجن، وتم الكشف عن هذه المزاعم لأول مرة في عام 2018 من قبل القناة 20 ونفتها بشدة مصلحة السجون.