"تشكيل حكومة موازية" ينذر بتفتت السودان.. وواشنطن تبعث برسائل لطرفي الصراع

مشاركة
اشتباكات السودان اشتباكات السودان
حياة واشنطن-تقرير 11:06 ص، 15 سبتمبر 2023

أطلق قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، تصريحًا ناريًا لوح خلاله بتشكيل حكومة موازية للحكومة الحالية التابعة للجيش.

تصريحات حميدتي، لاقت عديد التحذيرات من تقسيم البلاد، إذ نبهت قوى الحرية والتغيير - المجلس المركزي، اليوم الجمعة، من أن تلويح طرفي الحرب بتشكيل حكومة في مواقع سيطرتهما "أمر خطير للغاية سيترتب عليه تفتيت البلاد وتقسيمها".

وأكدت قوى الحرية والتغيير - في بيان - "رفضها التام لهذا الاتجاه الذي يبذر بذور تفتيت وحدة السودان، ويعمق الصراع، ويوسع دائرة الحرب تمهيدًا لتحويلها لحرب أهلية شاملة".

واعتبرت أن "لا شرعية لأي جهة في البلاد لتكوين أي حكومة" منذ الإجراءات التي أعلنها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021، والتي شملت حل مجلس السيادة والحكومة.

كما أكدت أنها ستتخذ عددًا من الخطوات "للتصدي لمخططات تقسيم البلاد، والعمل من أجل إيقافها، على رأسها التواصل المباشر والفوري مع القوات المسلحة والدعم السريع بغرض حثهما على تجنب أي خطوات حالية أو مستقبلية تُفضي لتمزيق البلاد واستمرار الحرب وتصعيدها وزيادة رقعتها".

إلى ذلك، شددت على أنها ستعمل أيضًا على تشجيع طرفي الصراع على "الجلوس للتفاوض من أجل وقف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي".

وفي تسجيل صوتي، أمس الخميس، بث على حساباته بمواقع التواصل، أكد حميدتي أنه على استعداد لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة قواته مقابل تشكيل الجيش حكومة في منطقة بورتسودان.

وزعم أن "الدعم السريع لم يعلن تشكيل حكومة رغم السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد لأنهم ليسوا طلاب سلطة"، داعيًا القوى السياسية والمدنية للوقوف أمام محاولات تفكيك البلاد، وفق تعبيره.

إلى ذلك، اعتبر أن "دولة البحر والنهر مشروع قديم لتقسيم السودان"، في إشارة إلى البحر الأحمر ونهر النيل.

يشار إلى أنه بينما تنتشر قوات الدعم السريع في المناطق السكنية بجميع أنحاء العاصمة الخرطوم وفي بحري وأم درمان المجاورتين، يسيطر الجيش على مناطق واسعة في الشمال وبورتسودان وغيرها.

(رسائل من واشنطن)

كشفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هالة غريط، عن موقف واشنطن من تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأيام الأخيرة، مما أسفر عن مقتل العشرات أغلبهم من المدنيين.

وتتواصل المعارك في إقليم دارفور غربي السودان، إذ وردت شهادات عن مقتل أكثر من 40 شخصًا، الأربعاء، نتيجة غارات جوية نفذها الجيش على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

كما سقط قتلى وأكثر من 300 مصاب، بعد قصف بطائرة مسيرة على سوق مفتوحة جنوبي الخرطوم قبل أيام.

وقالت غريط - في تصريحات لسكاي نيوز - إن الولايات المتحدة تعبر عن قلقها العميق إزاء التصاعد الأخير في الهجمات الجوية والمدفعية في السودان، التي أسفرت عن العديد من الضحايا المدنيين في مناطق متعددة بالبلاد.

وكانت غريط تشير إلى الغارة الجوية التي نفذها الجيش جنوبي الخرطوم يوم 10 سبتمبر، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا، بالإضافة إلى الاشتباكات المدفعية يوم 23 أغسطس، التي أسفرت عن مقتل عدد من النساء والأطفال.

وحددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية موقف إدارة الرئيس جو بايدن من تصاعد الصراع العسكري بين الجيش السوداني والدعم السريع، في عدد من النقاط وهب مطالبة واشنطن بالالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية لحماية المدنيين وتحقيق العدالة للجرائم المرتكبة.

وأضافت: "تدعم الولايات المتحدة محاسبة الجناة، وتحث أطراف النزاع مجددًا على وقف هذا الصراع الدامي وتحقيق السلام والعدالة للشعب السوداني".

وتابعت: "نحن وشركاؤنا الإقليميون والدوليون متحدون في الدعوة إلى وقف فوري للقتال في السودان، والمطالبة بعودة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى ثكناتهم، وتحقيق التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق لتلبية احتياجات المدنيين في حالات الطوارئ".

وتدين الولايات المتحدة بأشد العبارات التقارير التي تفيد بوقوع فظائع مستمرة، بما في ذلك القتل على أساس العرق والهجمات التي تستهدف نشطاء حقوق الإنسان والمدافعين عنها، ونهب وحرق مجتمعات بأكملها من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في غرب دارفور.

كما ندين الاحتجازات والإعدامات خارج إطار القضاء في الخرطوم، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع والمستهدف للنساء والفتيات، وفقًا لمصادر موثوقة.

المتحدثة الأمريكية قالت: "دعمنا للشعب السوداني ثابت، حيث يعمل الشعب على المطالبة بوقف الصراع ووضع عملية لاستئناف الانتقال السياسي الذي تعثر".

وأضافت: "نحن مستمرون في التواصل مع القادة المدنيين لمناقشة دعم الولايات المتحدة للمبادرات المدنية لرسم عملية جديدة لتحقيق انتقال ديمقراطي نحو الحكم المدني".

وتابعت: "سنعمل على دعم عمليات سياسية شاملة وشفافة تمثل تنوع الشعب السوداني بأكمله، وسنستمر بمساندة تطلعات الشعب السوداني لأنه يستحق الحرية والسلام والعدالة".

وامتد الصراع الذي بدأ في الخرطوم منتصف أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مناطق أخرى من السودان من بينها دارفور.

وقتل نحو 7500 شخص منذ اندلاع الحرب في السودان، ومن المرجح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، بينما اضطر نحو 5 ملايين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار، خصوصًا مصر وتشاد.

وعلى الصعيد الميداني، لم يحقق أي من الطرفين تقدمًا مهمًا على حساب الآخر، بينما لا تلوح في الأفق نهاية قريبة للصراع.
والشهر الماضي فر أكثر من 50 ألف شخص من مدينة نيالا، ثاني أكبر مدن السودان من حيث عدد السكان بعد العاصمة، نتيجة استمرار الحرب وعمليات القصف.

وذكرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، أن مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان تلقى تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في مدينة الجينية بإقليم دارفور غربي السودان والمناطق المحيطة بها.