وضع خارج عن السيطرة.. جثث مكدسة بالشوارع ونداءات استغاثة من أجل ليبيا

مشاركة
جثث في شوارع درنة جثث في شوارع درنة
حياة واشنطن-تقرير 11:31 ص، 12 سبتمبر 2023

تتكدس الجثث في شوارع مدينة درنة الليبية في أعقاب السيول المدمرة جراء العاصفة "دانيال"، وسط مخاوف من تعرضها للتحلل بعد انجراف المقابر القديمة وبلوغ المقابر الحديثة طاقة استيعابها القصوى.

وأصبح الوضع هناك كارثي وخارج عن السيطرة، إذ تلتف أعداد كبيرة من الجثث بأغطية والمتروكة والمكدسة على قارعة الطريق وتحت الأشجار وداخل الأحياء في انتظار التعرّف على هوياتها قبل دفنها، وذلك بعد تعذّر وضعها في غرف أموات المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بعدما اجتاحتها السيول.

ويقر المسؤولون الليبيون، بصعوبة إحصاء أعداد الجثث المنتشرة في طرقات وتقدير عدد الضحايا، في وقت تكافح فيه فرق الإنقاذ لانتشال الجثث من تحت الأنقاض والركام في المدينة.

ووفقًا للاحصاءات فقد تسببت السيول التي ضربت شرق ليبيا في قتل وفقدان الآلاف، وتدمير البنية التحتية، خاصة في مدينة درنة التي لا تزال معزولة بسبب الدمار الذي لحق بالطرقات الموصلة إليها بشكل يجعل من الصعب وصول فرق الإنقاذ والإمدادات الإنسانية.

وكان المجلس البلدي في درنة، أعلن أن هذه الخسائر البشرية والمادية سببها انفجار السدين المائيين بالمدينة، وطالب بفتح ممر بحري، كما طالبت السلطات الليبية بتدخل دولي عاجل.

(نداءات استغاثة)

يتوقّع أن ترتفع حصيلة قتلى الفيضانات في شرق ليبيا بشكل هائل في ظل وجود 10 آلاف مفقود، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اليوم الثلاثاء.

وقال المسؤول في المنظمة تامر رمضان - في تصريحات للصحفيين بجنيف - : "لا نملك أرقامًا نهائية لعدد القتلى حاليًا"، لكنه أوضح أن "حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف".

فيما أكد أن "عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص"، معربًا عن أمله في التوصل إلى أرقام أكثر دقة في وقت لاحق الثلاثاء.

ولاحقًا أشارت أجهزة الطوارئ في ليبيا إلى أكثر من 2300 قتيل في مدينة درنة شرق البلاد جراء الفيضانات.

وقال رمضان متحدثًا من تونس إن "الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط إمكانيات الصليب الأحمر الليبي وإمكانيات الحكومة".

وتابع أنه "لهذا السبب أطلقت الحكومة في الشرق نداء للحصول على مساعدات دولية وسنطلق نحن نداءً عاجلًا قريبًا أيضًا".

من جانب آخر، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مقتل ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي أثناء مساعدتهم ضحايا الفيضانات في ليبيا.

وضربت العاصفة "دانيال" شرق ليبيا بعد ظهر الأحد، خصوصًا بلدات الجبل الأخضر الساحلية (شمال شرق) إلى جانب بنغازي حيث تم الإعلان عن حظر للتجول وإغلاق المدارس.

ووصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه "كارثة مأساوية".

وفي الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى اختفاء "أحياء بأكملها" في درنة حيث "جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة".

ووصف خبراء العاصفة دانيال التي ضربت أيضًا أجزاءً من اليونان وتركيا وبلغاريا في الأيام الأخيرة، حيث أسفرت عن سقوط 27 قتيلًا على الأقل بأنها "شديدة للغاية من حيث كميّة المياه التي تساقطت خلال 24 ساعة".