ظهر قبل زلزال المغرب وتركيا وسوريا.. ما سر وميض السماء الأزرق؟

مشاركة
صورة متداولة لوميض أزرق ظهر في سماء المغرب صورة متداولة لوميض أزرق ظهر في سماء المغرب
حياة واشنطن-تقرير 11:51 ص، 10 سبتمبر 2023

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة في المغرب، أظهرت ومضات ضوء زرقاء في السماء لحظة وقوع الزلزال، ما أعاد للأذهان الصورة ذاتها عند وقوع زلزال سوريا وتركيا قبل أشهر.

وهز المغرب، مساء الجمعة الماضية، زلزال شديد بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، خلف دمارًا هائلًا في المباني، وأدى إلى مقتل أكثر من ألفي شخص حتى اليوم الأحد.

(ومضات زرقاء غامضة)

لفتت تقارير إلى أن الضوء الذي ظهر قبل حدوث الزلزال ما هو إلا ظاهرة جوية مضيئة تظهر في السماء عند أو بالقرب من مناطق الضغط التكتوني أو النشاط الزلزالي أو الانفجارات البركانية، دون أن تؤكد إجماعًا حول أسباب الظاهرة المعنية.

وتبين أن أضواء الزلازل (أو EQL) كانت مرئية منذ آلاف السنين، ويمكن إرجاعها إلى عام 89 قبل الميلاد.

ومع ذلك، لم يكن لدى العلماء على مر العصور، أدنى فكرة عما كانت عليه، بل غالبًا ما كان يُنظر إلى هذه الأجرام السماوية الغريبة على أنها كائنات فضائية، أو شيء من الخيال العلمي.

أما في العصر الحديث، وبفضل التكنولوجيا، فقد تمت رؤية هذه الأضواء قبل حدوث الزلازل كما يمكن التأكد من ارتباطها بها.

وعادة ما تكون هذه الأَضواء على شكل أجرام سماوية عائمة، لكن هناك من أبلغ أيضًا عن أنها عبارة عن خطوط تشبه السحب، معظمها أخضر اللون. حتى إن البعض قال إنها تشبه البرق تقريبًا.

في الأساس، هذه ظاهرة جوية مضيئة تؤدي إما إلى نشاط زلزالي أو حدث سماوي، بحسب موقع "Htschool".

ويعد الوميض الأزرق الذي ظهر قبل الزلزال،  ظاهرة مؤقتة، ويتكون نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية، والذي تسبب بدوره في احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خاصة إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار.

ويتزايد تأثير الاحتكاك عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما تنتج عنه حرارة عالية ووميض، وهو شيء طبيعي بعد حدوث الكسر إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر.

هذا الضوء أو الوميض لا يكون في كل الزلازل، لكن يكون حسب المنطقة التي حدث فيها الزلزال، ففي المناطق التي يكون الانكسار في طبقات "طمي" لا ينتج هذا الضوء، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.

وهذا الضوء هو عبارة عن شحنات كهربائية نتيجة الانكسار والاحتكاك، لكنه يرتبط فقط بوقت حدوث الزلازل، وقد يُرى قبل سماع صوت الكسر أو الانفجار، وذلك يرجع إلى سرعة الضوء والتي تتجاوز سرعة الصوت.

(أنشطة قديمة)

يشار إلى أن ما يثير الاهتمام هو أن أضواء الزلزال تم التقاطها لأول مرة بالكاميرا في عام 1965 أثناء زلزال في اليابان.

وفي وقت لاحق، تمت ملاحظتها أيضًا في أماكن أخرى، كما هو الحال في الصين في عام 2008، وإيطاليا في عام 2009، وفي المكسيك في عام 2017، ومؤخرًا زلزال تركيا وسوريا.

أما في المغرب، فقد ارتفعت حصيلة أعنف زلزال ضرب البلاد ليل الجمعة إلى أكثر من ألفي قتيل، وقد أعلنت المملكة حدادًا وطنيًا مدته ثلاثة أيام، كذلك ارتفع عدد الجرحى إلى 2059، بينهم 1404 حالاتهم خطرة.

(حداد وطني)

مساء أمس السبت، أعلن ملك المغرب، محمد السادس، الحداد الوطني لمدة 3 أيام على أرواح الذين قضوا من جراء الزلزال المدمر، كما أمر بتسريع عمليات الإنقاذ.

وأصدر الديوان الملكي المغربي بيانًا نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أشار إلى تعليمات أصدرها الملك محمد السادس، إثر ترؤسه جلسة ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال المؤلم.

وقال الديوان الملكي المغربي إن الملك محمد السادس أﻋطﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته ﺑﮭدف ﻣواﺻﻠﺔ ﻛﺎﻓﺔ أﻋﻣﺎل اﻹﻧﻘﺎذ ﺑﺷﻛل ﻋﺎﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻣﯾداﻧﻲ.